العدد 5159 - الجمعة 21 أكتوبر 2016م الموافق 20 محرم 1438هـ

«داعش» يهاجم كركوك... والقوات العراقية تشق طريقها للموصل

القوات العراقية تطلق قذائف باتجاه مواقع تمركز «داعش» قرب الموصل  - AFP
القوات العراقية تطلق قذائف باتجاه مواقع تمركز «داعش» قرب الموصل - AFP

القيارة (العراق) - رويترز 

21 أكتوبر 2016

شن تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» هجوماً مضاداً على مدينة كركوك العراقية أمس الجمعة (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، في الوقت الذي واصلت فيه القوات العراقية والكردية عملياتها للسيطرة على أراضٍ حول الموصل، استعداداً للهجوم على آخر معقل رئيسي لايزال في قبضة التنظيم المتشدد بالعراق.

وذكر مصدر في مستشفى أن هجوم «داعش» في كركوك التي تقع في منطقة منتجة للنفط أسفر عن مقتل 18 من أفراد قوات الأمن والعاملين في محطة للطاقة خارج المدينة من بينهم إيرانيان.

ولم تستهدف منشآت إنتاج النفط الخام ولم تنقطع إمدادات الكهرباء في المدينة. وتقع كركوك شرقي الحويجة وهي جيب لايزال تحت سيطرة «داعش» بين بغداد والموصل.

ووفقاً لبيانات من قيادات عسكرية أميركية وعراقية صدرت الليلة قبل الماضية، سيطرت القوات العراقية وقوات التحالف بقيادة واشنطن على 8 قرى في جنوب وجنوب شرقي الموصل. وتهاجم القوات الكردية من الشمال والشرق أيضاً للسيطرة على عدة قرى.

ومن المتوقع أن يكون الهجوم الذي بدأ يوم الإثنين لاستعادة الموصل، أكبر معركة تدور في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003.

وتقول الأمم المتحدة إن الموصل قد تحتاج أكبر عملية إغاثة إنسانية في العالم، وتشير أسوأ الاحتمالات إلى نزوح ما يصل إلى مليون شخص.

ويعتقد أن نحو 1.5 مليون شخص مازالوا يعيشون في الموصل. وقالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس في جنيف، إن متشددي التنظيم اقتادوا 550 عائلة من قرى حول الموصل وإنهم يحتجزونهم قرب مواقع للتنظيم في المدينة؛ لاستخدامهم كدروع بشرية على الأرجح.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة أمس الأول (الخميس) إن القتال أجبر 5640 شخصا على الفرار من ديارهم في محيط المدينة حتى الآن.

وذكر الهلال الأحمر التركي أمس أنه يرسل شاحنات مساعدات إلى شمال العراق تحمل ما يكفي من الغذاء والإمدادات الطبية لعشرة آلاف من النازحين بسبب القتال الدائر حول الموصل.

ولقي جندي أميركي حتفه أمس الأول من جروح أصيب بها في انفجار عبوة ناسفة بدائية قرب المدينة.

ويقول مسئولون إنه يوجد نحو 5 آلاف جندي أميركي في العراق. وانضم أكثر من 100 منهم إلى القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية، حيث يقدمون المشورة للقادة ويساعدون في ضمان أن تصيب الضربات الجوية للتحالف الأهداف الصحيحة.

لكن القيادة العسكرية الكردية شكت من أن الدعم الجوي لم يكن كافيا أمس الأول.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة عبر رابط فيديو لدول التحالف المناهض لـ «داعش» والمجتمعة في باريس إن الهجوم يتطور بوتيرة أسرع مما كان متوقعا.

وأبلغ مسئول كردي كبير «رويترز» أن الهجوم الذي تنفذه قوات عراقية وكردية يتقدم باطراد مع توغل هذه القوات في قرى على مشارف الموصل.

لكنه توقع أن تتباطأ الوتيرة مع اقتراب القوات من المدينة نفسها حيث حفر متشددو «داعش» خنادق وأنفاقا وربما يستخدمون المدنيين دروعا بشرية.

وقال المسئول: «أعتقد أن مدى سرعة انتهاء هذه الحرب سيصبح أكثر وضوحاً في الأسابيع المقبلة، بمجرد أن ننتهي من هذه القرى ونقترب من المدينة. إذا قرر (التنظيم) الدفاع عن المدينة ذاتها ستتباطأ وتيرة العملية».

وذكر أنه سيتعين على القوات العراقية بمجرد دخولها الموصل أن تتحرك من شارع لآخر ومن حي لآخر؛ لتطهيرها من الألغام والشراك الخداعية.

ونفى التنظيم تقدم قوات الحكومة. وتحت عنوان «بداية خائبة للحملة الصليبية على نينوى»، قالت مجلة «النبأ» الأسبوعية الإلكترونية التابعة للتنظيم، إن «داعش» تصدى للهجمات من كل الجهات وقتل عشرات في كمائن وهجمات انتحارية ودمرت عشرات المركبات بما فيها دبابات.

وفي بيان نشر عبر الإنترنت قال التنظيم إنه شن سلسلة من الهجمات المضادة و4 تفجيرات انتحارية؛ لاستعادة قرى خسرها أمس الأول لصالح الجيش والمقاتلين الأكراد، وإنه صد كل الهجمات الجديدة.

وفي كركوك هاجم «داعش» عدة مبان تابعة للشرطة ومحطة كهرباء في الساعات الأولى من صباح أمس، وظل بعض المهاجمين متحصنين داخل مسجد وفندق مهجور.

وقطع المتشددون الطريق بين المدينة ومحطة الكهرباء على بعد 30 كيلومترا إلى الشمال. وشارك عشرات في الهجوم وفقاً لمصادر أمنية لم تؤكد مزاعم «التنظيم» بأنه أسر ضابط شرطة كردياً.

وقال قائد القوات العراقية الخاصة، الفريق الركن طالب شغاتي من أحد خطوط القتال شرقي الموصل، إن المهاجمين في كركوك جاءوا من خارج الموصل.

وعقب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على مقتل المواطنين الإيرانيين في كركوك، قائلاً إن هذه الهجمات هي «النزع الأخير للإرهابيين». وقالت مصادر إن ما لايقل عن 8 متشددين قتلوا إما بتفجير أنفسهم أو في اشتباكات مع قوات الأمن. وأضافت أن القوات الكردية طردت المتشددين من كل مباني الشرطة والحكومة التي سيطروا عليها قبل الفجر.

وأظهرت لقطات بثتها قناة (إن.آر.تي) التلفزيونية الكردية نيران مدافع رشاشة تصيب مبنى من طابقين كان فندقا فيما سبق، وكذلك سيارات تحترق في شارع قريب.

وأعلن التنظيم المسئولية عن الهجمات في بيانات على الإنترنت، وأعلنت السلطات حظر التجول في المدينة حيث جرى إرسال تعزيزات للقوات الكردية.

أما على خط الجبهة إلى الجنوب من الموصل فتصاعد دخان أسود كثيف من آبار نفط أشعل التنظيم المتشدد النار فيها لعرقلة المراقبة من الجو بمنطقة القيارة.

واستعاد الجيش والتحالف بقيادة الولايات المتحدة المنطقة في أغسطس/ آب ويستخدمان قاعدتها الجوية كمركز لدعم الحملة على الموصل.

العدد 5159 - الجمعة 21 أكتوبر 2016م الموافق 20 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً