فوت المرشح الجمهوري، دونالد ترامب فرصة تحسين موقعه والتقدم على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في المناظرة الأخيرة بينهما أمس الخميس (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) التي أثار خلالها قلقاً برفضه التعهد بالاعتراف بحكم صناديق الاقتراع في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويمكن أن يركز الرئيس الأميركي، باراك أوباما وزوجته ميشيل على هذه الخطوة غير المحسوبة خلال مهرجان انتخابي في ميامي. وقد دعا الرئيس الديمقراطي الثلثاء ترامب إلى الكف عن «التباكي».
وستتوجه ميشيل أوباما التي تتمتع بالشعبية وتنقل صوت هيلاري، إلى ولاية أريزونا المحافظة التي أصبحت فجأة هدفاً للديمقراطيين الذين أصبحوا متفائلين جداً.
وكان ترامب بدأ المناظرة الثالثة مساء الأربعاء (بتوقيت الولايات المتحدة) في لاس فيغاس بشكل جيد مصححاً هفواته في المناظرتين السابقتين. وقد بدا منهجياً وأفضل استعداداً مضاعفاً تأكيداته بشأن القضايا التي تهم القاعدة المحافظة بشأن الإجهاض وحيازة الأسلحة والهجرة.
لكن كل هذا نسفه رفض رجل الأعمال الشعبوي الثري الالتزام بقبول نتائج الاقتراع الذي سيجرى في الثامن من نوفمبر، خارقاً بذلك التقاليد الديمقراطية الأميركية بشكل واضح. وقد نقض بذلك تصريحات المرشح لمنصب نائب الرئيس معه مايك بنس.
ويأتي هذا الموقف الاستفزازي بينما يزداد الفارق بينه وبين هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي. وستحصل كلينتون التي سجلت أعلى نسبة تأييد منذ يوليو/ تموز الماضي على أكثر من 45 في المئة من الأصوات مقابل 39 في المئة لترامب و6,5 في المئة لليبرتاري غاري جونسون.
ورداً على سؤال عما إذا كان سيعترف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية إذا حدث ذلك، قال ترامب «سأنظر في الأمر في حينه». وأضاف «أريد أن أشوقكم». ويذكّر هذا التهديد التصريحات التي أطلقها في أغسطس/ آب 2015 عندما رفض التعهد بدعم الفائز المقبل في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.
وقد برر هذا الرفض بوجود عمليات تزوير انتخابية كبيرة يعترض عليها مؤيدوه.
وردت كلينتون على الفور قائلة إن تصريح منافسها «مروع». وأضافت «إنه يحط من قدر ديمقراطيتنا ويشوهها. يفزعني أن يتخذ مرشح أحد حزبينا الرئيسيين مثل هذا الموقف».
وأضافت «ما أن يرى دونالد ترامب أن الأمور لا تسير لمصلحته، يؤكد أن كل شيء مزور ضده».
قلق جمهوري
ونقض رئيس الحزب الجمهوري، رينس بريبوس ما قاله ترامب، على شبكة «إم إس إن بي سي» لأن قيادة الحزب منشغلة بأمر آخر هو الغالبية في الكونغرس بينما ستجرى الانتخابات التشريعية في يوم الاقتراع الرئاسي.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا في نيويورك، روبرت أريكسون إن «هيلاري كلينتون ستفوز على الأرجح في الانتخابات، لكن السؤال أصبح: ما هو التأثير على المرشحين الجمهوريين لمجلسي الشيوخ والنواب».
وأضاف هذا الخبير لوكالة «فرانس برس» أن «الجمهوريين يخافون مما سيفعله دونالد ترامب في الأسابيع الثلاثة المقبلة».
وقبل أن يغادرا لاس فيغاس، تجمع حشد من خمسة آلاف شخص لتحية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وقالت السيدة الأولى السابقة إن «بلدنا يستحق أفضل من دونالد ترامب».
وكانت هيلاري كلينتون تمسك بذراع زوجها الذي سيكلف دوراً اقتصادياً في حال عودتهما إلى البيت الأبيض بعد 24 عاماً على رئاسته.
وعلى متن الطائرة التي أعادتها إلى نيويورك ليلاً، أكدت كلينتون أنها تشعر «بالارتياح»، وعبرت عن أسفها لأن «خصمها يحاول إلقاء مسئولية حملته على الآخرين».
أما ترامب، فقد توجه إلى أوهايو حيث استأنف التجمعات الانتخابية اعتباراً من الخميس.
وبعد هذه المواجهة الأخيرة، يلتقي المرشحان في حفل عشاء الفريد سميث الخيري في نيويورك وهو تقليد يفترض أن يتبادل فيه المرشحان النكات على بعضهما في أجواء مريحة.
وكانت المناظرة أمس آخر فرصة لترامب ليتحدث أمام هذا العدد من الأميركيين الذي قد يكون وصل إلى عشرات الملايين.
وقال خبير التوقعات الانتخابية في كولومبيا، أندرو غيلمان لـ «فرانس برس»: «في الانتخابات السابقة، لم تشهد الأسابيع الأخيرة تغييرات كبرى». وأضاف «لست متأكداً من أنه سيحظى بفرص أخرى لإقناع الناخبين».
العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ