أعلن رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري أمس الخميس (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) دعمه لترشيح خصمه السياسي ميشال عون حليف «حزب الله» لرئاسة الجمهورية في خطوة قد تساعد على تحريك الجمود السياسي في البلاد ولكنها لا تزال تواجه معارضة كبيرة.
وقال الحريري في خطاب بثته قنوات تلفزيون محلية «بناءً على نقاط الاتفاق التي وصلنا إليها أعلن اليوم أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية» وأضاف «هذا قرار نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية الناس لكنّه مرة جديدة قرار يستند إلى اتفاق بأن نحافظ معاً على النظام ونقوّي الدولة ونعيد إطلاق الإقتصاد ونحيد أنفسنا عن الأزمة السورية».
وقال إن كل المساعي لملء الفراغ الرئاسي فشلت ولم يبق سوى خيار واحد «العماد ميشال عون».
ويعاني لبنان من أزمة سياسية منذ فشل البرلمان في انتخاب رئيس قبل عامين وفي ظل وجود حكومة مشلولة ما تسبب في انهيار العديد من الخدمات الأساسية وإحياء المخاوف من انزلاق البلاد في نهاية المطاف إلى أتون حرب أهلية.
ووفقاً للاتفاق فإن الحريري من شأنه أن يصبح رئيساً للوزراء مرة أخرى إذا فاز عون بمنصب رئاسة الجمهورية.
ويلقي هذا الاقتراح الذي لم يكن يخطر على بال أحد حتى وقت قريب ضوءاً جديداً على المأزق الذي يواجهه الحريري السياسي الأكثر نفوذاً في لبنان جراء أزمة مالية تواجهها شركته للتطوير العقاري بالسعودية.
و»سعودي أوجيه» هي المحرك المالي وراء التيار السياسي الذي تقوده عائلة الحريري وقد تضررت بشدة في الآونة الأخيرة جراء التباطؤ في قطاع البناء السعودي المرتبط بهبوط أسعار النفط ما أدى إلى خفض الإنفاق الحكومي وتسبب في تسريح موظفين من تيار المستقبل.
وقال الحريري في خطاب ألقاه أمام مجموعة من وزراء ونواب وقادة تيار المستقبل الذي يتزعمه «لو أردت الثروة لما دخلت الحياة السياسية أصلاً وأنفقت فيها كلّ ما ورثت دفاعاً عن حلم من أورثني. رفيق الحريري ثروة وثورة. ذهبت الثروة حماية للثورة. الثورة على العنف. الثورة على الكيديّة. الثورة على الأحقاد. الثورة على من يريد إقناعنا بأنّ لبنان مستحيل».
وأضاف «هذا اتفاق يسمح لي أن أعلن تفاؤلي بأنّنا بعد انتخاب رئيس الجمهورية سنتمكّن من إعادة شبك أيدينا معاً لنقوم بإنجازات يفيد منها كل مواطن ومواطنة ولنعزز أمننا الداخلي ووحدتنا الوطنية في وجه كل الحرائق المشتعلة حولنا ونعود لنجعل من لبنان نموذجاً للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم.
ومضى يقول «إنّنا نحن والعماد ميشال عون وصلنا في حوارنا أخيراً إلى مكان مشترك اسمه الدولة والنظام. هو لا يريد للدولة والنظام أن يسقطا ولا نحن نريد لهما ذلك... وأخيراً وليس آخراً وصلنا لاتفاق على تحييد دولتنا ... الدولة اللبنانية بالكامل ... عن الأزمة في سورية».
ومن المقرر أن ينعقد البرلمان في 31 أكتوبر الجاري للمرة 46 لانتخاب رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان العام 2014. ومنذ ذلك الحين فشلت كل المحاولات لتأمين النصاب القانوني المطلوب للانتخاب أي ثلثي أعضاء المجلس المؤلف من 128 نائباً.
وخطوة الحريري الذي يتزعم الجماعة السنية في البلاد ويعارض منذ أمد طويل جماعة حزب الله الشيعية حليفة عون من شأنها أن تكسر حدة الاستقطاب السياسي في البلاد.
ومع ذلك فإن عون لا يزال أمامه عقبات كبيرة نحو انتخابه رئيساً للبلاد من قبل البرلمان بما في ذلك معارضة السياسي صاحب النفوذ، نبيه بري وهو رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل وحليف حزب الله.
وأعرب أربعة من الأعضاء البارزين في كتلة تيار المستقبل في البرلمان من بينهم رئيس الكتلة ورئيس الوزراء السابق، فؤاد السنيورة للصحافيين عن رفضهم التصويت لعون. وقال وزير الاتصالات بطرس حرب حليف الحريري أيضاً عن رفضه لما أسماه «الابتزاز السياسي».
ورحب «حزب الله» بالمؤشرات الإيجابية التي من شأنها إنهاء حالة الفراغ الرئاسي وقال بيان لكتلة «حزب الله» في البرلمان بعد اجتماعها «إنها ترقبُ الخطواتِ العَملية والضَرورية ضمن مَسار جدّي يؤدي إلى إنجاز الاستحقاق ويطلق دينامية العمل المنتظم في مؤسسات الدولة كافة».
وأكد البيان «أن التفاهم والانفتاح الإيجابي المتبادلين بين ممثلي المكونات السياسية في البلاد هما أمران مطلوبان أكثر من أي وقت مضى ومن شأنهما تعزيز مناخ التعاون وتسهيل المهام المترتبة قبل إنجاز الاستحقاق وبعده».
ومنصب الرئيس في لبنان المخصص للمسيحيين الموارنة ضمن نظام لتقاسم السلطة بين الطوائف شاغر منذ أكثر من عامين ونصف العام بسبب الصراع السياسي. وعون هو سياسي مخضرم في الثمانينات من عمره.
ويتزعم عون أكبر كتلة مسيحية في البرلمان الذي تم انتخابه في 2009 عندما أجريت آخر انتخابات في البلاد. وأضحى عون حليفاً لحزب الله منذ العام 2006.
وشكر عون الحريري على ترشيحه وقال بعد زيارته أمس «نتمنى من الآن وصاعداً أن يكون عهداً جديداً في لبنان بين كل مكوناته ونلتقي في وطن مزدهر مطمئن لمستقبله».
وأضاف للصحافيين «طبعاً الانقسام السياسي موجود وهذا نحن ما نسعى إلى جمعه ونعيد ترتيب الوحدة الوطنية لأن هي أهم شيء في المحافظة على لبنان وعلى استقلاله وسيادته».
العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ
مهما كانت الاسباب والتبريرات ، في الحقيقة موقف شجاع من الحريري سبقه ترشيحه لفرنجية والذي ايضا من الفريق الاخر ، ومن المفترض أن يبادر الفريق الاخر ملاقاته ويترك بعض اعلاميه لغة اعلان الانتصار والهزيمة . اقول ذلك رغم اني مع الفريق الاخر
موافقة مشروطة برئاسة الوزارة وبكل تأكيد بأوامر من أسياده
سبحان الله
سبحانه ربي قادر على كل شي ولبنان بلد العجايب لو بس يرفعون بعضهم ايديهم عنه كان احلى واجمل بلد