العدد 5155 - الإثنين 17 أكتوبر 2016م الموافق 16 محرم 1438هـ

خبير عالمي في ضيافة «زين»: 4 متغيرات تحتم على الإبداع... وشركات اختفت لتخلفها عن مجاراة التغيير

الخبير هتندرا باتيل
الخبير هتندرا باتيل

رصد خبير عالمي 4 متغيرات عالمية تحتم على الشركات التفكير بشكل إبداعي في خلق منتجات تواكب المتغيرات المتلاحقة.

وأوضح هتندرا باتيل والذي يقدم من خلال مركز الإبداع IXL مبادرات إبداعية لشركات عالمية مرموقة مثل «إل جي» و«اتش بي» و«فيرزن»، أن العالم يشهد 4 متغيرات رئيسية وأولها الثورة الخضراء، إذ يتوقع أن تنتهي طريقة التغذية القديمة في ظل تنامي عدد السكان وزيادة الحاجة إلى «البروتين»، ليتم التخلي عن الأبقار واستخدام مصادر أخرى للبروتين، كما ستكون هناك نهاية للنفط والتوجه لاستخدام مصادر الطاقة المستدامة.

وفي مجال التغييرات «الخضراء»، أشار الخبير على هامش ندوة أقامتها «زين» ضمن أسبوع المعرفة 2016 الذي تنظمه الشركة، إلى أن النفايات سيكون لها ثمن، ففي مدينة نيويورك مثلاً أصبحت النفايات تدر المال وهي صناعة تقدر قيمتها هناك بنحو 60 بليون دولار.

أما المتغير الثاني فهي الثورة الصحية، إذ أشار الخبير إلى أن التطبيقات الذكية والتي تثبت في كثير من الأحيان على الهواتف، أصبحت تراقب الحياة اليومية للإنسان وتحسب عدد خطواته وتتنبأ بالأمراض التي يمكن أن تصيبه، كما أصبح هناك إمكانية لتصنيع الأعضاء واستبدالها.

كما أشار باتيل إلى المتغير الثالث، والذي أصبح به العالم أكثر اتصالاً، حتى بات الإنسان يثق في التكنولوجيا والاتصالات المتوافرة مثل «جي بي إس» والتي مكنت الإنسان من معرفة مكان أي شخص بدقة.

أما المتغير الرابع، وهو توجه العالم إلى تولي الروبوتات مهام الأعمال في مختلف مناحي الحياة، وأشار إلى أن هناك تحول سيجري بخصوص تقبل الإنسان لأن يكون في سيارة «ذاتية القيادة».

وأشار إلى أنه في بعض المصانع في كوريا الجنوبية، يغط الجميع في ظلام دامس؛ لأن من يعمل في المصنع هي الروبوتات التي لا تحتاج إلى ضوء.

تجربة «موتورولا»

وقال باتيل انه سأل نحو 5 آلاف طالب عن مفهوم الإبداع وكانت الإجابات متباينة، وهي تعكس مدى فهم الإبداع أو لماذا نحتاجه.

وأوضح الخبير كيف أن شركته والتي كانت يعمل فيها «موتورولا» الأميركية كانت الرقم واحد في الاتصالات النقالة منذ الثمانينات على مستوى العالم، قبل أن تتغلب عليها «نوكيا»، حين قامت الأخير بإضفاء الألوان على أجهزته، فالأولى كانت تستمتع لطلبات القطاع العسكري وما يريدونه وهو مالم يكن يناسب جميع الزبائن، إلا أن «نوكيا» بدت تضفي الألوان والبهجة إلى أجهزتها لتكسب مزيدا من الزبائن وتكتسح الشركة الأولى. كما اختفى أسم «كوداك» والتي كانت في الثمانينات أيقونة تجارية بارزة.

الوصول للريادة بفضل الإبداع في سنوات قليلة

وشرح كيف أن شركات غيرت العالم في غضون أعوام قليلة، فشركة «أبل» حين بدأت تدخل من الصفر في عالم الأجهزة النقالة، وذلك في 3 سنوات منذ 2007 وحتى في 2010 حين أصبحت رائدة في عالم الهواتف المتنقلة، إلى جانب «أمازون» التي سيطرت على عالم الكتب في غضون 5 سنوات فقط منذ 1996 وحتى 2003، أما «نتفلكس» فقد قضت على قنوات الكيبل في غضون 5 سنوات فقط منذ 1999 وحتى 2004، أما «اوبر» فقد غيرت عالم التاكسي بأفكارها الإبداعية، وذلك خلال سنتين فقط ما بين 2012 و2014.

وحث باتيل على الشركات على أن تقوم بالتفكير الإبداع، وشرح عددا من الطرق لتنفيذ أفكار إبداعية وفق خصائص 4 رئيسية وهي؛ أن تكون توافق التوجهات، وتلبي الحاجات الإنسانية، وأن تكون ذات قابلية مالية، إلى جانب أن تكون وفق طريقة أعمال أو bussnis model.

نظرية النقاط

وشرح الخبير نظريته التي تتعلق «بالنقاط»، وشبه تكوين الصورة الواضحة للأفكار الإبداعية بربط مجموعة من النقاط ببعضها لتكوين فكرة واضحة عن الشيء، وشبه العملية بأن يقوم الطفل بمراقبة النجوم وربطها مع بعضها لفهم صورة النظام الكوني أو الأبراج.

وطلب الخبير من الحضور أن يقوموا بربط 4 نقاط ببعضها، قبل أن يتوصل الجميع للنتيجة، بعدها طلب منهم أن يكونوا شكلاً آخراً بنفس النقاط، ثم طلب شكلا آخر وهكذا حتى صعبت العملية.

وبهذا المثال شرح كيف أن البناء على الأفكار القديمة وعلى القواعد لا يولد أفكارا إبداعية، فالمثال السابق جعل الجميع يفكر في شكل «المربع»، ولكن عندما يتم الإلحاج على الشخص بالتفكير بطريقة مغايرة، مؤكدة صحة القول بأن «الفكرة الأولى لا تكون بالضرورة أفضل فكرة»، وخصوصا أن الموظفين في الشركات يتبعون قواعد معينة ويعتمدون على خبراتهم السابق في بناء الأفكار، وخصوصا إذا ما أشعرهم المسئول بالفخر عندما يلبون الطلبات بالسرعة.

وعاد باتيل ليقول أن بعض الأفكار الإبداعية تتطلب كسر القواعد التقليدية والروتين.

تجربة «تويوتا» و«هوندا»

وتساءل الخبير «كم منا يأتي بفكرة لما بعد 3 سنوات»، وفي هذا السياق يستذكر الخبير تجربة كل من شركتي «تويوتا» و»هوندا»، حين كانت مطلع الثمانينات تصمم روبوتات بدت لدى البعض أنها تسير بشكل «غبي»، إلا أن الشركتين كانت تفكران للمستقبل، فحين كانت تطور هذه «الروبوتات» كان الشعب الياباني شاباً وكانوا يعملون في المصانع، لكنهم نظروا إلى مؤشرات كثيرة وتوقعوا معها أن يصبح الشعب الياباني كهلاً مع تأخر سن زواج الشابات وإنجابهن أطفالا أقل.

وأشار باتيل إلى أنه الآن سيكون هناك «روبوتات» تساعد كبار السن، ولن يجد الأحفاد بداً من دفع 50 ألف دولار؛ لكي يكون هناك رجل آلي يساعد والده على أخذ الدواء ومتابعة حالته الصحية، وإذا ما وجدنا أن هناك 30 مليون شخص يحتاجون لهذه الخدمات، فإن الحديث سيكون عن سوق ضخم.

تزايد استخدام البيانات

من جانبه، أشار مدير عام شركة زين-البحرين، محمد زين العابدين أهمية أن تواكب الشركات التطورات المتلاحقة وخصوصا في مجال التكنولوجيا والاتصالات.

وتحدث زين العابدين عن اتساع استخدامات البيانات في خدمات الاتصالات، بحيث أصبح الهاتف النقال يلعب دورا محوريا في حياة الناس وتقديم الخدمات.

العدد 5155 - الإثنين 17 أكتوبر 2016م الموافق 16 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً