العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ

الإسرائيليون يتوقعون استهدافهم من قبل العراق

رحبت الصحافة الاسرائيلية بخطاب جورج بوش امام الامم المتحدة: «الحرب قادمة إلى الشرق الأوسط مرة أخرى، وهي الحرب التي يتوقع الاسرائيليون فيها استهداف دولتهم من قبل العراق» وحملت صحيفة يديعوت احرونوت العنوان الآتي: «إعلان الحرب». أما صحيفة معاريف فكان عنوانها الرئيسي: «على طريق الحرب».

ويدفع مسئولو الحكومة الاسرائيلية في اتجاه الحرب ضد العراق، ولكن لايشك احد ان هذا يعني ايضا الحرب على «اسرائيل». وفي تحليل اخباري في الصفحة الأولى طرحت صحيفة يديعوت احرونوت احتمالا قويا بقولها أنه «بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني، يجب ان تعد اسرائيل مرة اخرى لاحتمال استخدام أسلحة غير تقليدية في الشرق الاوسط».

وهذا يعني احتمال اطلاق رؤوس اسلحة كيماوية أو بيولوجية من العراق على «اسرائيل».

وقد حذر وزير التجارة العراقي، محمد مهدي صالح، في مقابلة مع صحيفة الخليج الاماراتية: «ستعاني اسرائيل من ضربة في الاعماق لا يمكن نسيانها اذا تدخلت في الحرب الاميركية ضد العراق».

ولايزال «الإسرائيليون» يتذكرون آخر حرب شنتها الولايات المتحدة ضد العراق، عندما أطلقت صافرات الانذار في المدن وتزاحم الناس للحصول على كمامات غازية أو للهروب إلى الملاجئ. ومازالوا يذكرون ايضا اطلاق العراق صواريخ سكود على «اسرائيل» على رغم انها لم تحمل شحنات متفجرة «غير تقليدية».

ولكن لا احد يستطيع ان يجزم بأن الحرب هذه المرة ستكون كسابقتها، لسبب واحد انه في العام 1991 وتحت الضغط الشديد للولايات المتحدة وافقت «اسرائيل» على عدم الرد على الهجمات من قبل العراق. هذه المرة، وأوضحت حكومة شارون انه ليس لها نية ضبط النفس. فقد انشغلت الصحف الاسرائيلية بمناقشة ما اذا كانت «اسرائيل» ستنتظر هجوم العراق الصاروخي ومن ثم ترد، أم توجه ضرباتها الوقائية لمنصات اطلاق الصواريخ العراقية. لا دلالة على ان للحكومة الاسرائيلية خططا من هذا النوع.

وعبر الوزراء الاسرائيليون بهدوء عن رضاهم عن كلمة بوش في الامم المتحدة، ويعتقد ان التصريحات الاسرائيلية تجعل من الصعب حصولها على تأييد دولي.

هناك تأييد للحرب ضد العراق بين الاسرائيليين، ولكن هناك بعض الامتعاض من ناحية ما ستجلبه هذه العملية. وتوقعت الصحف الاسرائيلية ان تؤدي الحرب مع العراق إلى اشعال حرب ثانية على جانب الحدود الشمالية لاسرائيل مع حزب الله اللبناني.

في هذه الاثناء تحاول الحكومة الاسرائيلية باهتياج شديد تجهيز عدة الكمامات الغازية والتأكد من حصول كل مواطن «اسرائيلي» على واحدة منها. ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت استطلاعا شاملا عن مكان الحصول على الكمامات الغازية وكيفية استخدامها، فهناك حوالي 600,000 من الكمامات الغازية التي ستكون غير صالحة للاستعمال بحلول ديسمبر/ كانون الاول وتحتاج إلى استبدال حالا. ويوجد نقص يقدر بالملايين من الابر اللازمة للتحصين الطارئ في حال التعرض لهجوم كيماوي. في العام 1991 هرب آلاف الاسرائيليين من منازلهم واقاموا في الفنادق في القدس، معتقدين ان العدد الكبير من سكان المدينة الفلسطينيين يمكن ان يقيهم من الهجوم العراقي. حيث تكلفت الاقامة في الفنادق حوالي 15,000 دولار اميركي خلال اسابيع. ومن الاخبار التي نشرتها الصحافة شراء بلدية جيفاتايم، مصافي مياه ضخمة حتى تستطيع تصفية جميع امدادات المياه من الخزان القريب في حال أي تلوث كيماوي. لكن مع كل هذه الاحتياطات ، لا يوجد جو عام من الحذر.

ويقول كثيرون في «اسرائيل» إنهم يتحملون ما سيأتي فبعد كل ما حدث، لم تعد الحرب احتمالا جديدا، ويقول احد سكان تل أبيب، الذي عايش هجمات صواريخ سكود العراقية في العام 1991 «أريد الحرب، العراق خطر على كل الشرق الاوسط، أنا لا اخاف. لقد عشت حروبا كثيرة»

العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً