بعد مضي تسعة أشهر على رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران لا تزال بعض الشركات العالمية الكبرى التي تتاجر في السلع الأولية تواجه صعوبات في إبرام صفقات نفطية كبيرة مع الجمهورية الإسلامية العضو في منظمة أوبك نظرا لتشدد طهران في شروط تسويق خامها والقيود المفروضة على المعاملات الدولارية.
وقال كبار المسئولين التنفيذيين في الشركات الكبرى لتجارة السلع الأولية فيتول وجلينكور وترافيجورا وجنفور في قمة رويترز للسلع الأولية هذا الأسبوع إنهم يرغبون في الحصول على شريحة من الكعكة إلا أنه لا تزال هناك صعوبات.
وقال ايان تيلور الرئيس التنفيذي لفيتول «لا يزال الوضع صعبا للغاية»، مشيرا إلى الافتقار إلى نظام دولاري يمكن استخدامه لإجراء المعاملات مع إيران وهو ما يجعل التحويلات الدولارية صعبة مما يعرقل التجارة.
وأضاف تايلور أن فيتول بدأت في إجراء بعض المعاملات مع إيران إلا أن المنافسة قوية «فالكل يدرس التعامل معها أيضا».
وتم رفع معظم العقوبات الغربية المفروضة على إيران في 17 يناير/ كانون الثاني، إلا أن القيود الأمريكية المتبقية تنص على أن المعاملات الدولارية التي تجريها البنوك غير الأمريكية مع إيران لا تمر من خلال المؤسسات المالية في الولايات المتحدة.
ووقعت إيران بالفعل سلسلة من الصفقات مع شركات دولية بعضها قائم على معاملات دولارية لكن البنوك الكبرى حتى الآن لا تزال محجمة عن التعامل مع طهران أن تنتهك دون قصد قوانين أمريكية.
وأبدى توربيورن تورنكويست الرئيس التنفيذي لمجموعة جنفور وكريستوف سالمون المدير المالي لترافيجورا قلقهما بشأن المعاملات الدولارية.
ولا تزال القيود المفروضة بشأن الأماكن التي يمكن أن يباع النفط إليها تشكل نقطة شائكة حيث تقلص من قدرة الشركات على تعظيم هوامش الأرباح وبصفة خاصة في سوق متخمة بالمعروض.
وقال تورنكويست «لا ينبغي أيضا أن ننسى أن الإيرانيين...عندما يتعلق الأمر بالنفط..فإنهم بارعون للغاية في تسويقه... يريدون معرفة إلى أين يتجه نفطهم وإلى من، لا نرى تغيراً يذكر.. فهذا ما فعلوه قبل العقوبات وما سيواصلون فعله بعدها».
وتضع إيران مثل السعودية أسعارا شهرية مختلفة لكل منطقة وتتعامل عادة مع الشركات النفطية الكبرى أو شركات التكرير الخالصة والتي يشكل إمداد مصافيها نشاطها الرئيسي.
وتتعامل الشركات التي تتاجر في السلع الأولية بشكل كبير مع سوق المنتجات النفطية في إيران إلا أن ترافيجورا حملت شحنة كبيرة من النفط الخام الإيراني في يونيو/ حزيران الماضي.
وقال سالمون «إيران دولة واعدة جدا لشركات كثيرة من بينها نحن، لكن ما فعلناه منذ رفع العقوبات... صغير حقيقة».
وحملت ترافيجورا الناقلة أوليمبيك تارجت بمليوني برميل من الخام الإيراني الثقيل في محاولة للاستحواذ على حصة سوقية بين المصافي المستقلة في الصين.
لكن تلك المصافي تتباطأ في شراء النفط الذي يصل إلى الصين. فقد بدأت الناقلة في تفريغ شحنتها بعد شهر ونصف الشهر من وصولها إلى هناك في نحو منتصف يوليو تموز بحسب ما أظهرته بيانات تتبع السفن لرويترز.
وقال أليكس بيرد الرئيس التنفيذي لجلينكور بدأت بالفعل حوارا مهما مع إيران بما في ذلك «محادثات شركة النفط الوطنية الإيرانية حول تمويل مسبق وإيجاد شروط وأوضاع ملائمة للطرفين».
لكن جلينكور لم تشتر حتى الآن سوى منتجات نفطية من شركة النفط الوطنية الإيرانية ومن شركات خاصة.
العدد 5152 - الجمعة 14 أكتوبر 2016م الموافق 13 محرم 1438هـ