الإنترنت أصبحت حاجة أساسيَّة في حياة الناس، والأخبار العالميَّة يوم أمسِ أوضحت أهميَّة الإنترنت بعد حدوث هجوم إلكتروني غيرِ مسبوق في أميركا (من قبل مجهولين) أدَّى إلى تعطيل عشرات المواقع، يوم الجمعة (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2016). كلُّ ذلك كان جزءاً من الهجوم تمَّ عبر استخدام أجهزة غير مشكوك فيها مرتبطة بالإنترنت، مثل كاميرات الفيديو الديجيتال، وكاميرات الإنترنت وطابعات.

المهاجمون استخدموا مئات الآلاف من الأجهزة المصابة ببرمجيّاتٍ خبيثةٍ، دون علم أصحاب الأجهزة، لشنِّ هجوم كبير عبر الإنترنت، من خلال إغراق المواقع بعدد هائل من الزيارات الوهميَّة وزيادة الضغط على الخادم الإلكتروني، لتعطيل عملها، وحرمان المستخدمين من إمكانية الوصول إليها.

وبحسب الأخبار أمسِ، فإنَّ الهجوم الإلكتروني جرى على 3 موجات واستهدف شركة «Dyn» التي تُعدُّ أحد أجزاء العمود الفقري للإنترنت، وتلعب دور الوسيط الذي يحرص على توصيل المستخدم إلى الموقع الصحيح عندما يكتب عنوان الموقع في المتصفح على جهازه. وأسفر الهجوم عن تأثر ملايين المستخدمين حول العالم، وغالبيَّتهم في الولايات المتحدة وأوروبا، وعدم قدرتهم على الوصول إلى عشرات المواقع الشهيرة، ومنها «تويتر» و»باي بال» و»نيتفليكس».

ولتوضيح أهميَّة الإنترنت التي لا يمكن الاستغناء عنها، فإنَّ أميركا تستهدف تقليل حوادث المرور إلى الصفر خلال العقود الثلاثة المقبلة، وذلك عبر استخدام العربات ذاتيَّة القيادة، والتي ستستخدم التقنيّات التي تطرحها شركة «Dyn» وغيرها. وعليه، فإنَّ الهجوم الإكترونيَّ يُعتبر أحد المخاطر الكبيرة التي يجب الإلتفات إليها، ولاسيما أنَّ شبكة الانترنت التي بين يدينا مقبلة على تغييرات جوهرية وكبيرة، منها «إنترنت الأشياء» واستخدام تقنية «Blockchain»، وغيرهما، وهذه ستنقل البشرية إلى مستوى مختلف في المعيشة.

إنَّ ما نأمله هو أن نلحق بالمستويات العالميَّة على مستوى الخدمة، ومستوى الحماية؛ لأنَّ الإنترنت تُعدُّ من الحاجات الأساسيَّة للإنسان، ولذلك، فإنَّنا نعتبر ما يجري في البحرين لأهالي الدراز مخالفاً لحقوق الإنسان، ومخالفاً لتوجُّه العصر الذي نعيش فيه، وذلك لأنَّ من يعيش في الدراز أصبح محروماً من الإنترنت مساء كل يوم (من الساعة السابعة مساء حتى الواحدة فجراً) منذ (20 يونيو/ حزيران 2016)... وكلُّ هذا يحصل في الوقت الذي تمتنع فيه شركات الاتصالات من التجاوب إيجابيّاً مع شكاوى المستهلكين.