يعاني دوري كرة السلة البحريني من الكثير من المشاكل المتعلقة بالقرارات التحكيمية في المباريات الحاسمة والتي تخلف الكثير من ردود الفعل والشد والجذب داخل وخارج الملعب بشكل قد يصل إلى الاصطدام في بعض الأحيان بين الفرق والحكام وبين الجماهير.

وهذه المشكلة التي عادة ما تتكرر في كل موسم تحتاج إلى حلول واقعية وحقيقية تمكن من التغلب عليها، وهو ما يتطلب التفكير خارج الصندوق للتمكن من علاج الكثير من المشكلات.

كان لي حديث مؤخرا مع خبير كرة السلة البحرينية والذي عاصر اللعبة منذ تأسيسها إلى اليوم سعيد العرادي الذي كان له الكثير من الآراء المتعلقة بعلاج هذه المشاكل ومن بينها مشكلة الحكام والتعامل مع الجماهير.

العرادي طرح فكرة لا تحتاج إلى الكثير من الموارد المالية وإنما يمكن تطبيقها بمبلغ لا يتجاوز 1500 دينار للتجهيزات، إلى جانب مكافآت للعاملين تصرف بحسب الاتفاق.

الفكرة تقول على استخدام برنامج الدارت فش في صالة الاتحاد البحريني لكرة السلة من خلال توزيع 8 كمرات في جميع أنحاء الصالة وربطها بالبرنامج بما يمكن من تصوير جميع الحركات في داخل الملعب سواء لللاعبين والحكام.

وأشار العرادي إلى فوائد هذا النظام على النحو الآتي:

1) اكتشاف أخطاء الحكام بشكل دقيق وإمكانية علاجها في الوقت نفسه إذا ما أراد اتحاد السلة تطبيق هذه الخدمة، مثل ما هو معمول به في دوري المحترفين الأميركي لكرة السلة NBA، أو الاستفادة منها لاحقا في حسم الجدل بشأن اللقطات، وكذلك في توجيه الحكام لعدم تكرار مثل هذه الأخطاء.

2) النظام سيتيح للجنة الحكام ولمسئولي الفرق كذلك التعرف عن قرب على جميع اللقطات محل الشك.

3) النظام سيتيح مراقبة كاملة للجماهير طيلة وقت المباراة وسيرصد جميع الحركات بما يمنع أي مظاهر تجاوز أو شغب، ويمكن من تحديد الأشخاص المتسببين في هذه المشاكل بدقة، بحيث لا تعاقب جميع الجماهير وإنما الفئة المشاغبة فقط.

وبين العرادي أن اتحاد السلة يمكنه الاستعانة بعدد من الخبرات الوطنية المميزة التي يمكن أن تشغل هذا النظام بكفاءة عالية وتحقق استفادة نوعية في حل الكثير من المشاكل.

وقال: «الكابتن حسن مكي هو من الخبراء في برنامج الدارت فش في كرة السلة، ويمكن الاستعانة به، وبحسب علمي لديه مشروع متكامل لاتحاد السلة بهذا الخصوص، سيمكن الاتحاد من التعرف عن قرب على الكثير من الأمور، وسيساعد كذلك مدربي المنتخبات الوطنية كثيرا».

وأضاف «النظام في الأساس هو لدراسة الأداء الحركي للاعبين داخل الملعب، ويمكن الاستفادة منه في مختلف الجوانب؛ كون معظم مباريات كرة السلة البحرينية تقام على صالة أم الحصم».

وتابع «النظام غير مكلف والتجهيزات المطلوبة بسيطة، ولكن الفوائد التي يمكن أن تتحقق كثيرة في مجال اللعبة وسيستفيد منها الجميع من فرق ولاعبين ومدربين وحكام».

وأشار العرادي إلى ضرورة الاستفادة من العلم الحديث في مجال تطوير كرة السلة البحرينية، لانه لا يمكن الاستمرار بالعقلية القديمة نفسها في العمل.

وقال: «العلم بات أساس كل عمل وهناك دراسات عملية وتجارب من الضروري لاتحاد كرة السلة الاطلاع عليها والاستفادة منها».

وأعرب العرادي عن اعتقاده أن وجود سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة على رأس إدارة اتحاد السلة، سيسهم في احداث نقلة نوعية وتطويرية لكل مجالات اللعبة ومنها توظيف التكنولوجيا الحديثة في العمل.

وأضاف «كان سمو الشيخ علي بن خليفة المؤسس والمطور، وسيكون ابنه سمو الشيخ عيسى المطور والمحدث للعبة، لتتمكن من الاستمرار في الطليعة والمنافسة خليجيا وآسيويا».