"طائر الشمس" هو اسم الجائزة التي استحدثها مهرجان "أيام سينمائية" في دورته الثالثة التي أسدل عنها الستار مساء أمس الأول الجمعة (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) في رام الله بالضفة الغربية، وتنافس عليها 18 فيلماً من بين أكثر من ثلاثين تقدمت للمسابقة وجميعها لمخرجين شباب تقل أعمارهم عن 35 عاماً.
وفاز بالجائزة فيلمان من إنتاج فلسطيني، ويتناولان موضوع فلسطين وهما "ازرقاق" للمخرجة راما مرعي عن فئة الفيلم الروائي القصير و"إسعاف" للمخرج محمد الجبالي عن فئة الوثائقي الطويل.
وتدور قصة "إسعاف" حول الحياة اليومية لمدة 51 يوماً في غزة تحت العدوان الإسرائيلي صيف 2014، وإظهارها بعدسة كاميرا شخصية لمصور جاب شوارع المدينة برفقة سيارة إسعاف عملت على مدار الساعة لإنقاذ المصابين من الأحياء التي تتعرض للقصف، وفق تقرير لموقع "الجزيرة" اليوم الاحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2016).
ويروي "ازرقاق" قصة جريمة قتل في منزل بقرية فلسطينية بالضفة، ويسعى ياسين وأمه إلى إخفاء جثة القتيل، وبسبب العيش بقرية محاصرة يجدان في نقطة التفتيش الإسرائيلية المكان الأفضل للتخلص من الجثة.
وعن ذلك الفيلم (مدته عشرون دقيقة وهو من إنتاج مؤسسة عبد المحسن القطان، وبدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام في قطر) وهو تجربتها السينمائية الأولى، تقول راما مرعي إن الأحداث تدور حول أسلوب إخفاء الجريمة بصورة مبهمة وتترك للجمهور مساحة ليفسر ما آلت إليه النتيجة.
وشارك الفيلم بعدة مهرجانات سينمائية في النرويج وبولندا وبريطانيا وقرطاج وبيروت وطنجة وغيرها، وحاز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم العربي القصير.
لكن المخرجة تولي أهمية أكبر لمشاركة فيلمها في "أيام سينمائية" من ناحية وصوله لجمهور بلدها. وتقول راما مرعي إن الأفلام الفلسطينية التي تعرض بالخارج لا تجد منصة عرض دائمة في فلسطين كونها سينما غير ربحية.
وانطلقت النسخة الثالثة من "أيام سينمائية" يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واختتمت أول أمس الجمعة بعرض الفيلم المغربي "جوقة العميان" للمخرج محمد المفتكر بالمسرح الوطني "الحكواتي" بمدينة القدس.
ووصفت الناطقة باسم المهرجان خلود بدوي هذه الفعالية بأنه مهرجان عابر للقارات تم خلاله عرض أكثر من ثمانين فيلما فلسطينيا وعربيا ًودولياً. واستطاع الجمهور الفلسطيني مشاهدة العروض الأولى بالبلاد لأفلام من حوالي ثلاثين دولة، بينها اليمن والبحرين والعراق وتونس ولبنان والأردن والسعودية وإيران والأرجنتين والسويد وألمانيا وغيرها.
وتوزعت عروض المهرجان والفعاليات التي نظمت على هامشها على خمس مدن فلسطينية هي القدس ورام الله وغزة وجنين وبيت لحم.
وفتح المهرجان أيضا نقاشا مطولا على هامش كل فيلم، ونظم لقاءات مفتوحة مع مخرجين فلسطينيين وأجانب حضروا خصيصا للمشاركة بالمهرجان، إلى جانب سينمائيين قدموا لطرح تجاربهم لجيل المخرجين الفلسطينيين الجدد.
وتقول خلود بدوي إن غاية المهرجان الأساسية هي استعادة مكانة السينما لدى الجمهور الفلسطيني الذي يفتقدها لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية، عبر دعوة الناس لعروض مجانية واسعة، إلى جانب تعريف الجمهور المهتم بصناعة السينما بأفلام ذات جودة عاليا من ناحية المضمون والإنتاج.
لكن الأهم بالنسبة للقائمين على المهرجان هو السعي لتعريف العالم بالسينما الفلسطينية رغم شح الإنتاج والإمكانيات، حيث قدم المهرجان نحو أربعين فيلما لفلسطينيين أو عن فلسطين.
وإلى جانب جائزة "طائر الشمس" استحدث المهرجان زاوية "وهج الذاكرة" تم خلالها عرض أفلام من إنتاج مشترك بين منظمة التحرير الفلسطينية وصناع أفلام من ألمانيا، وقدمت مواد صورية تعرض لأول مرة وبحضور مخرجيها، وكانت قد التقطت بلبنان وفلسطين بين الأعوام 1977 و1988.