انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حسابات لعيادات ووسطاء يعرضون خدمات زراعة الشعر في الخارج، وكانت إيران وتركيا في مقدمة الدول التي توفر هذه العمليات بأسعار منخفضة جدّاً مقارنة بالبحرين، وبجودة تلقى إعجاب الراغبين فيها.

الصلع النسبي أو الكلي والرغبة في تجديد المظهر، دفع الكثيرين إلى شد الرحال إلى إيران وتركيا من أجل إجراء عملية زراعة الشعر.

إلى ذلك، قالت استشارية التجميل رنا العمادي إن الطريقة الحديثة لزراعة الشعر، تتم بأخذ الشعر من خلف الرأس باستخدام جهاز يزيل الشعرة بدون قطع، ويكون اتجاه وعمق وزاوية كل شعرة مختلفاً، ما يمنح مظهراً طبيعيّاً جدّاً، ولا يسبب ألماً أو نزيفاً أو تورماً».

زراعة الشعر خارج البحرين... الحقائب تشد الرحال إلى تركيا وإيران

الوسط - حوراء مرهون

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حسابات لعيادات ووسطاء يعرضون خدمات زراعة الشعر في الخارج، وكانت إيران وتركيا في مقدمة الدول التي توفر هذه العمليات بأسعار منخفضة جدّاً مقارنة بالبحرين، وبجودة تلقى إعجاب الراغبين فيها.

الصلع النسبي أو الكلي والرغبة في تجديد المظهر، دفع الكثيرين إلى شد الرحال إلى إيران وتركيا من أجل إجراء عملية زراعة الشعر.

في الغرفة البيضاء... آلام شديدة

«ذهبتُ إلى العيادة، ألبسوني الزي الأزرق الخاص بالعمليات، ومن ثم حلقوا شعري إلى الصفر. صعدت على السرير واستلقيت على بطني، أعطيت حقن تخدير موضعي في مكان الزراعة، وبدأوا بإزالة بصيلات الشعر من رأسي من الخلف لبدء الزراعة»... هكذا بدأ حسين مشيمع حديثه عن رحلة زراعة الشعر في إيران بمدينة شيراز، ضحك مشيمع وأضاف «كأنهم كانوا يزرعون نخلة لكن في الرأس».

ويضيف مشيمع أنه على رغم حقن التخدير الموضعي التي بلغ عددها ستين حقنة، فإنه كان يشعر بألم شديد وقت العملية بسبب الحقن نفسها.

ويقول: «تتوزع العملية على 4 أيام، كل يوم جلسة، لزراعة 10 آلاف شعرة، في اليوم الثاني لم أحتمل قوة ألم الحقن، شعرت بالدوار وسقطت أرضاً، وتمت معالجتي بالمصل الوريدي».

من جانبه، تحدث جهاد العلوي عن وجع العملية بابتسامة ملؤها الألم: «دخلت المستشفى ورأيت الناس الذين يخضعون للعمليات كالجثث الملقاة على الأسرة المفتوحة على بعضها، ورأيت مشهد الدم والوجوه المنتفخة بسبب البنج، فشعرت بأنني أود الهروب وإلغاء العملية، لكن المترجم أقنعني بالبقاء».

ويضيف عن اليوم الأول: «غيرنا ملابسنا واتجهنا إلى (المقصبة)»، يقولها وهو يضحك، ويواصل «تم إعطائي ما يقارب أربعين حقنة للتخدير الموضعي في الرأس، كل حقنة كنت أشعر بها تصل إلى جمجمتي يرافقها ألم شديد. لم أتوقع هذا الألم ولا أدري كيف مرّت أربعة الأيام بجلساتها».

وعن تجربته الخاصة في شيراز أيضاً، يقول العلوي: «كنت مندفعاً جدّاً، وتفاجأت لأنني توقعت أن الأمر سهل، أخبرتني الطبيبة بأنني أحتاج إلى 3 جلسات كل ستة أشهر، اثنتان للصلع الأمامي، وأخرى للخلف. وقد خضعت لجلسة واحدة لكنني في هذه الفترة متردد في الذهاب مجددا بسبب الألم الذي شعرت به».

3 طرق لزراعة الشعر

تقول استشارية التجميل رنا العمادي إن هناك 3 طرق وحيدة لزراعة الشعر في العالم، الأولى بدأت منذ 40 سنة، وتسمى FUT، اختصاراً لِـ follicular unit transplant، أو تسمى أحيانا FUSS أو أسماء أخرى، وهذه الطريقة تتمثل في نزع جزء من بشرة الجلد الملاصقة للرأس من الخلف وأخذ الشعر منها ثم استخدامه للزراعة.

لكنها توضح أن هذه الطريقة قديمة ومؤلمة جدّاً، وبحاجة إلى جراحة، وتسبب نزيفاً وأثراً في مكان النزع.

وتضيف العمادي «للأسف مازلت أرى الكثير من الشباب يسافرون ويخضعون لزراعة الشعر بهذه الطريقة القديمة، ويفرحهم السعر المنخفض. مازلنا نرى بعض الإعلانات تطرح هذه الطريقة على أنها الأحدث وهذا خاطئ. كما أنني أنصح كل الناس بالابتعاد عنها».

«FUE» الطريقة الأكثر شيوعاً في الخارج

أما الطريقة الثانية التي غالباً ما تستخدم في تركيا وإيران، فتسمى FUE وهي اختصار لِـ follicular unit extraction.

في هذه الطريقة يأخذون قطعاً صغيرة من الشعر في الخلف، ويتم عمل بعض الحفر في الأمام لوضع الشعر، ما يسبب ألماً كبيراً ويؤدي إلى الحاجة إلى عدد كبير من حقن التخدير الموضعي، ويسبب نفخاً وتورماً في الوجه، كما أن 50 في المئة من الشعر في هذه الحالة يعيش فقط، وينمو الشعر بأي اتجاه، ما يخلق مظهراً غير محبب.

التقنية الحديثة في البحرين DHI

والطريقة الثالثة الحديثة التي بدأت من العام 2010 وتسمى DHI، اختصاراً لِـ direct hair implantation.

تقول استشارية التجميل العمادي: «في هذه الطريقة لا يوجد قطع أو حفر أبداً، يؤخذ الشعر من خلف الرأس باستخدام جهاز يزيل الشعرة بدون قطع، ويكون اتجاه وعمق وزاوية كل شعرة مختلفاً، ما يمنح مظهراً طبيعيّاً جداً، ولا يسبب ألماً أو نزيفاً أو تورماً».

وتضيف «الفرق بين هذه الطريقة عن سابقتها التي تشيع في إيران و تركيا، أنها لا تسبب ألماً، لذلك فليست بحاجة إلى حقن تخدير كثيرة تسبب النفخ، وقد لا يتجاوز عدد الحقن فيها 4، كما أن الشعر الذي يزرع بهذه الطريقة ينمو منه ما يقارب 97 في المئة، خلال 3 إلى 4 أشهر فقط».

وعن التقنيات المستخدمة في إيران، يقول الوسيط لزراعة الشعر في إيران حسين علي: «حاليّاً في شيراز التقنية الأحدث هي FIT، وتعني قطف الشعر من خلف الرأس ثم زراعته في أماكن الفراغ، وهناك تقنية أقدم تسمى BHT وهي عبارة عن قطف من شعر الصدر، و ثم زراعته في الأماكن الخالية، لكنه ينمو بشكل غير جميل وأقل. وكذلك توجد تقنية FUE التي تعتبر قديمة نسبيّاً».

ويضيف حسين «يتساقط أكثر الشعر الذي تم زرعه خلال 45 يوماً بعد الزراعة، وبعد 4 أشهر ينبت الشعر بشكل خفيف وعشوائي، وبداية النمو الحقيقي للشعر قد تستمر لمدة ما بين 6 و9 أشهر».

تكاليف مرتفعة

يقول الوسيط في إيران حسين علي: «تكلف العملية في شيراز عن طريق الوسيط، مبلغاً يصل إلى ما يقرب من 450 ديناراً، ويشمل سكناً لمدة 4 أيام، بطاقة هاتف، مرافقاً خليجيّاً ومواصلات من المطار إلى السكن، والعملية في المركز الطبي، من دون تذكرة الطيران».

أما في البحرين فمراكز زراعة الشعر محدودة جدا، وتكاد اليد الواحدة تحصيها، وغالبها بأسعار مرتفعة اذا ما قورنت بإيران وتركيا، وتبرر استشارية التجميل رنا العمادي وصاحبة المركز المتخصص الوحيد بتقنية DHI في البحرين، ذلك بأن التقنية المستخدمة في مركزها حديثة ونتيجتها أفضل والأجهزة التي تسخدم فيها متطورة، وتقول: «كل جهاز للزراعة يكون مخصصاً لشخص واحد فقط، ولا يعقم مجدداً، لذلك تكون أغلى من الطرق التقليدية».

وتضيف العمادي «الأسعار تختلف من حالة إلى أخرى، وتبدأ من ألف دينار، وإذا كان الشخص يود زراعة 8 آلاف شعرة تقريباً، فمن الممكن أن يكلفه ذلك 4 إلى 5 آلاف دينار».

وتؤكد أن هنالك مركزين في البحرين يستخدمون طريقة FUE الأقدم، وآخر يستجلب طبيباً زائراً بين فترة وأخرى ويستخدم تقنية قديمة جدا FUT، لذلك نرى أسعاره منخفضة وتقارب 600 دينار فقط.

إجراءات سفر ميسرة

إلى ذلك، يقول الوسيط في إيران حسين علي عن إجراءات العملية هناك: «بعد أن يتواصل معنا المريض، نطلب منه إرسال صور لشعر رأسه من 3 جهات، ونعرض الصور على الطبيب ليتم تحديد كلفة العملية، ونخبر المريض بها. أما الفتيات المحجبات فيرسلن صورهن إلى أمي وزوجتي اللتين يعملان معي ويتحدثان اللغتين».

أبرز المضاعفات

ويؤكد الوسيط حسين علي، أنه لا توجد مضاعفات للعملية، لكن هنالك قائمة إرشادات يجب أن يتبعها المريض بعد الزراعة، مثل ما يتعلق بالاستحمام وغسل الشعر واستخدام الأدوية.

ويضيف «ننصح دائما بالمشي لمدة 20 دقيقة يوميا لتحريك الدورة الدموية ما يسرع نمو الشعر، ويؤكد الأطباء أيضاً تجنب الأعمال الصعبة».

ويحكي حسين مشيمع عن تجربته بالقول: «بعد العملية يصبح شكل الشعر مثل الدم المتكتل الجاف، ويمنع غسل الموضع المزروع لمدة 45 يوماً، وقد ظللت منزعجا بعد العودة إلى البحرين، بسبب الانتفاخ في وجهي الناتج عن حقن التخدير، استغرق هذا النفخ ليختفي قرابة شهر».

التدخين أبرز أسباب التساقط

تقول استشارية التجميل رنا العمادي إن 50 في المئة من أسباب تساقط الشعر وراثية، و50 في المئة من العوامل البيئية المؤثرة، ربما بسبب التلوث، سوء تغذية، قلق، ضغوط حياة، تدخين، كل هذه العوامل مجتمعة أو واحد منها.

وتضيف أن عدد الشعر المتوسط للشخص في السنتيمتر المربع هو 100 شعرة، وبحسب عدد شعرات الشخص في كل سنتيمتر مربع يتم تحديد ما إذا كان يحتاج إلى زراعة شعر أم لا.

وتشير إلى أن «50 في المئة من حالات زراعة الشعر في العيادة تتم للإناث، ما يدل على وجود نسبة كبيرة من فتيات البحرين يعانين من فقدان الشعر، والفرق البسيط بين زراعة الشعر للفتيات أو الأولاد هو في الأدوية المستخدمة، وإننا لا نحلق شعر الفتيات بالكامل، بل نحلق جزءاً بسيطاً لا يكاد يرى، كما أنه بالإمكان زرع أية منطقة، مثل الرموش والحواجب والذقن، وطريقة DHI هي الوحيدة التي تناسب الحواجب؛ لأن شعر الحاجب ينمو باتجاهات مختلفة».

ونبهت إلى ضرورة التمييز بين تساقط الشعر وفقدانه، وتوضح أنه «في حالة تساقط الشعر، فإن الشعرة تسقط، لكن تبقى البصيلة موجودة، أي الجذر، لكن فقدان الشعر يعني ضمور وانعدام البصيلة، وعدم قدرتها على إنتاج شعرة جديدة، وفي حالة التساقط يتم العلاج بالمغذيات ومحفزات النمو، أما فقدانه فيؤدي إلى ضرورة الزراعة».

تلاعب بالأسعار

يقول الوسيط في إيران حسين علي: «أحياناً، إذا كان المريض خليجيّاً، فإن مراكز زراعة الشعر تتلاعب بالأسعار وتطلب مبالغ أكثر من المعتاد؛ لأنه خليجي، ومن المعروف أن الخليجي ميسور ماديًّا، وقد يرتفع السعر على الخليجي ليصل الى 800 دينار، لذلك أفضل أن يلجأ الشخص إلى وسيط يتحدث الإيرانية وذي خبرة».

وتعلق العمادي على ذلك بالقول: «للأسف أصبحت زراعة الشعر تجارية في كثير من الدول، ولا نعمم الفكرة؛ لأن هناك عيادات ممتازة، شاهدت حالات ذهبت لزراعة 8 آلاف شعرة ومازالت تعاني من الصلع، العدد الذي يعطى للمريض أحيانًا يكون غير صحيح».

وتنصح العمادي الأشخاص قبل السفر بزيارة عيادات في البحرين والتحقق من أسباب التساقط وفهم الحالة الصحية.