كم هو جميل ونحن نرى العديد من الأبنية في البحرين وقد ازدانت باللون الزهري تزامنا مع شهر أكتوبر الجاري، الشهر العالمي للتوعية بمرض سرطان الثدي، مع وجود العديد من الحملات التطوعية لتحفيز النساء على الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، حتى أن إحدى تلك الحملات تجوب القرى في عربة متنقلة مزودة بعيادة مجانية للكشف المبكر.
لكن ما يجري على أرض الواقع من حملات وجهود لنشر الوعي بهذا المرض لا ينعكس على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما يجري استخدام تلك المواقع من أجل متابعة ما يجري على الأرض فقط، وليس إطلاق حملات توعية واسعة مبنية على استراتيجية مدروسة.
ولندرك أهمية مواقع الإعلام الاجتماعي في التوعية الصحية نستذكر مسحاً جرى مؤخراً وأظهر أن 80 في المئة من مستخدمي الانترنت في الولايات المتحدة الأميركية دائمو البحث عن معلومات صحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبحثاً آخر جرى في العام 2015 في المملكة العربية السعودية أظهر أن 60 في المئة من السكان هناك يتابعون حسابات صحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل دائم، و81 في المئة منهم قالوا إنهم حصلوا على معلومات مفيدة واستفادوا من تطبيقها، و86 في المئة قالوا إنهم يثقون تماماً في المعلومة الصحية إذا كانت من مصدر صحي موثوق، و60 في المئة منهم أثرت على قرارهم باختيار العلاج، و56 في المئة غيرت من عاداتهم الصحية بشكل شامل.
هذه الأرقام تؤكد ما ذهبنا إليه في أهمية مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للصحة بشكل عام، لكن لا يكفي طبعاً نشر الوعي لدى الناس بأهمية مواقع الإعلام الاجتماعي في الحصول على المعلومة الصحية، وإنما يجب التركيز أكثر على توفير مصادر موثوقة لتلك المعلومة، وإلا تاه الناس وسط المعلومات الصحيحة والمضللة، وخاصة أننا لا نتكلم فقط عن المرض أو الوقاية منه، وإنما نتكلم أيضا عن الغذاء الصحي، والتأمين الطبي، ورعاية المسنين، وعادات الجلوس الصحية في العمل، وغيرها الكثير.
فقد أتاحت مواقع الإعلام الاجتماعي إمكانية غير مسبوقة في سهولة إنشاء المعلومات ونشرها، أو الحصول عليها، لكن هذا الأمر سلاح ذو حدين، حيث تزداد احتمالية الخلط بين الغث والسمين، وخاصة في المحتوى المكتوب باللغة العربية مع الأسف، حيث تقل المصادر الموثوقة في شتى أنواع العلوم، ومن بينها العلوم الصحية والطبية، وعلى كل حال هذا تحدٍّ يواجهه المحتوى العربي لشبكة الانترنت كاملة، وليس مواقع الإعلام الاجتماعي فقط.
إن توفير مصادر صحية موثوقة في مواقع الإعلام الاجتماعي هو مسئولية الأطباء واختصاصي الرياضة والرشاقة والغذاء وغيرهم من ذوي الخبرات الموثوقة، والقادرين على تقديم محتوى مفيد فعلاً، من دون أن يبالغوا فيه، ومن دون أن يطغى الجانب الإعلاني على الجانب العلمي.
ونحن في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي على استعداد تام لتوفير كل الخبرات والإرشادات اللازمة لكل مختص يرغب في تأسيس أو تطوير حساب صحي على وسائل الإعلام الاجتماعي، حيث إن الظهور على مواقع الإعلام الاجتماعي يحتاج إلى استراتيجية ومحتوى وتفاعل ومعرفة بالأدوات وكسب الجمهور وتقييم وتصويب مستمر للأداء، وليس مجرد حجز اسم على «انستغرام» مثلاً والبدء بنشر صور ومعلومات من دون هدى.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 5159 - الجمعة 21 أكتوبر 2016م الموافق 20 محرم 1438هـ
مشكور استاذ علي
وانا شخصيا اعتمد على الانترنت في الثقافة الصحية والغير الصحية من تطوير ذاتي وغيرها