على ما يبدو أن السكين باتت أداة تستخدم للتفاهم والحوار تماما مثلما تستخدم لأغراضها الطبيعية التي تعارف عليها أكثر الناس.
ففي مجمع 646، في المنطقة السكنية الجديدة الواقعة بين النويدرات وسند، خلف مجمع العلوي اعتبر لصان - يرجح أنهما بحرينيان - انشغال الناس بالاحتفال بمولد الإمام علي بن أبي طالب (ع)، فرصة سانحة للاستيلاء على ممتلكات الآخرين خصوصا وإن المنطقة جديدة وتخلو من المارة.
الأمر لم يقف عند محاولة اقتحام المنزل عنوة في غياب أهله، بل يتعدى ذلك إلى محاولة تكتيف واغتصاب الخادمة الهندية الأصل وطعن أخي صاحب المنزل بالسكين ليتمكن اللصان في نهاية المطاف من الفرار تاركين وراءهما مشطا ونعالا.
تقول صاحبة المنزل: «خرجنا إلى المأتم لنحتفل بذكرى مولد الإمام علي، تركنا الخادمة في المنزل كعادتنا، وعلى ما يبدو إن اللصين كانا يراقبان المنطقة وشاهدانا ونحن نخرج، وبعد دقائق قليلة طرقا الباب - كما تقول الخادمة - ليسألا إن كان صاحب المنزل موجودا فأجابتهما بعدم وجود أحد، عاودا الكرّة للتأكد، وبعدها تسوّرا الحائط واقتحما غرفة الخادمة فحاول أحدهما اغتصابها، فيما راح الآخر يفتش عن شيء يستحق السرقة».
وتقول الجارة التي تسكن في المنزل المقارب: «سمعت صراخ الخادمة، كانت تستنجد وتقول (لا بابا...لا بابا)، ركضت لزوجي الذي هُرع بدوره إلى المنزل هو وأخي وإذا بالخادمة منزوعة الثياب ترتجف من الخوف، وعندما دخل زوجي غرفتها فرّ السارق مسرعا حتى توارى في العتمة التي تسيطر على المكان».
وأضافت: «اللص الآخر كان في المطبخ يحمل خزينة المال محاولا الهروب بها، وعندما فاجأه أخي لم يتردد في طعنه مرتين، واحدة في صدره والأخرى في خاصرته، ولحق بزميله تاركا نعاله ومشطه».
رجال الأمن باشروا التحقيق في حادث السرقة وأخذوا البصمات التي تركها اللصان على أثاث المنزل في الوقت الذي راح الكلب البوليسي يبحث عن رائحة مشابهة لرائحة النعال الذي تركاه، بيد أن المحاولات الأولية لم تسفر عن نتيجة حتى الحادية عشرة مساء الجمعة، ساعة كتابة هذا الخبر.
وعلق فؤاد محمد علي - الذي يعمل مقاولا للبناء في المنطقة - بأن مسلسل السرقات مستمر في المنطقة و«تتم سرقة منزل أو منزلين يوميا بأقل تقدير، ولا يختلف حال السيارات عن حال المنازل الجديدة، ففي كل ساعة يحتمل ان تسجل واقعة سرقة ودون أن يقبض على اللصوص في الغالب».
ويضيف علي: «كل الأشياء عرضة للسرقة من مسجلات وإطارات السيارات إلى التركتورات وأجهزة البناء والخزانات (...) نشغل حارسين لضمان سلامة المنطقة، لكن دون جدوى فاللصوص يهددون بقوة السكاكين والكل يستسلم ما إذا تعرضت حياته للخطر والمحصلة... سرقات لا تتوقف».
ويضيف: «المنطقة جديدة وتكاد تخلو من الإنارة، والدوريات الأمنية غير كافية، لذلك فان الأجواء تعد مثالية لمثل هذه الأفعال المضادة للمجتمع (...) أغلب اللصوص من الشباب البحرينيين، وحتى عندما تقبض عليهم الشرطة يخرجون بكفالة زهيدة لا تتجاوز 200 دينار في الغالب ليعاودوا المحاولات التي تدر عليهم أرباحا طائلة من دون كلفة أو رأس مال»
العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ