ستكون أمام منتخبنا الوطني للشباب اليوم مباراة هامة للغاية أمام نظيره الكوري الجنوبي في الجولة الثانية لبطولة كأس آسيا لكرة القدم وضمن المجموعة الأولى، وذلك عند السابعة والنصف مساءً على ملعب مدينة خليفة الرياضية.
«الوسط الرياضي» استطلع رأي المدرب الوطني موسى حبيب في الفريق الكوري وما هي المتطلبات للفوز عليه، وخصوصاً أنه تابع مباراة كوريا مع تايلند بالجولة الأولى وحللها ضمن لجنة الدراسات الفنية، إذ قال: «كما هو معروف فإن فرق شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية من المنتخبات القوية على صعيد الفئات العمرية، وحققوا العديد من البطولات في السنوات الأخيرة، وكانوا دائماً ما يتأهلون لكأس العالم، وهذا ليس تهويلاً لهم، لكن لكي نكون مستعدين لهم بشكل أكبر ونبذل مجهوداً كبيراً للفوز عليهم».
وأضاف حبيب «يتمتع الفريق الكوري بالسرعة واللياقة البدنية العالية، فشاهدناهم يؤدون المباراة الأولى بنفس النسق تقريباً طيلة الدقائق، وهذا دليل على التحضير القوي للبطولة، وينتقلون بشكل سريع من الدفاع إلى الهجوم وبالعكس، وعندما يمتلك الفريق الخصم الكرة نجدهم يتراجعون جميعهم وحتى المهاجم إلى خلف خط المنتصف من أجل إغلاق المساحات في وجه لاعبي الفريق الخصم وهذا الأمر عانى منه الفريق التايلندي ويضغطون بأكثر من لاعب على حامل الكرة، وعودتهم جميعهم إلى الخلف تُغري الخصم للتقدم إلى الأمام وبالتالي يستخدمون سلاح المرتدات وبشكل سريع في حالة قطعهم للكرة، وحتى في الكرات الثابتة فهم خطيرون وبدا أنهم متدربون عليها بشكل جيد، بالإضافة إلى متابعتهم للكرة الثانية داخل منطقة الجزاء وبأكثر من لاعب وبهذه الطريقة سجلوا أمام تايلند».
وقال حبيب أيضاً: «على رغم قوة الكوريين وقدرتهم الكبيرة على الضغط المتواصل والهجوم المستمر على الفريق الخصم، إلا أنهم في مباراة تايلند كانوا يقتلون اللعب أحياناً بالاستحواذ على الكرة ويهاجمون متى ما يريدون، إذ تتم مداورة الكرة فيما بينهم أحياناً بشكل مبالغ فيه وينتظرون تغيير المهاجمين لأماكنهم ويبدأون في التحول إلى الهجوم أكثر مع تفعيل الطرفين أيضاً».
وأكد حبيب أيضاً «الجهاز الفني لمنتخبنا بالتأكيد درس الفريق الكوري جيداً من خلال متابعة تسجيل لقائه مع تايلند، ولكن كرأي فني بالنسبة لي كوني تابعت المباراة في الملعب وقمت بعمل بعض الإحصاءات، فإنني أرى أن منتخبنا بإمكانه الخروج بنتيجة إيجابية اليوم، ولكن بشرط عدم إعطاء الحرية والمساحة للاعبين الكوريين بامتلاك الكرة كثيراً في منتصف ملعبنا، إذ يجب إخراجهم إلى منتصف الملعب أو حتى في منتصف ملعبهم، وطبعاً هذا من دون فتح الملعب وإنما بالضغط، وفي مثل هذه المباريات، لابد أن نستثمر العوامل الخارجية لتحقيق الفوز، فلو أخذنا الأمر من ناحية فنية فمن الممكن أن يكون الفريق الكوري مميزاً، لكن فريقنا يتمتع بعدة عوامل ستساعده على تقديم أفضل مستوى مثل الأرض والجمهور الذي يجب أن يكون عاملاً مساعداً لفريقنا، ووسيلة ضغط على الفريق الخصم».
التقى منتخبنا الوطني للشباب مع كوريا الجنوبية ثلاث مرات في ثلاث مناسبات سابقة ضمن كأس آسيا، وفي هذه اللقاءات لم يتفوق أي فريق على حساب الآخر إطلاقاً؛ كون المباريات الثلاث جميعها انتهت بالتعادل، وذلك على رغم أن الكوريين يتسيدون البطولة بإحرازهم 12 لقباً.
وكان اللقاء الأول بنسخة العام 86 في المملكة العربية السعودية، وانتهى بالتعادل بهدف لكلا الفريقين، وفي تلك البطولة وصلنا إلى المباراة النهائية وخسرنا بهدفين نظيفين أمام أصحاب الأرض.
واللقاء الثاني كان في بطولة العام 90 باندونيسيا وانتهى سلبيّاً بلا أهداف، وكوريا الجنوبية حققت اللقب حينها بالفوز في النهائي على الجارة كوريا الشمالية بركلات الترجيح.
والمباراة الثالثة بيننا وبين الكوريين كانت في نسخة 94 باندونيسيا أيضاً وانتهت بهدفين لكلا المنتخبين.
مع افتتاح الجولة الثانية اليوم (الأحد) في البطولة، فإن هنالك احتمالية لإعلان أول المتأهلين رسميّاً للدور الثاني وسيكون إما منتخبنا الوطني أو كوريا الجنوبية، وهذا يأتي في حالة واحدة وهي فوز أحدهما (نحن أو كوريا) بشرط انتهاء المباراة الأولى بين السعودية وتايلند بالتعادل بأي نتيجة، وحينها مثلاً لو فزنا نحن فسنكون بست نقاط وكوريا بثلاث والسعودية مع تايلند بنقطة، فسنتأهل رسميّاً وسيكون الصراع على البطاقة الثانية بين المنتخبات الثلاثة الأخرى.
وبالتأكيد نأمل أن يتأهل منتخبنا لدور الثمانية اليوم دون أن يُؤجل ذلك للجولة الأخيرة، وحتى يكون في وضعية مناسبة تماماً قبل خوض لقاء تايلند الأربعاء المقبل.
عودنا الجمهور البحريني على الوقوف دائماً خلف المنتخبات في جميع الألعاب بمختلف البطولات التي تُقام على أرض البحرين، وذلك حبّاً منه لاسم البحرين ووفاءً لها، وهذا الأمر لابد أن يتواصل ويتجسد في لقاء اليوم أيضاً أمام كوريا الجنوبية عند السابعة والنصف مساءً على ملعب مدينة خليفة الرياضية، فالأحمر الشاب يحتاج كثيراً إلى الدعم الجماهيري والتشجيع في واحدة من أهم مبارياته في بطولة آسيا، كون الفوز إذا حصل إن شاء الله سيقربنا كثيراً من التأهل للدور الثاني إن لم نكن سنتأهل رسميّاً بحالة انتهاء لقاء السعودية وتايلند بالتعادل. الحضور كان جيداً في المباراة الأولى أمام السعودية، لكنه لم يكن بالمتوقع، والمطلوب اليوم حضور أكبر وأكثر وخصوصاً أن لاعبينا أفرحوا كل البحرين في المباراة السابقة بالفوز المُثير، والكلمة العليا ستكون لجمهورنا اليوم في تشجيع منتخبنا وإرباك الفريق الخصم، والدعوة مفتوحة للجميع للحضور وخصوصاً أن الدخول بتذاكر مجانية سيتم توزيعها قرب الملعب.
العدد 5153 - السبت 15 أكتوبر 2016م الموافق 14 محرم 1438هـ