العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ

البحارنة: وصف السياب الشعراء التقليديين بـ «صيادي الذباب» فأثار الأوساط الأدبية

استضافته أسرة الأدباء ضمن برنامجها الثقافي...

رئيس «الأسرة» إبراهيم بوهندي مقدماً الأديب تقي البحارنة
رئيس «الأسرة» إبراهيم بوهندي مقدماً الأديب تقي البحارنة

تلوح ذكريات طفولة الأديب تقي البحارنة مع الشعر من شرفة أسرته، فهو لا يزعم بأنه من أسرة توارثت الشعر لكنه نشأ وترعرع في أسرةٍ يصول فيها الشعر ويجول، فكانت والدته تصيغ أشعاراً باللغة العربية تارةً وبالفارسية تارةً أخرى، وتعهد إليه ولأخيه صادق بكتابة المراثي في مجموعات أسمت كل واحدة منها «سفينة»، إلا أنه لا يعلم السر وراء هذا الاسم غير أن تكون السفينة تمخر في بحر من الأحزان.

الكلمة من أجل الإنسان

وفي أمسية «إرهاصات أدبية في الثقافة البحرينية»، ضمن البرنامج الثقافي لأسرة الأدباء والكتاب، استضافت الأسرة الأديب البحارنة مساء الأربعاء (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) في ملتقى المحروس الثقافي بشارع باب البحرين، واستهلها رئيس الأسرة إبراهيم بوهندي بمقدمة أوفى فيها مكانة وسيرة الأديب البحارنة، كأحد أعلام الثقافة والفكر والأدب في البحرين والعالم العربي، بحضور جمع من المهتمين بالحركة الثقافية. وقد شرع بتلك المقدمة مساحات ريادية لحديث الأديب البحارنة نقلت الحضور إلى مراحل متعددة من حياته.

ووجد الأديب البحارنة في اللقاء فرصةً لتثمين دور أسرة الأدباء والكتاب ولكن بطريقته الخاصة، فقد أعاد الحضور إلى حفل تعارف وتكريم أقامه نادي العروبة في العام 1989، وبصفته رئيساً للجنة الثقافية في النادي، ألقى كلمةً استحضرها من جديد وقد مرّ عليها حوالي 27 عاماً، ومما جاء فيها: «إنها لفرصة سعيدة لأعضاء نادي العروبة ليتعرفوا على خصائص الحرف الجديد وأسرار الكلمات.. الكلمة الشعرية الحرة، وذلك من أفواه الرواد الشباب الذين أقلعوا بأشرعتهم منذ عام 1969 فمخروا عباب هذا البحر وغاصوا إلى مواطن الدر فيه بعزم الصابرين، ثم استهواهم الأفق الفسيح وحملتهم أشرعة المياه إلى عوالم الإبداع وهم يرددون عبارة الكلمة من أجل الإنسان».

الدوران في حلقة مفرغة

ومن بين ما تناوله الأديب البحارنة في حديثه، أن له تجربة وباعاً في مدارس الأدب، وصلة بعالم الشعر والأدب والنقد لا تزال على اقترابها ووصفها بأنها كالكوكب في مسار غير منتظم يقترب من المركز ثم يبتعد عنه، مع ذلك فإن للشعر الرائع عنده وقع الفرحة في القلب وإحساس النشوة في العروق، وزاد قوله: «قد يكون حكمي حكم المتذوق أو المستمع أو القاريء، والأغلب الأعم من الجمهور المثقف وغير المثقف ممن لم يتفرغوا للعمل الأدبي هم على شاكلتي وإليهم يتوجه حوار الكلمة وموسيقى الشعر إنهم جزء من هذا الإنسان الذي نخاطبه ونوجّه إليه ومن أجل فن القول، فإذا فشل الأدب شعراً كان أم نثراً في مخاطبة هؤلاء، فهو إذن يدور حول نفسه في حلقة مفرغة».

صيادو الذباب!

وخصّص البحارنة مساحةً من حديثه عن ذكرياته مع الشعر الحر: «ففي أواخر الأربعينيات، سمعت أول ما سمعت بدعوة الشعر الحر عندما كنت طالباً في العراق، وكان البارز من الأسماء: بدر شاكر السياب، عبدالوهاب البياتي، نازك الملائكة وبولند الحيدري، ومن خلال هذه الأسماء برز تجديد الشعر على ما أظن، وعدا نازك الملائكة، فإن الآخرين عرفتهم في القسم الداخلي بمدرسة الأعظمية، والسياب هو الذي قال في مقابلة صحافية في بيروت أن شعراءنا التقليديين ليسوا سوى (صيادي ذباب) في سعيهم وراء الكلمات والأشكال، فأثار حفيظة الأوساط الأدبية في النجف وبغداد على وجه الخصوص، ولم يعجبني هذا الكلام ولم يعجب غيري، لكن الشعر الحر الذي قرأته في سنوات الخمسينيات للسياب والبياتي ونازك الملائكة، كان شعراً مفهوماً، وكان يريد التجديد في الشكل بطريقة معبرة عن الفن الجيد والحس الشاعري.

نيكسون ونجوى فؤاد

محطات كثيرة توقف فيها الأديب البحارنة أمام الحضور حول بواكير التجربة حتى الخمسينيات، بعد أن هجر الشعر عدا ما كتبه عن جمال الطبيعة في لبنان فترة الخمسينيات، ثم اتجه للكتابة في مجلة «صوت البحرين»، وكلمات الخطابة في نادي العروبة وتزويد بعض رؤساء غرفة التجارة والصناعة بنصوص كلمات وفد البحرين، كما كان له حيز ثقافي خلال نشاط هيئة الإتحاد الوطني، وفي خطابات أدبية وثقافية أخرى في نادي العروبة واتحاد الأندية الوطنية، لكن بنات الشعر عادت إليه تتراقص وتغري خلال السبعينيات، عندما كان سفيراً في مصر في الفترة 1971- 1974 حتى صدور ديوانه الأول بنات الشعر في العام 1991 وما بعده من أعوام، مستحضراً من تلك الأشعار ما كتبه في مصر، واصفاً أمسية لحفلات الأفراح في فندق شيراتون الجيزة كانت بطلتها الفنانة نجوى فؤاد التي أعجب بها الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون في الحفلة الساهرة وأجلسها إلى جانبه، وجاء في بعض أبيات القصيدة:

تثنت على ضربات الدفوف... ومالت فأسندها الجلس

على خطوها رقص الشمعدان... كسيفٍ يلاعبه فارس

وغنى المغني بمواله... وأصغوا إليه ولم ينبسوا

تناجت رؤوسهم واليدان... كأن لسانهم أخرس

وأرسل من صدره آهة... تذوب على حرّها الأنفس

ودوّى الهتاف بمعشوقة... الجماهير وانحنت الأرؤس

ومال جليسٌ إلى جاره... ليهمس سراً بما يهمس.

حضور ملتقى المحروس الثقافي في شارع باب البحرين
حضور ملتقى المحروس الثقافي في شارع باب البحرين

العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً