العدد 5155 - الإثنين 17 أكتوبر 2016م الموافق 16 محرم 1438هـ

لطفي بوشناق وليله لن تُنسى

لطفي بوشناق في حفلته بالبحرين مؤخراً
لطفي بوشناق في حفلته بالبحرين مؤخراً

المنامة - عبدالنبي العكري 

تحديث: 12 مايو 2017

حلَّق الفنان لطفي بوشناق بالجمهور الذي حضر حفلته على خشيه المسرح الوطني مساء الأربعاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) في أجواء الطرب الأصيل. والفنان بوشناق متفرّد في إبداعاته الغنائية والتلحينية والعزف على العود، وقدرته على أداء الأغاني التراثية والمعاصرة، وأداء مختلف الألوان؛ فقد غنى في هذا الحفل الموشحات الأندلسية، والمالوف التونسي، والقدود الحلبية والشعبي المصري والعراقي، والصوت الخليجي، والغناء الصوفي، وأدى مختلف المقامات مثل نهاوند ورست وكرد وبيات وسيكة. وقد تناولت أغانيه مشاعر متعددة كالحب والود والهجر والحنين والأبوة والأمل، إضافة إلى قضايا قومية وإنسانية وقضية الحرية.

وقد استطاع الفنان بوشناق أن ينتقل بالجمهور من لون إلى لون بسلاسة ويسر، كما ينتقل من أداء الموال إلى الشدو إلى الغناء الرخيم كانسياب مياه النهر مع قدرة على إثارة الجمهور ومشاركته حيث يعمد أحيانا إلى التخلي عن العزف ومشاركة الجمهور في التصفيق، أو حث الجمهور على ترداد اللازمة بدلاً من الكورس مع توقف الفرقة الموسيقية عن العزف. وهكذا وعلى امتداد ساعتين ونصف بدون توقف، تفاعل الجمهور مع بوشناق وفرقته الموسيقية الرائعة، دون ملل أو كلل.

التقيت بوشناق في دمشق في التسعينيات حيث شارك في مهرجان الأغنية العربية، وبقي يؤدي حافلة ليلية في فندق دمشق الدولي لأسبوعين كما أعتقد حيث حضرت إحداها، والتقيت به مع أصدقاء تونسيين في مقهى الفندق، وبعدها كنت أتابعه من بعيد، حتى هبت نسمات الربيع العربي، وقد أسهم بوشناق ببعض أغانيه الوطنية والقومية خلال مخاض الثورة التونسية، مثل الأغنية المشهورة أنا المواطن حيث بكى أثناءها وأبكى الملايين من العرب وقد تكون أسهمت في تغيير مشاعر القادة السياسيين التونسيين وجعلتهم يتوصلون إلى الاتفاق الوطني الذي جنب تونس الانزلاق في حرب أهلية ووضعها على سكة التحولات الديمقراطية. كما غنى كضمير للمواطن العربي والإنسان المظلوم، والشعوب التواقة للسلام المفقود، والتنديد بالقمع والحروب ومحترفيها. وإذا كان بوشناق علماً من أعلام الموشحات الأندلسية والمالوف التونسي الكلاسيكي، فإنه وبالتعاون مع عدد من الشعراء ومنهم آدم فتحي وصلاح الدين بوزيان، قد تناول مواضيع الحب والنزوع الوطني والعربي والإنساني بمستوى رفيع وحديث ومجدد في الأفكار والصور الذهنية والمعاني والألحان والأداء.

بدأ بوشناق حفله بموشحات أندلسية، وتنقل من الأغاني المعاصرة، وفنون الغناء المصري والشامي والعراقي والخليجي لينتهي بمجموعة من المالوف التونسي تفاعل معها الجمهور وخصوصاً التوانسة بحيث وقفوا يرددون معه أغاني المالوف على وقع عوده الرخيم والفرقة الموسيقية وتصفيق الجمهور الإيقاعي.

يذكر أن حفلة بوشناق هي باكورة حفلات وفعاليات فنية في النسخة الخامسة والعشرين لمهرجان الموسيقى، حيث جرى تكريم اثنين من رواد المهرجان هما: الموسيقار مبارك نجم والفنان عصام الجودر من قبل مديرة الفنون بالهيئة الوطنية للفنون والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، فشكراً للهيئة ورئيستها الشيخة مي آل خليفة، فقد أدخلت السعادة إلى قلوبنا والمتعة إلى نفوسنا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً