العدد 5160 - السبت 22 أكتوبر 2016م الموافق 21 محرم 1438هـ

«المرصد»: اشتباكات عنيفة في حلب بعد انتهاء الهدنة

«الكرملين»: روسيا تريد «تحرير» سورية من «داعش» وبقاء الأسد في السلطة

حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف في طريقها للانضمام الى العمليات العسكرية ضد «داعش» في سورية-EPA
حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف في طريقها للانضمام الى العمليات العسكرية ضد «داعش» في سورية-EPA

اندلعت اشتباكات عنيفة مساء أمس السبت (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة في حلب بعيد انتهاء هدنة كانت أعلنتها روسيا، حليفة السلطات السورية في هذه الحرب.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد تم تسجيل وقوع اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي في عدة أحياء من حلب على طول جبهة القتال في المدينة المقسمة منذ 2012 بين أحياء غربية تحت سيطرة النظام وشرقية تحت سيطرة مسلحي المعارضة.

وقال المرصد إنه رصد «سقوط عدة قذائف أطلقتها قوات النظام على مناطق في حيي المشهد وصلاح الدين بمدينة حلب، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص بجراح، ترافق ذلك مع تحليق لطائرات حربية في أجواء القسم الشرقي من مدينة حلب».

وأضاف «بينما تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والمسلحين الموالين له من طرف، والفصائل المتطرفة والمقاتلة من طرف آخر في محوري العامرية وصلاح الدين بمدينة حلب، وعدة محاور أخرى في حي الشيخ سعيد جنوب حلب، عقب هجوم نفذته قوات الجيش السوري بالتزامن مع انتهاء الهدنة، في حين قصفت طائرات حربية أماكن في منطقة مشروع 1070 شقة بجنوب غرب مدينة حلب، ومناطق أخرى في حي الشيخ سعيد جنوب حلب».

وأكد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية لحلب سماع دوي القصف المدفعي.

لا إجلاء

ولم تتمكن الأمم المتحدة أثناء أيام الهدنة الثلاثة من إجلاء 200 جريح عالقين في الأحياء الشرقية من حلب وبحاجة إلى إجلاء سريع.

وتحدثت الأمم المتحدة التي طلبت تمديد الهدنة إلى الاثنين عن صعوبات في مستوى توفر الظروف الأمنية لإجلاء هؤلاء.

ولم تشهد الممرات الثمانية التي خصصت لخروج آمن للسكان والمسلحين من شرق حلب أية حركة.

وصباح أمس، توجه مصور لوكالة «فرانس برس» من مناطق غرب حلب إلى أحد الممرات في حي بستان القصر ووجده فارغاً، وهو ما تكرر يومي الخميس والجمعة.

من جهته، أعلن مسئول في الكرملين أمس (السبت) أن التدخل العسكري في سورية يهدف إلى تحريرها من الإرهابيين وبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بسكوف في مقابلة مع تلفزيون «روسيا-1» إن هناك نتيجتان فقط للنزاع في سورية وهما أما أن يبقى الأسد في السلطة وأما أن يستولي المتطرفون على البلاد.

وقال «أما أن يكون الأسد في دمشق وأما أن تكون النصرة» في إشارة الى تنظيم «جبهة النصرة» المرتبط بـ «القاعدة» والذي غير اسمه إلى «جبهة فتح الشام». وأضاف «لا يوجد خيار ثالث».

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا يمكن أن توقف تدخلها في النزاع السوري، قال بيسكوف «من الضروري تحرير الأراضي السورية».

وأضاف «علينا أن نفعل كل شيء بوسعنا لمنع تقسيم البلاد» لأن ذلك يمكن أن يقود إلى «أكثر النتائج كارثية للمنطقة بأكملها».

وتابع أنه من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوت «يجب أن يبقى الأسد في دمشق».

وأضاف «من الصعب التقليل من أهمية دور العملية الروسية» في ضمان مثل هذه النتيجة.

وأكد أن هدف روسيا هو «مساعدة السلطات الشرعية في سورية».

وقال إنه إذا سيطر «الإرهابيون» على دمشق فإنه لن يتم التوصل مطلقاً إلى تسوية سياسية.

وأضاف «هؤلاء الإرهابيون لن يطيعوا أياً من أسيادهم أو أسيادهم الدمى»، محذراً من أن هزيمة نظام الأسد لن تقود سوى إلى «موجة جديدة من اللاجئين» والمزيد من هجمات الإرهابيين في أوروبا.

وفي تطور آخر، حمّل الجيش السوري «النظام التركي» ورئيسه رجب طيب أردوغان مسئولية تدريب وإيواء من وصفهم بـ «الإرهابيين» وقال إن ما يقوم به النظام التركي يعتبر تصعيداً خطيراً على سيادة سورية.

وقالت قيادة الجيش في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن «نظام أردوغان يلعب دوراً قذراً في إيواء وتدريب وتسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة، وفتح الحدود لتسهيل عبور آلاف الإرهابيين المرتزقة إلى داخل الأراضي السورية منذ بداية الحرب العدوانية على سورية».

وأكدت القيادة العامة للجيش السوري أن « نجاحات الجيش العربي السوري وحلفائه في الحرب على الإرهاب، وخاصة في حلب أسقطت أوهام أردوغان ومخططاته الطورانية في سورية والمنطقة، ودفعته إلى تصعيد عدوانه على سورية باستهداف القرى والبلدات شمال حلب بالطيران الحربي، وإدخال وحدات من الجيش التركي إلى داخل الحدود السورية، وتقديم الدعم المباشر برمايات المدفعية والدبابات للمجموعات الإرهابية المسلحة، لتنفيذ أعمالها الإجرامية بحق المدنيين في الريف الشمالي لمدينة حلب».

واعتبر الجيش السوري أن «الموقف العدائي الجديد لنظام أردوغان، هو تصعيد خطير وخرق صارخ لسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية، وأي تواجد لوحدات من الجيش التركي داخل الحدود السورية هو عمل مرفوض ومدان تحت أي مسمى، وسنتعامل معه كقوة احتلال ونتصدى له بجميع الوسائل».

العدد 5160 - السبت 22 أكتوبر 2016م الموافق 21 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً