كل يوم، يسرق المواطن خالد موسى دادي، 4 ساعات من يومه ومن وقت أسرته، ليقضيها بين لوحاته وتماثيله.
وفي معمله، الذي اقتطع مساحته من شقته الكائنة في إسكان السنابس، يمارس خالد هوايته، مستثمراً أنامل لا تتكرر كثيراً، في تحويل قطع الخشب المهملة ومادة الـ «غلو» الفرنسي، إلى تماثيل ومجسمات.
زارته «الوسط» في معمله. هناك حيث يزدحم المكان باللوحات والتماثيل، كانت الحكاية.
يقول خالد، البالغ من العمر (50 عاماً)، «وأنا في المرحلة الابتدائية، في مدرسة الخميس، كانت بدايتي مع الفن. يومها كنت تلميذا لعبدالإله البوسطة، الذي أدين له بالفضل في اكتشاف موهبتي»، مضيفا «من بين بقية أقراني، كان فضولي استثنائيّاً. كنت أتفحص إنتاجات أستاذي البوسطة الفنية، فيما كان يبهرني، ومن هنا كانت البداية».
ينتقل خالد إلى المرحلة الإعدادية، تحديدا إلى مدرسة السلمانية، فتأخذه أجواء المراهقة من هوايته.
يستدرك «رغم ذلك، كان الفن حاضرا معي في البيت، وبفضل الاستاذين عباس الموسوي وعبدالله المحرقي، استعدت موهبتي، وأتذكر هنا نصيحة المحرقي برسم أولى لوحاتي التي حملت توقيعي الخاص، وتضمنت مسجد الخميس».
مع فراغه من المرحلة الثانوية، بدأ خالد مرحلة جديدة مع هوايته. أصبح عضوا في جمعية البحرين للفنون التشكيلية لتبدأ مشاركاته تتسع على نطاق أوسع.
يعلق «كثفت من انتاجي ما بين الرسم والنحت والديكور، حتى استقرت تجربتي على المدرسة التجريدية، ومن الديكور كانت ورشتي التي منحتني فرصة الانفتاح على الزبائن، أو ما أسميه بمدرسة الحياة والتي مثلت لي فرصة لتلاقح الخبرات والمعارف».
ومنذ 14 عاماً، والمواطن خالد موسى دادي، ذو الامكانيات المادية المتواضعة، يتخذ من شقته الحالية، مكانا لاظهار إمكانياته، وهو يقول: «كغيري من عديد الفنانين البحرينيين، نحن بحاجة إلى دعم واحتضان رسمي، بما يسهم في تنمية المواهب ومنحها الفرصة لتشريف البلد»، مضيفا «بذلت مجهودا للحصول على دعم من قبل حاضنات «تمكين»، لكن اشتراطات التمويل الخاص حالت دون الاستمرار».
ومن بين مهارات خالد، تبرز مهارة النحت. بشأن ذلك يقول: «أستخدم الخشب لصنع المجسمات، وأستخدم كذلك مادة الـ (غلو) الفرنسي لصنع التماثيل ومن بين ذلك الخيول والوجوه»، مضيفا «يتركز عملي على الخيول التي أهواها، والتي تجد قبولا على مستوى منطقة الخليج العربي».
يتابع ويداه تمسكان بتمثال خيل انتهى منه مؤخرا «استغرق العمل على هذا التمثال 6 أشهر، ولم يخل الإنجاز من صعوبة»، وأردف «أترك مهمة القيادة للعمل نفسه. هو من يقودني للنهايات، وهنا مكمن المتعة».
ماذا بعد الفراغ من كل هذه الأعمال؟
يجيب خالد «عديدة هي الفوائد، وأولها الجانب النفسي، هو ما أصفه بـ «وسوسة» فنان، كذلك أكون وبفضل هذه الأعمال، جاهزاً تماماً للمشاركة في أية مهرجانات، وعلاوة على كل ذلك، فإن هذه الأعمال هي هويتي الفنية، ولها أترك الحديث عن إمكانياتي».
يختتم خالد حديثه، بأمان أفصح عنها وهو يرسل رسائله إلى الجهات الرسمية المعنية بما في ذلك هيئة البحرين للسياحة والمعارض، هيئة البحرين للثقافة والآثار، وأمانة العاصمة، حيث يقول «أرى زوايا عديدة في البحرين، مؤهلة لاحتضان نصب تذكارية، وعيني على مواقع من بينها منطقة السيف، المنطقة التجارية البارزة في البلد والتي تستحق عملاً فنيّاً راقياً يعبر عن حضارة البحرين».
العدد 5152 - الجمعة 14 أكتوبر 2016م الموافق 13 محرم 1438هـ
حرام طاقات بحرينية تحتاج دعم و مساندة من الجهات الرسمية .
متأكدين عمره 50 سنة؟ اللهم صل على محمد