العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ

عودتي إلى الجزائر رهينة بإيجاد حل سياسي

أمين عام حزب «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائري حسين آيت أحمد لـ «الوسط»:

التقت «الوسط» أمين عام حزب «جبهة القوى الاشتراكية» الحسين آيت أحمد خلال زيارة الأخيرة للمغرب وأجرت معه حوارا تطرق فيه للكثير من الموضوعات وأبرزها موقفه من قضية الصحراء التي دعا إلى تجاوزها معتبرا أن العصر الحالي الذي نعيشه هو عصر التكتلات الكبرى وليس ما يدعو إليه البعض عبر خلق بلدان قزمية. وتحدث عن الوضع في الشرق الأوسط وعن شروطه للعودة للعيش في الجزائر وهنا نص الحوار.

* ماهو موقفك من الانتخابات التي شهدتها الجزائر في وقت تستعد لإجراء انتخابات بلدية في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل؟

- لا يمكن أن نعتبر ما جرى هو انتخابات، بل مسخرة من بدايتها وحتى نهايتها، فمطالب الشعب الجزائري تتمثل في الدرجة الأولى هي إنهاء الحرب التي زاد عمرها على العشر سنوات، وبالتالي ليست هذه المسخرة الانتخابية هي الحل. فالحل يأتي بعد أن تقتنع الأطراف الحاكمة بايجاد حل سياسي يخالف التخدير الذي تلجأ إليه بين الفينة والأخرى عبر هذه الانتخابات، وأنا إذ أقول التخدير فإني أعني به تخدير الرأي العام الدولي بالدرجة الأولى.

* باعتبارك تنتمي إلى منطقة القبائل، ما السبب الذي يدعو أبناء بلاد القبائل إلى إعلانهم مقاطعة مختلف الاستحقاقات الانتخابية في الجزائر؟

- بلاد القبائل ما هي إلا صدى أكبر لمطامح ومشاعر وأماني الشعب الجزائري بأسره، لا يخفى عليكم أن هناك انتفاضات في سائر جهات البلاد، لكنها غير منظمة على غرار منطقة القبائل التي تتميز بخصوصيتها الجغرافية والثقافية، وكلنا نذكر أن أول مؤتمر عقد أثناء الحرب التحريرية نهاية الخمسينات ونهاية الستينات ( بتاريخ 20 أغسطس / آب 1956م) انعقد في منطقة بلاد القبائل لأن هناك نضوجا سياسيا وثقافيا، وبالتالي ما تطالب به بلاد القبائل اليوم باختصار هو استرجاع الشعب الجزائري لحقه في تقرير مصيره، لأن الدولة الجزائرية ليست امتدادا لحماية ما أو لنظام سلطوي شامل، وإنما هي نتيجة تراكمات لحرب التحرير.

* قبل مدة تعرض نائبك عن حزب «جبهة القوى الاشتراكية» لمحاولة أختطاف وراسلت في هذا الشأن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، كيف ترى هذا التطور؟

- تعلمون بلاشك أن نظام الحكم في الجزائر الذي استحوذ على المؤسسات واستحوذ على الاقتصاد، وعلى مداخل النفظ من أجل تمويل الحرب الدائرة في البلاد، كل هذا يولد أصواتا تندد بهذا المنحى ويكون نتيجة ذلك ترتكب جرائم ضد شخصيات بارزة على غرار ما يرتكب ضد الشعب الجزائري، حتى أن الخلافات بين رموز الحكم (في إشارة للجنرالات) لا تكون على غرار ما تعرفه بعض المناطق الافريقية حيث نرى مجموعة مسلحة تحارب مجموعة أخرى، بل عندنا في الجزائر صراعات بواسطة ضحايا مدنيين.

* في أي وقت سيعود الحسين آيت أحمد إلى الجزائر ويودع حياة المنفى؟

- عندما أتيقن من أن وجودي في الجزائر سيرسخ لديناميكية جديدة لإيجاد حل سياسي يخرج الجزائر من دوامة هذا العنف الذي لا يشرف دماء المليون شهيد عندها ساعود حالا.

* ما موقفكم من قضية الصحراء التي تعيق مسيرة اتحاد المغرب العربي؟

- أنا أنتمي إلى جيل المغرب الكبير، ووطني هو المغرب الكبير قبل أن تكون الجزائر، كما أن الجزائر بلدي قبل أن تكون بلاد القبائل وهنا أشير إلى أننا نطالب فيما يخص التعددية اللغوية، نطالب باعتراف الدولة في الجزائر بالتعددية في جميع الميادين، تعددية سياسية ولغوية.

وفيما يخص قضية الصحراء، فمنذ بداية النزاع، نددت بحال التوتر وعدم السلام بين الجزائر والمغرب، لأن السلام ليس هو عدم الحرب، وأنا أرى أن المخرج هو ضرورة توحيد المغرب العربي على أسس ديمقراطية، وليس على أسس بيروقراطية كما يحصل الآن حيث ان هناك اجتماعات عقيمة ودعوة إلى عقد قمم لا تغني ولا تسمن من جوع.

* نفهم من كلامك من معارضة المشروع الجزائري الداعي إلى إقامة جمهورية صحراوية جنوب المغرب؟

- أنا أناهض كل ما يفرق بين بلداننا، وسعيد بأي مسعى من شأنه أن يزيل أي عقبة، وأرى أنه من الضرورة التخلص من الحدود الحالية بدل من خلق أخرى جديدة، حتى يمكننا جميعا خلق السوق المغاربية المشتركة، حتى يمكن لبلداننا تلمس طريق التنمية الصحيحة، لأنه يستحيل على بلد من بلداننا الخمس يمكن له أن يشيد اقتصاده المحلي والمحافظة على هويته.

* ما موقفك كتيار أمازيغي قبائلي في منطقة المغرب العربي من قضية الشعب الفلسطينيى والتهديدات التي توجه للعراق؟

- نحن دائما كنا وما زلنا نؤيد حقوق الشعب الفلسطيني، كما أن هناك تجاوبا عاطفيا وسياسيا منذ بداية النزاع في أربعينات القرن الماضي، وهذا نابع إلى ما عشناه خلال المحنة الكبرى. فآلام الفلسطينيين وما جرى لهم في ظل سياسة الأرض المحروقة التي اخترعها الزعيم النازي أدولف هتلر. وحقيقة نحن نتألم لما نراه يحدث على أيدي هذا الدكتاتوري شارون الذي يملي سياساته على المنطقة وحتى في المحافل الدولية. وفيما يخص التهديدات التي تواجه العراق فهي بلاشك تعيدنا إلى عصر النزعات الاستعمارية السابقة التي ظننا أنها رحلت من دون رجعة، وهو ما يستوجب توحيد مواقف دولنا، خصوصا وأننا نرى أن هذه التهديدات لا تواجه العراق فقط بل إيران والعربية السعودية وسورية وبالتالي مستقبل وجود شعوب المنطقة ككل

العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً