المذيع القطري الشاب محمد سعدون الكواري صاحب الطلة الجميلة على قنوات «بي إن سبورت» القطرية أصبح قامة إعلامية كبيرة ومشهورة في الوسط الرياضي العربي، غرد يوم 6 أكتوبر الجاري بعد خسارة منتخب بلاده أمام كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم (عشرات المجنسين والملايين والنتيجة = صفر، يعطيكم العافية على الاجتهاد، خلونا نكمل التصفيات بـ «عيالنا» وراضين بالمركز الأخير).

هذه التغريدة حتى يوم أمس حصلت على 4,031 إعجاب و15,500 تعليق، وجاءت غالبية التعليقات سواء من القطريين أو غيرهم مؤيدة لتغريدة الكواري، على رغم أن البعض ذهب للدفاع عن قائد المنتخب القطري الحالي المهاجم سبتسيان سوريا.

ملف «التجنيس الرياضي» معقد جدا، ملف يحمل أبعادا كثيرة، تحديات لا تعد ولا تحصى، له مؤيدون ومعارضون متشددون أيضا، هناك من يقبله بشروط وهناك من يرفضه من دون أي مقدمات، ولكنه يبقى حقا مشروعا لأي بلد بحكم قوانين ولوائح اللجنة الأولمبية الدولية المنبثقة منها قوانين الاتحادات الرياضية لكل الألعاب.

هناك الكثير من الأسئلة التي يسألها المجتمع الرافض لـ «التجنيس الرياضي» تحتاج إلى إجابة، لماذا «التجنيس الرياضي»؟ ما هي المبادرات التي قامت بها الاتحادات من أجل تعويض النقص ولم تنجح حتى تم التوجه لـ «التجنيس الرياضي»؟ كم يكلف «التجنيس الرياضي» من ميزانية الدولة؟ ما مصير المواطن الذي طمح أن يكون رياضيا مميزا في المستقبل ولما يصل لمستوى التمثيل يجد الأبواب موصودة أمامه ؟ وغيرها.

أعتقد أن ملف «التجنيس الرياضي» بعد سنوات من إنفاذه في معظم دول الخليج العربي يحتاج للمناقشة المستفيضة بين صناع القرار والمجتمع، الملف أكبر من أن يناقش في مقال أو في مساحة إعلامية في الإعلام المكتوب، يحتاج لتقييم شامل وكامل بكل مصداقية وحيادية، إذا كان المشروع ناجحا يبقى وإذا كان غير ذلك يوقف أو يُراجع أو يُقنن بما يحقق الفائدة للرياضة ويترجم الأموال الكبيرة التي تُصرف من أجله.