غصّ الواتس آب، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والصحف الورقية منها والإلكترونية خلال الأيام القليلة الماضية، بأخبار اتهام موجّه لمنتج فني كويتي بالاتجار في مادة الكيميكال المخدرة التي أدرجت حديثاً في قائمة الممنوعات في الكويت.
ومنذ الإعلان عن «الجريمة» لم تتوقف الأخبار عن كيفية تحضير هذه المواد من مواد كان يتم استيرادها بغرض تصنيع الماكياج وبأسماء تمويهية، وعن خطورتها واعتبار أنها، بحسب المصادر الأمنية التي أعلنت الخبر، «تعد من أشد المواد المخدرة فتكاً، وهي أشد خطورة من الهيروين والكوكايين نظراً لكونها خليطاً من مواد مخدرة ودوائية، وأن خطورتها تكمن في فتكها بعقل وجسد المدمن خلال أشهر بسيطة، ولا يستطيع الاستغناء عنها لأنها تكون قد سيطرت على مراكز المخ، وأنّ حالات عدة قد وصلت، جراء التعاطي، إلى مرحلة الغيبوبة، ودخلت غرفة العناية المركزة». وللبعض صارت هذه القضية هي الخبر الذي يتابعون التحديث عليه من مصادر الأخبار المعتمدة وغير المعتمدة من أجل إعادة بثها من خلال وسائل الاعلام الاجتماعي الكثيرة المتوافرة.
الأمر خطيرٌ بلاشك، خصوصاً أن سعر هذه المادة المعقول نسبياً مقارنة بأسعار المخدرات، يجعله متاحاً لشريحة ممن هم في سن صغيرة من طلبة المدارس والجامعات، ما يعرّض حياة ومستقبل شريحةٍ في مقتبل العمر لمخاطر مدمرة.
لكن هذا الأمر مع خطورته لم يكن ليحظى بهذه التغطية الواسعة والاهتمام الجماهيري لو لم يكن اسم المتهم مقروناً بزوجته، وهي «فنانة» و«فاشنست» بحرينية يتابع حسابها على الانستغرام نحو 1.1 مليون شخص، وهو يقارب عدد سكان مملكة البحرين بأكملها.
وليس من المستغرب أن يتابع الملايين حسابات «الفاشنست» أو «فتاة الإعلان»، فهي وظيفة حرة جديدة أنتجتها وسائل التواصل الاجتماعي وكثيرات من صاحبات هذه الحسابات هن «عارضات» يروّجن بمهنيةٍ لآخر صيحات الموضة في الملابس والاكسسوارات والساعات وحتى عمليات التجميل.
وحيث أن التجار يستخدمون الحسابات الشخصية لهؤلاء العارضات أو «فتيات الإعلان»، فإن هؤلاء الأخيرات لهن الحرية في نشر أية مشاركات من حياتهن الخاصة. البعض يفعل ذلك للإقتراب أكثر من الجمهور وإظهار بعض الجوانب الاجتماعية والإنسانية من خلال مشاركاته، فيما البعض يستخدم حسابه الخاص لاستعراض ثروته ومشترياته، إلى درجةٍ يُشعِر الآخرين أنه يتبادل الأدوار مع السلع التي يروّج لها، فبدلاً من أن يروّج بشهرته للسلع، يظهر وكأنه يروّج لنفسه من خلال السلع الثمينة والحياة الباذخة التي تظهرها هذه المشاركات.
الكثير من المشاهير العالميين في مجال الفن وغيره، يحافظون على حياتهم الخاصة بعيداً عن الأضواء المسلطة على أعمالهم المعروضة، بحكم طبيعتها، للعامة. ولذلك يعتبر النفاذ لخصوصياتهم من أحلام المصوّرين والصحافيين ومصوّري المشاهير (باباراتزي). وبذلك يصبح الفوز بقصة أو صورة من الحياة الخاصة لهؤلاء، إما جالباً للمجد في صحافة المشاهير، وإما أن تأخذها لدهاليز المحاكم والتعويضات. والفرص الوحيدة التي تتيح للجمهور تصوّر حجم ثرائهم هي تلك التي يعلنون فيها عن تبرعات لأغراض إنسانية، وما أكثر السبل والقنوات التي توصل هذه التبرعات للمحتاجين. مع العلم أن هذه التبرعات قد لا تكون سوى وسيلة عصرية من برامج بناء العلاقات العامة والتواصل مع المجتمع، كجزء من استكمال بناء صورة الشهرة بالجوانب الإنسانية أو ربما للتهرب من الضرائب.
أما لـ«محدَثي الشهرة» الذين يتكاثرون كالفطر حولنا، فقد أصبحت خصوصياتهم وتفاصيل حياتهم متوافرةً مجاناً على حساباتهم الشخصية. ولكن لا يتجاوز البذخ والهدر الذي يظهرونه على هذه الحسابات غرض الاستعراض.
والجمهور لن يرفض المشاركات الشخصية والشخصية جداً التي يتبرّع بنشرها هؤلاء «المشاهير» على حساباتهم الشخصية، إما تقرباً وانفتاحاً على الجمهور، وإما استعراضاً. لكنه سيحتفظ لنفسه بالمشاعر التي تثيرها فيه هذه المشاركات. وربما لن تظهر هذه المشاعر حتى يأتي ما يشبه السقوط الذي تعرّض له المنتج الثري الذي اتهم بجني هذه الثروة من وراء تحضير المخدرات والمتاجرة بها. فمن يعيّش نفسه في بيت زجاجي ويستغني عن جدرانه التي يُبقي وراءها خصوصياته حتى لا يبقى له ساتر عن العيون، عليه ألا يستبعد أن تكون تلك الخصوصيات هي الحجارة التي قد تستخدم يوماً في تهشيم هذا البيت.
فحجم ونوع التداول لقصة المنتج المتهم وزوجته يدل أن الرقم المليوني الذي كان يتابع حساب وانستغرام الزوجة، حمل في ثناياه الكثير من المشاعر التي استفز استعراضُ الثروة والتمرّغ في الهدايا حرمانَها، إلى الدرجة التي لم تثر المصيبة الأخيرة تعاطفها ودعمها بقدر إثارة نبرة واضحة من الشماتة. تلك الشماتة لم تتوقّف عند حد الأفراد وإنما توغّلت في وسائل الإعلام التي تخلّى بعضها عن حياديته في نقل الخبر، وأشار إلى الزوجة مراراً بل وضعها لقباً لتعريف المتهم كلما جدّ جديد في قصته وأصبح مادة للنشر. وأكثر العناوين شماتةً هو ذلك الذي قارن بين سجادة «مهرجان كان» التي حقق الزوجان قبل شهور قليلة حلمهما بالسير فوقها، إلى «خبر كان» الذي صارا فيه.
إقرأ أيضا لـ "هناء بوحجي "العدد 5156 - الثلثاء 18 أكتوبر 2016م الموافق 17 محرم 1438هـ
احسنتي
متابعة من يلقبون بنجوم و هم في الواقع فنانون ترفيهيون مؤامرة دنيئة ابتدعتها امريكا بعد الحرب العالمية الأولي بهدف ابعادالعامةً عن السياسة و ما يفعلها السياسيون بالمواطن و الوطن و بدلا عن ذلك الانشغال بأخبار هذه الفئة و التي لا تضر و لا تنفع.
وقع المواطن الساذج في الفخ وبدأ يقلدهم في المظهر و اعتبرهم قدوة و بذلك فسدت المجتمعات. قبل هذا التآمر كان الفنانون في ترفيه العامة في أسفل السلم الاجتماعي. الانسان يسيروفقا للاوعيه الاجتماعي غير دارك بمسيره دون إرادة. وهكذا اتباع السير نحو الشهرة و المال.
تابع.. أم هو الغنج والجمال الذي تميزت به .. لماذا العالم لا يتلمس المبررات والأعذار لأخيه الأنسان .. اين السلام من أرواحنا لنتفهم ونقدر وننظر للأنسان على إنه خطاء .. لا يفيده التجريح الآن .. ولنوجه لأنفسنا سؤال واحد .. هل هي الوحيدة ؟ لنقل أخذتها الشهرة ..غمرها الطموح .. لكن حري بنا ألا نتغافل عن سلامة النوايا والبساطة .. كلنا بشر .. وحتى الزوج بالغم من فداحة جريمته أرى إنه تعرض لما لم يتعرض له ممن قاموا بأفعال مماثلة وأسوأ من فعلته فلا رأينا ولا سمعناعنهم ..هذا الموضوع له خلفية صلبة وعداء بين .
لا جدال أن ماأرتكبه الفنان المنتج جريمة بمختلف تفاصيلها وأبعادها ولاأعتراض أن ينال عقابا بحجم جريمته التي عكست ضميرا غائب وحس يحتضر إلا من نشوة الثراء والشهرة بتركيز على الغاية دونما أدنى اعتبار لإنتقاء الوسيلة.. بينما الزوجة فمن يلوم فتاة في عمرها إن أخطأت !! ومالخطأ الفادح الذي إقترفته ؟؟ طموحها للشهرة .. الثراء .. تجريمها يعني تجريم مجتمع كامل إلا قلة منه وخصوصا من هم في مثل عمرها .. الغالبية تعلن عن نفسها و تستعرض وتحلم بالثراء وتسعى أليه .. لماذا هي ؟؟ أهو الحسد والحقد او ربما قتلهم والغنج