العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ

ثلاثة شهداء وقصف كثيف على غزة

شددت قوات العدو أمس حصارها على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وبدأت في تدمير مباني مجمعه الرئاسي الواحد تلو الآخر، فيما استشهد ثلاثة فلسطينيين لدى اجتياح قوات الاحتلال الاسرائيلي شمال غزة.

وقال حراس للرئيس الفلسطيني إن الجيش الاسرائيلي نسف مبنى لجهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية، كما نسف مبنى قيد الانشاء لقوات الامن الوطني الفلسطيني عند مدخل المقر مكونا من أربعة طوابق، في تفجيرين قويين ترددت أصداؤهما في المدينة، كما دمر الجيش الاسرائيلي أكثر من عشر من المنشآت الثابتة والمتنقلة في المجمع إما بتفجيرها وإما بإزالتها بالجرافات، فيما بدا أنه محاولة لإزالة المنشآت المحيطة بمكتب عرفات.

واستشهد ضابط فلسطيني في مقر الرئاسة إثر إصابته برصاصة قناص إسرائيلي اخترقت إحدى النوافذ، وقال شهود عيان من داخل المقر إن الملازم محمد خليل حمودة وهو من سكان مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة بقي ينزف لساعتين قبل استشهاده.

وكان الجيش الاسرائيلي قد بدأ فرض حصاره على مقر عرفات ليلة الخميس/ الجمعة، وأفاد شهود عيان بوجود تسع دبابات على الاقل، إضافة إلى سيارات جيب وناقلات جند مدرعة، وتم نشر القناصة على السطوح المطلة على المقر.

وذكر الجيش ان 20 فلسطينيا استسلموا في مجمع رام الله بعد ساعات من بدء الحصار، الا أنه قال ان من استسلموا ليسوا كل العشرين المطلوبين الذين من بينهم توفيق الطيراوي رئيس المخابرات العامة بالضفة الغربية.

وصرّح وزير دفاع العدو بنيامين بن اليعازر أمس بأن إسرائيل لا تنوي ابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات او ايذاءه جسديا، ولكنها تريد عزله، وان «كل ما نفعله حاليا هو تطويقه بهدف عزله».

وقال ان عرفات: «يحيط به حوالي عشرون ارهابيا آمل ان يستسلموا. ننوي ممارسة الضغوط حتى يخرجوا من هذا المكان».

وقد وجهت القيادة الفلسطينية نداء إلى الدول العربية واللجنة الرباعية ومجلس الامن الدولي للتحرك الفوري لمواجهة العدوان الاسرائيلي وسرعة إرسال قوات دولية وإشراف دولي لحماية الشعب الفلسطيني. وجاء في النداء أن الجيش الاسرائيلي «يقوم بنسف وتدمير جميع المباني الملاصقة لمقر الرئيس وتسويتها بالارض تماما، وقطع المياه والكهرباء، ومنع سيارات الاسعاف من نقل أحد عناصر حرس الرئاسة الفلسطيني الذي استشهد برصاص قناصة اسرائيليين.

وأضاف البيان «إن القوات الاسرائيلية تطلق نيران رشاشاتها وقذائفها على مقر عرفات بصفة مستمرة معرضة حياة الموجودين فيه للخطر الحقيقي».

وقال مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة: إن عرفات أجرى اتصالات هاتفية مع كل من الرئيس المصري والرئيس التونسي والعاهل الاردني والامير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي واطلعهم على صورة الوضع في الاراضي الفلسطينية، وخصوصا في مقر الرئاسة كما دعاهم للتحرك في سبيل وقف عدوان اسرائيل وجرائمها.

وفي معرض ردود الفعل الدولية، انتقد كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وروسيا «إسرائيل» لحصارها مقر عرفات.

إسرائيل تتوغل

وعقب حصار مقر عرفات في رام الله، توغلت عشرات الدبابات الاسرائيلية تدعمها المروحيات في شمال قطاع غزة.

وقال العدو: ان قواته دمرت سبعة مبان زعم أن الاسلحة تصنع فيها كما دمرت معملا لتصنيع المتفجرات قبل ان تنسحب.

وقال شهود عيان: ان القوات الاسرائيلية توغلت في شمال قطاع غزة مسافة أربعة كيلومترات وهو ما يمثل أعمق توغل في المنطقة منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية قبل عامين.

وقال مسئولون بمستشفى ان امرأة ورجلا فلسطينيين استشهدا بنيران الجنود الاسرائيليين وزعم الجيش أن ذلك حدث في اشتباك أسفر عن جرح ثلاثة جنود اسرائيليين.

بداية سلسلة عمليات

من ناحية أخرى، أعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) رسميا أمس مسئولية جناحها العسكري عن العملية الاستشهادية التي وقعت يوم الخميس في تل أبيب وأدت إلى مقتل ستة إسرائيليين وجرح نحو 60 آخرين.

وقال بيان لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس إن استشهاديا منها تتحفظ حاليا على اعلان اسمه، «تقدّم نحو الحافلة رقم 4 التي تقل المغتصبين الصهاينة مفجرا جسده الطاهر فيهم». وقالت إن هذه العملية تعد الرد الثالث من سلسلة الرد الطويلة التي توعدت بها كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد اغتيال قائدها العام الشيخ صلاح شحادة ومجزرة حي الدرج.

وفي تطور آخر، اعلن ناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان عسكريين اسرائيليين جرحا أمس الجمعة في جنوب قطاع غزة في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آليتهم المصفحة في منطقة رفح القريبة من الحدود مع مصر.

الى ذلك، استشهد فتى فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي عصر أمس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما فرضت اسرائيل أيضا حظر التجول على ست من مدن الضفة الثماني التابعة للسلطة الفلسطينية.


رئيس جمعية اليهود الإيرانيين: ما يجري في فلسطين من عنف صهيوني يضر باليهود

طهران - حسن فحص

في لقاء عقد في طهران تحت عنوان «التحالف من اجل السلام» شارك فيه نحو 250 شخصية من اعضاء جمعيات الطلاب الجامعيين والهلال الاحمر وممثلين عن الاقليات الدينية والمنظمات الدولية العاملة في ايران، اعتبر رئيس جمعية اليهود الايرانيين «هارون يشايايي» ان الاعمال التي تقوم بها الصهيونية ضد البشرية قد اساءت للدين اليهودي، وهذا الامر يشكل اهم هواجس المجتمع اليهودي الايراني.

واعتبر «يشايايي» ان اليهود في ايران هم جزء من الشعب الايراني ويتبعون اي قرار يتخذه الشعب. وأضاف ان العامة لا تميز بين الصهيونية واليهودية، وهو ما يخلق نظرة مختلفة نحو اليهود، في حين ان الصهيوينة تمثل ايديولوجية سياسية نابعة من الايديولوجيات الصناعية الاوروبية، سعت لاستغلال المعتقدات الدينية لليهود. لذلك فان الصهاينة ليسوا يهودا. وان اهم ضربة وجهت لليهود هي ما يجري من اعمال عنف وظلم صهيوني في فلسطين.

واعتبر «يشايايي» ان السلام هو القبول بالحوار، وان اول خطوة على طريق السلام هي التفاهم والقبول بحق الآخر في ابداء الرأي

العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً