لحكايات الفقر والعوز في البحرين سيناريوهات متعددة تتغير فيها الشخوص والتفاصيل الصغيرة بتغير السنين، لتبقى القوالب هي ذاتها، تبحث عن حلول لا تخرج عن إطار توفير لقمة العيش وحفظ الكرامة في أقصى التقديرات.
ولخيرية عبدالله وأبنائها الأربعة حكاية طويلة مع الفقر وهدر الكرامة، بعد ان ضاقت بهم الأرض وبقيت لهم خيمة صغيرة، نصبت في منزل خالتهم لتكون ملاذا يحميهم من حرارة الصيف وبرد الشتاء.
خيرية قصدت مبنى صحيفة «الوسط» تبحث عمن يوصل حكايتها إلى المسئولين، لربما توصلت إلى حل حاسم ينهي معاناتها اليومية التي بدأت منذ ان توفى زوجها وترك لها أبنائها الأربعة وكومة ديون متراكمة قادتها إلى بيع المنزل الذي تركه لها «علي» عم أبنائها لتسديد الديون والبقاء من دون مأوى.
تقول: «بعد وفاة زوجي وبيع المنزل استأجرت شقة صغيرة لأحمي أولادي من الشارع، لكنني لم أتمكن من دفع الإيجار لعدم تمكني من الحصول على عمل، وبحكم ان أبنائي لا يزالون يدرسون وأكبرهم يتقاضى راتبا لا يتجاوز الـ 120 دينارا». وتزيد خيرية بعد ان خنق صوتها ذل السؤال: «ضاقت بي الدنيا واستضافتني أختي في بيتها الذي يكفيها ويكفي أولادها بالكاد، نصبت لي خيمة صغيرة في فناء منزلها (...) لكنها بالكاد حوت حاجاتي المتكدسة التي أفسدتها تقلبات الجو في الصيف والشتاء مما اضطرها إلى ترك أبنائها ينامون في سيارة فان قديمة قرب منزل الأخت بمدينة عيسى». مضى على هذه الحال أكثر من سنتين، تقول خديجة: «راجعت وزارة الإسكان وكل الجمعيات والصناديق الخيرية ولكن أحدا من المسئولين لم يكلف نفسه عناء المجيء لمعاينة الحال التي أقاسيها باستمرار (...) ضاق بي الحال وصرت أعتمد على ما يدخل عليّ من مكرمة الأرامل التي لا تتجاوز الـ 60 دينارا وحتما هي لا تكفي للانفاق على خمسة أفراد وخصوصا بعد ان أوقفت الشئون الاجتماعية بوزارة العمل المساعدة الزهيدة التي كانت تدفعها كل شهرين»
العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ