تشكل مسألة الانضمام إلى حلف شمال الاطلسي محور انتخابات تشريعية تجرى غداً الأحد (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) في مونتينيغرو، وفصلاً جديداً في صراع النفوذ بين الغرب وروسيا في منطقة البلقان. وقد اختار ميلو ديوكانوفيتش الذي يتولى الحكم منذ 25 عاماً في هذه الجمهورية الصغيرة، معسكره؛ فمونتينيغرو التي قادها إلى الاستقلال العام 2006، وتجري مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي منذ 2012، تلقت دعوة لعضوية الحلف الأطلسي في ديسمبر/ كانون الأول 2015.
ويبلغ عدد سكان مونتينيغرو الواقعة على البحر الأدرياتيكي، 620 ألف نسمة.
ويعقب طلب الانضمام قرارات أخرى تزعج موسكو. فقد كانت بودغوريتسا واحدة من أولى العواصم التي اعترفت باستقلال كوسوفو العام 2008، ثم انضمت في 2014 إلى سياسة العقوبات الاقتصادية على روسيا خلال الأزمة الأوكرانية.
وقد حمل الخيار الصريح لمونتينيغرو التي يشكل الأرثوذوكس الغالبية العظمى من سكانها، بالانضمام إلى الحلف الأطلسي، الغرب على اعتبار ديوكانوفيتش التلميذ المجتهد في منطقة البلقان.
لكن موسكو سارعت إلى التحذير من «العواقب الممكنة التي يمكن أن يعنيها التحاق بودغوريتسا بالحلف الأطلسي». وسارت تظاهرات عنيفة العام 2015 في شوارع بودغوريتسا، لكنها لم تؤد إلى الاطاحة برئيس الحكومة الذي يرفض تنظيم استفتاء بشأن هذا الموضوع.
وتفيد استطلاعات الرأي أنه إذا كانت أكثرية سكان مونتينيغرو أيدت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن حوالي ثلثهم يؤيدون الالتحاق بالحلف الأطلسي.
ومن المتوقع أن يفوز الحزب الديموقراطي للاشتراكيين الذي يتزعمه ميلو ديوكانوفيتش لكن الرجل القوي في مونتينيغرو قد يضطر إلى الاكتفاء هذه المرة بأكثرية نسبية.
ولم تنشر نتائج استطلاعات الرأي، لكن نتيجة واحدة من هذه الاستطلاعات السرية التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، تفيد أن الحزب الديموقراطي للاشتراكيين سيحصل على حوالي 40 في المئة. ويتعين عليه التمسك بدعم الأحزاب التي تمثل الأقليات الكرواتية والألبانية والبوسنية.
واتهم نائب رئيس الوزراء دوسكو ماركوفيتش في نهاية الحملة الجبهة الديموقراطية، المكون الرئيسي الموالي لروسيا في المعارضة، بأنها «ليست حزباً، بل أداة بين أيدي فريق ثالث». وأضاف ماركوفيتش المقرب من ديوكانوفيتش «في 16 أكتوبر، لن نقاوم الجبهة الديموقراطية، بل مصالح روسيا في مونتينيغرو، في المنطقة وعلى المستوى الشامل».
العدد 5152 - الجمعة 14 أكتوبر 2016م الموافق 13 محرم 1438هـ