لا أحد في قرية جبلة حبشي يعرف كيف توفيت «آمنة» أمس؟
لكنهم كانوا غاضبين بشدة من رجال الأمن لإبقائهم جثتها عرضة للحرارة وأشعة الشمس الحارقة ساعات طويلة في انتظار قدوم الطبيب الشرعي، وهو ما أدى إلى تورم أطرافها!
بين الحشائش والنباتات اليابسة كانت الجثة ممددة، بدت وكأنها غافية في نوم عميق، من حولها تناثر كيس «المكسرات» بينما تحلقت حول الجثة مجموعة من رجال الأمن، بعضهم لتسجيل الملاحظات والتصوير وآخرون لإبعاد الناس.
اسمها آمنة علي وعمرها ناهز السبعين... وفي قرية جبلة حبشي يعرفها الجميع بالأم «أمونة»... وأمس وحوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا، عثر طفل في الحادية عشرة من عمره واسمه عبدالله العالي على جثتها ممددة في ساحة مهجورة في القرية.
على بعد أمتار من الجثة المغطاة برداء أبيض، كان عدد من أهالي القرية ينتظرون في غضب مكتوم الإذن الرسمي برفع الجثة من مكانها بين الحشائش اليابسة متسائلين عن أسباب تأخر حضور«الضابط المناوب» و«الطبيب الشرعي»، والأول حضر بعد ساعة ونصف الساعة من التبليغ ـ وفقا لما يقوله الأهالي ـ والآخر بعد أكثر من أربع ساعات وفقا لولد المتوفاة حسين علي الذي أكد أن الطبيب الشرعي حضر بعد الرابعة والنصف عصرا، أي بعد أكثر من أربع ساعات من موعد التبليغ بالحادث.
الطفل عبدالله العالي الذي كان أول من شاهد الجثة قال وقد بدا الإعياء واضحا عليه بعد أن تم استجوابه في القرية: «منزلنا يطل على الساحة المهجورة، خادمتنا أخبرتني أنها ترى امرأة ممددة في الساحة، هرعت فورا إليها واعتقدت لحظتها أنها غائبة عن الوعي، فعدت سريعا إلى المنزل وأخبرت جدتي التي حاولت إيقاظها برش الماء على وجهها لكن الوقت كان متأخرا، فقد كانت ميتة».
ووفقا لزوج ابنة المتوفاة الذي كان حاضرا في الموقع، فإن الفقيدة اعتادت أن تبيت في منزل إحدى بناتها في القرية وتعود إلى منزلها في الصباح الباكر لكنها تأخرت أمس عن الحضور في موعدها المعتاد وهو ما دفع أهلها إلى البحث عنها في كل أنحاء القرية حتى وصلوا إلى حدود قرية القدم.
وأضاف: «الغريب أن المكان ـ الذي وجدت فيه ـ مهجور، ولا تسلكه عادة»... مستبعدا أن تكون هناك شبهة جريمة في الموضوع.
وتم تسليم جثة المتوفاة إلى أهلها حوالي الساعة السادسة من مساء أمس، كما أكد ابنها حسين الذي أوضح أن مسئولي وزارة الداخلية أخبروه أن أسباب الوفاة طبيعية وأنها حدثت حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا
العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ