أربع مباريات خارج الديار انتهت كلها بالهزيمة وتلقت فيها شباكه تسعة أهداف، هذا هو رصيد المدرب الأسباني جوسيب غوارديولا في المباريات، التي لعبها في أسبانيا، منذ أن غادر برشلونة سواء مع بايرن ميونيخ الألماني أو مع مانشستر سيتي الإنجليزي.
ويبدو أن الأندية الأسبانية تتمتع بمناعة ذاتية ضد غوارديولا ولكنها تتميز في الوقت نفسه بالخصوصية، فلم تواجه هذه الأندية، مثل ريال مدريد واتلتيكو مدريد وبرشلونة، غوارديولا بأسلوب لعب واحد بل لجأت لوسائل وأساليب مختلفة.
وكانت أخر هذه المواجهات مساء أمس الأربعاء، عندما اكتسح الفريق القديم (برشلونة) للمدرب الأسباني مانشستر سيتي برباعية نظيفة في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وقال غوارديولا عقب المباراة: "لا يزال ينقصنا الكثير"، مطالبا الجماهير بالتحلي بالصبر حتى يتبلور مشروعه الجديد مع الفريق الإنجليزي.
ورحل المدرب الكتالوني عن برشلونة في 2012 بعد أن صنع معه تاريخا مضيئا، وبعد عام من الراحة، قبل العرض المقدم له من بايرن ميونيخ ومن هنا بدأت مواجهاته مع الفرق الأسبانية.
وكانت مواجهته مع ريال مدريد على ملعب سانتياغو بيرنابيو هي مباراته الأولى في بلاده، والتي أقيمت في 23 أبريل/ نيسان العام 2014 في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، وهي المباراة، التي انتهت بفوز النادي الأسباني بهدف نظيف أحرزه اللاعب الفرنسي كريم بنزيمه.
وقدم بايرن ميونيخ مباراة جيدة آنذاك ولكنه لم يكن يتمتع بالشراسة الهجومية في مناطق الخصم، وهو الأمر الذي تكرر بنفس الطريقة خلال الأعوام التالية.
وتعد مباراة العودة الكابوس الأكبر في حياة غوارديولا، إذ نجح ريال مدريد في تحقيق فوز عريض على النادي البافاري برباعية نظيفة في ميونيخ، بفضل الهجمات المرتدة المتقنة للنادي الأسباني، والتي عجز غوارديولا عن توفير أدوات لمواجهتها.
وقال غوارديولا بعد تلك المباراة: "لقد كانت الهزيمة الأسوأ لي".
وفي الموسم التالي وضع القدر غوارديولا في مواجهة برشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال، وفاز الفريق الأسباني بمباراة الذهاب في السادس من مايو /أيار بثلاثية نظيفة على ملعبه، سجل منها ليونيل ميسي هدفين، فيما سجل نيمار الهدف الثالث.
وعاد برشلونة مع ميسي أمس الأربعاء للتغلب على غوارديولا مرة أخرى، فقد أصبح اللاعب الأرجنتيني كارثة بالنسبة لمدربه السابق، بعد أن سجل خمسة أهداف وصنع هدفين في المباريات الثلاث، التي جمعته بالفرق، التي دربها غوارديولا بعد رحيله عن برشلونة.
وقال غوارديولا عقب لقاء أمس: "ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بعمل مماثل، أهنئه على المباراة الكبيرة، التي قدمها".
وفي مباراة الأربعاء، لجأ برشلونة إلى طريقة لعب سلسة بعض الشيء، إذ أنه لم يرتكب أي خطأ في التمرير وأحسن استغلال الغريزة التهديفية لميسي، الذي خلق أربع فرص للتهديف سجل منها ثلاثة أهداف، وتسبب في ركلة جزاء لصالح فريقه، أضاعها نيمار.
وكان أتلتيكو مدريد ثالث الفرق الأسبانية، التي نجحت في التغلب على غوارديولا، وهو ما حدث هذا العام وتحديدا في 27 إبريل/ نيسان الماضي ومرة أخرى في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، عندما فاز الفريق المدريدي بهدف نظيف على بايرن ميونيخ، سجله اللاعب الشاب ساؤول.
وسنحت العديد من الفرص للنادي الألماني في مباراة العودة، ولكنه اصطدم بالحائط الدفاعي لأتلتيكو مدريد وعاد مرة أخرى للاستسلام للعب السلبي.
وحاول غوارديولا أمس تجربة شيء كان يلجأ إليه خلال، الفترة، التي قضاها في تدريب برشلونة، وهو اللعب بدون مهاجم صريح.
وترك المدرب الأسباني المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو على مقاعد البدلاء في قرار مثير للجدل ودفع بالعديد من لاعبي وسط الميدان، ولكن ميسي عاد مرة أخرى ليثبت أن المهارات الفردية، التي يمتلكها، يمكنها أن تصيب أي خطة بالخلل.
ولا يزال يعاني غوارديولا من التخبط والشكوك في أسبانيا.