افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، علي اليوحه، في قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم في دولة الكويت، معرض «هي she»، الذي ضم أعمال ست فنانات تشكيليات من مجلس دول التعاون: فاطمة لوتاه (الإمارات)، تغريد البقشي (السعودية)، مياسة السويدي (البحرين)، إنعام أحمد (سلطنة عمان)، هنادي الدرويش (قطر)، شيماء أشكناني (الكويت).
تقول الأمانة العامة في الكتيب المصاحب للمعرض «الواقع أن عدد فنانات المجتمع النسائي في ازدياد مستمر، وأكبر بكثير مما نتوقع، والمطالبة الجادة بحقوق المرأة، الإبداعية تحديدا، أمر مقبول طبعا ومطلوب كذلك، ولم تكن تلك المعارض التي يدعمها المجلس من قبل التذكير بموهبة المرأة، بل هي تصد للمعوقات الاجتماعية والتربوية، وما تراكم عليها من أفكار موروثة تناصب الفن والفنانات عدم الاهتمام»، وفق تقرير لصحيفة "القبس" الكويتية اليوم الأربعاء (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2016).
لحن الحياة
كان حضور المرأة طاغيا في المعرض، فغالبية الأعمال تمحورت حولها من خلال منظور إنساني، تغيرت الأساليب والتوجهات والرسائل، لكن المرأة كانت هي بؤرة المشهد، في أعمال الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه المقيمة في فيرونا الإيطالية، لا تحتاج للكثير من الوقت لتكتشف وراء لوحاتها همّا إنسانيا. تحتفي لوتاه بالحياة من خلال المرأة، فهي كل الحياة كما تشي عناوين لوحاتها التجريدية التي أطلقت عليها «لحن الحياة»، إنها تصور المرأة في حالة من الانسيابية على أنغام الموسيقى.
تساؤلات التمرد
الفنانة البحرينية مياسة السويدي أطلقت على لوحاتها «التساؤلات» حيث تبدو المرأة في لوحات السويدي في حالة من التمرد والانعتاق خارج الأسئلة. ورغم أن السويدي تصور المرأة في حالة جلوس، فانها تراوغ المتلقي بمهارة، حيث جاءت ألوان السويدي التي يسيطر عليها اللون الاحمر لتكمل مشهد التمرد، حيث صنعت ألوانها حالة موازية من التمرد اللوني لتعكس تلك الرغبة في الانطلاق.
بساطة المرأة
وتميزت لوحات الفنانة السعودية تغريد البقشي بالعفوية. حيث تقدم في المعرض مجموعة من اللوحات قسمت إلى ثلاثة من المشاريع، قوامها الاساس المرأة، بعضها ممزوج بالأسطورة ومنها عمل تركيبي. حيث تنتقي البقشي مشاهد من الحياة اليومية للمرأة تعبر عن مواقف وسلوكيات بعضها معتاد وبعضها غير مألوف، لتصور الحالة النفسية الداخلية للمرأة في مشهد بصري مفعم بالبساطة والعفوية.
شاي وعشق
ومن سلطنة عمان قدمت الفنانة إنعام أحمد، صياغة بصرية لبعض لحظات المرأة أثناء عزف الموسيقى، حيث تمزج وجود المرأة بالموسيقى في مشهد بصري تسيطر عليه الحركة. بينما قدمت في لوحة أخرى لحظة شاي «العصرونية»، وتحت عنوان «عشق» قدمت أربعا من لوحاتها لتجسد الأحاسيس والانفعالات الداخلية في أكثر لحظات تجليات المرأة.
أسماء وراء حصة
أطلقت الفنانة القطرية هنادي الدرويش على اعمالها عنوان «حصة» وهو اسم امها، وهي، كما تقول عن تجربتها، انطلاقة من الماضي لتغامر في كل الأزمنة بلا خوف. فالاسم يختزل في حروفه الكثير من الأسماء والعناوين، ربما ستهاجم المتلقي عندما يمعن النظر في لوحات الدرويش: الوطن، الطفولة، الذاكرة، التراث، ثمة أشياء وأسماء أخرى.
ضجر الحائرات
وفي لوحات الفنانة الكويتية شيماء أشكناني التي أطلقت عليها «الحائرت» سنجد حالة مغايرة للمرأة، إنها لحظات الحيرة، حيث تلتقط أشكناني لحظات يومية لنساء يسيطر عليهن الفراغ والملل لدرجة الضجر، لا تصور أشكناني بألوانها اللافتة هذه الحيرة على المعالم الخارجية للمرأة فقط، ولكنها تتوغل أكثر داخل النفس البشرية، وتنثر رموزا بسيطة في اللوحة مثل حبات الرمان وأكواب الشاي والهاتف في حالة انتظار، لتعبر عن حالة أنثوية أشبه بصرخة بلا صوت.