العدد 5151 - الخميس 13 أكتوبر 2016م الموافق 12 محرم 1438هـ

مأتم العجم تأسس على سواعد 5 رجال قبل 150 عاماً في «فريق كانو»

حسين علي بوشهري
حسين علي بوشهري

تأسس مأتم العجم الكبير في العام 1867 (1293هـ)، وكان موقعه آنذاك في فريق سوق الحطب المعروف بـ «فريق كانو»، كما كان موقعه جنوبي هذا الفريق في موقع مأتم زين العابدين الحالي تقريباً، وكان بناء المأتم بسيطاً، هو عبارة عن مواد تقليدية ترجع إلى منتجات النخلة، وهي السعف والجذوع التي تُشيّد بها معظم بيوت البحرينيين الفقراء والوافدين الأجانب المعدمين، ولو أردنا تحديد موقع المأتم في بداية إنشائه لقلنا إنه يقع شمالي مأتم بن رجب.

وقام المأتم آنذاك على جهود وسواعد رجال ذوي دخل محدود، أكثرهم من العزاب، ومن المسئولين والقائمين على المأتم آنذاك رجل يدعى أوازه، وهو عالم ومثقف قدم إلى البحرين من مدينة بوشهر، متخذاً من البحرين، وتحديداً المنامة القديمة موطناً، وذلك في العام (1867).

المؤسس الثاني: مال الله بن حسين بن كريم العجمي الذي هاجر والده من فارس إلى البحرين العام (1850) وتزوج من امرأة بحرانية، متخذاً من المنامة أيضاً سكناً له، وكان مال الله بن حسين العجمي مثقفاً أيضاً، ويملك مكتبة عامرة بالكتب الدينية والتاريخية، كما كان ملماً باللغة العربية قراءة وكتابة، حيث ألف مخطوطة ذات ثلاثة فصول تحتوي على نحو 600 صفحة، وقد سمى مخطوطته هذه «التهاب نيران الأحزان، ومثير الاكتئاب والأشجان»، وذلك في العام 1881م، وقد أوقف مال الله كتابه هذا، والذي كتبه الحاج عبدالله السراج بخط يده، بعد أن راجعه وصححه المؤلف نفسه، حيث أوقفه إلى المأتم.

المؤسس الثالث للمأتم هو سيدصادق، وهو من بوشهر أيضاً، قدم إلى البحرين متخذاً منها وطناً له منذ قدومه لها العام (1860) تقريباً، وسيدصادق هذا هو أيضاً خطيب للمنبر الحسيني، وقد تزوج هو الآخر من امرأة بحرانية، وسكن فريق سوق الحطب (كانو)، حتى أن المندوب البريطاني المحلي آنذاك الحاج عبدالنبي صفر قد قرأه في بيته العام 1872م، وذلك بمناسبة ذكرى يوم أربعينية الحسين بن علي عليه السلام، حيث دفع له خمس روبيات كأجر ليوم واحد وهو يوم ذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي (ع)، وكان السيدصادق أول شخص يسجل وقفاً لمأتم العجم العام 1892م، حيث وهب الأرض التي يملكها وهي التي يقع عليها المأتم حالياً لكي تسجل باسم المأتم.

المؤسس الرابع: هو السيد النجفي، وهو خطيب أخذ من البحرين مسكناً له منذ ما قبل العام 1870، وللأسف الشديد لم أحصل على معلومات إضافية عن حياته ودوره في مسيرة المأتم.

المؤسس الخامس: هو علي كاظم بوشهري وهو أيضاً مهاجر قدم من بوشهر واستوطن البحرين في بداية العام (1860)، وسكن فريق سوق الحطب أيضاً، وفي العام 1867، اشترى بيتاً في الفريق نفسه، وأصبح أحد أعيان القائمين على المأتم.

وبمرور السنوات زاد عدد المنتمين إلى المأتم، وخصوصاً بعد حصول القائمين على المأتم على أرض سيدصادق الواقعة في فريق المخارقة، والتي انتقلوا على إثرها من فريق سوق الحطب العام (1891)، حدث ذلك في عهد علي كاظم بوشهري القائم على المأتم الذي نقل موقع المأتم إلى مكانه الحالي في فريق المخارقة، وذلك بعد أن شيده من سعف النخيل وجذوعها، كما هو حال الكثير من بيوت البحرين آنذاك، وكان بوشهري هو المتبرع الأساسي للمأتم آنذاك لانعدام أي وقف أو مصدر مالي للمأتم، ولقلة التبرعات حينها، وكان أول بناء حجري حديث للمأتم حدث العام (1904)، وكان البناؤون من أبناء بوشهر الذين أحضروا إلى البحرين خلال فترة إدخال التطور العمراني إلى البلاد ممثلاً في بناء قنصلية المعتمد البريطاني في البحرين، وكذلك مستشفى كوتي المعروف بمستشفى فيكتوريا، ومستشفى الإرسالية الأميركية، وغيرها من المباني الحديثة بالنسبة لبناء تلك الفترة، والتي أصبحت اليوم مباني تراثية، وكان بنيان المأتم قد استوحي من الطراز الإسلامي الجميل.

وفي العام 1936، وبسبب إنشاء الشوارع الواسعة في العاصمة المنامة، أصبح المأتم ولأول مرة في تاريخه يقع على شارع باب البحرين الحالي، ثم تم هدم المأتم وأعيد بناؤه بطابقين العام 1965، وكانت كلفة البناء هي من أوقاف المأتم وتبرع مالي جاء من العديد من أعيان العجم وبسطائهم الذين وصل عددهم إلى 186 شخصاً، وبعد مرور نحو ثلاثة عقود وتحديداً العام (1999) هدم المأتم وأعيد بناؤه من جديد، من طابق واحد على الطراز الحديث وقد بدأ فيه البناء العام 1999م وانتهي من بنائه العام 2000.

وكان هذا البناء الذي يتكون من طابق واحد، قد غطيت جدرانه وقبته بالكاشي وهو بلاط إسلامي ملون.

إدارة المأتم

كما أسلفنا أنشأ المأتم مجموعة من العجم القادمين من جنوب فارس، ذكرنا منهم مجموعة، منهم خمسة أداروا المأتم طوال سنوات حتى آلت إدارته إلى علي كاظم بوشهري، الذي انفرد بالمسئولية لمدة 60 عاماً وهي المدة التي امتدت من العام 1867 إلى العام 1926، ثم تنازل عن مسئولية المأتم إلى ابن عمه الحاج عبدالنبي أحمد بوشهري، وفي العام نفسه 1926 أي في عهد القائم على المأتم الحاج عبدالنبي بوشهري انتقل المأتم إلى مرحلة جديدة تميزت بالحداثة نوعاً ما، فبعد أن كانت إدارة المأتم، إدارة تقليدية شبه فردية في عهد علي كاظم بوشهري أصبح للمأتم أعيان يدعمون ويسندون المأتم والقائم عليه.

كما يجب أن أشير إلى أن القائمين على المأتم، وإلى حين وفاة آخرهم العام 1999 لم يسبق أن أطلقوا على أنفسهم لقب رئيس المأتم، بل كانوا دوماً يتفاخرون بشيئين يتمثلان في قولهم: «إننا خدام الحسين، ابتغاؤنا رضا أهل البيت عليهم السلام»، وقد وجدت منذ العام 1926م من عرفوا بـ «أعيان المأتم» وهم أشخاص من تجار العجم ذوي دخول مالية كبيرة، مهمتهم الدعم المالي للمأتم، إضافة إلى الدعم المعنوي للقائم على المأتم، وموكب العزاء، وهنا أريد أن أذكر بعض أسماء هؤلاء الأعيان الذين دعموا المأتم في إدارة دوره الديني والاجتماعي وهم، آغا محمد طاهر آل شريف الذي كان أهم وأكبر الأعيان إلى حين وفاته العام 1971، وثاني هؤلاء الأعيان هو كربلائي عباس حاجي بوشهري الذي أعطي مسئولية مشتريات المأتم العينية، أما ثالث أعيان المأتم فهو الحاج أبوالقاسم لطف علي شيرازي، الذي كان من كبار الأعيان والمتبرعين للمأتم، مستمراً في عطائه هذا إلى وفاته العام 1939. أما الشخص الرابع في جماعة أعيان المأتم فهو عبدالنبي كلعوض كازروني الذي كان حينها من كبار تجار عجم البحرين وأعيانهم، والشخص الخامس من هؤلاء الأعيان فهو حسين غلام بوشهري، الملقب بتوكل، وهو تاجر يعمل في السوق ومن المتبرعين إلى المأتم بسخاء بل يتبرع أحياناً بأكبر من طاقته المادية، من ذلك أنه أوقف بيتاً كان يقع في فريق أبوصرة لصالح مأتم العجم، كما أوقف بيتاً آخر يقع في شارع الشيخ عبدالله، وكان توكل له يد طولى في حل الخلافات التي تحدث بين العجم، وسادس شخص من هؤلاء الأعيان هو الحاج عباس كازروني، وهو أحد تجار وأعيان العجم، ومن المتبرعين الدائمين مستمراً في هذا العطاء إلى وفاته العام 1976، ومنهم محمد خليل دواني وهو من الأعيان والمتبرعين الدائمين للمأتم حتى وفاته العام 1956م، وكذلك زائر حيدر بناء (رويان)، وكان من المتبرعين الأسخياء والنشطاء في المأتم حتى وفاته العام 1956، وعبدعلي بدر، وهو من أعيان وتجار العجم الداعمين للمأتم مستمراً في عطائه إلى حين وفاته العام 1958، وكذلك سيدأبوالحسن أسيري وكان هو الآخر من التجار العجم والمتبرعين للمأتم إلى حين وفاته العام 1972، الحاج حسن بلجيك، وهو أيضاً من المتبرعين للمأتم ومن خدامه، مستمراً في عطائه حتى وفاته العام 1975، حاجي علي حاجي، وكان تاجراً ومساهماً في دعم وخدمة المأتم.

وبعد وفاة القائم على المأتم الحاج عبدالنبي بوشهري في 29 مارس/ آذار 1938م، انتقلت مسئولية إدارة المأتم من الجيل الأول إلى الجيل الثاني، عندما تسلم مسئولية القائم محمود عبدالنبي بوشهري مشاركة مع ابن عمه حسين علي كاظم بوشهري، حيث أصبحت مسئولية إدارة المأتم مسئولية مشتركة، وكان محمود عبدالنبي بوشهري ماسكاً مسئولية حسابات المأتم أو ما يعرف بدفتر حسابات «الكل» كما يعرف، بالإضافة إلى تحمل المسئولية والإدارة والإشراف على موكب عزاء محرم الحرام يساعده ويشاركه في ذلك ابن عمه حسين علي كاظم الذي يعد بحق الساعد الأيمن لابن عمه.

التبرعات

كما ذكرت سابقاً، كان هناك دفتران لتسجيل التبرعات والمداخيل والمصروفات للمأتم، الدفتر الصغير أو ما يسمى الدفتر اليومي وكان بحوزة ومسئولية أحد أعضاء لجنة خدام المأتم والدفتر الكبير أو العام وهو الدفتر الذي تحول إليه حسابات الدفتر الصغير (اليومي) بعد المراجعة والتدقيق من قبل أمين الصندوق الذي هو القائم على المأتم، والدفتر الصغير كان أول من مسكه هو الحاج حسن بلجيك منذ العام 1928 إلى العام 1970، ومن بعده علي اسفندياري وهو صاحب دكان بالقرب من سوق العجم، وقد مسك هذا الدفتر من العام 1970 إلى 1980، وأخيراً الحاج غلوم علي شكيب إلى العام 2000، بعدها تغير نظام مسك الدفاتر الخاصة بالمأتم.

أوقاف المأتم وهباته

لمأتم العجم الكبير هبة واحدة وتسعة أوقاف معظمها كانت أراضي خالية أو حوطات، ثم أخذ القائم على المأتم الحاج عبدالنبي بوشهري في بناء هذه الأراضي والحوطات، بادئاً بنائها بالعرش والبرستجات من سعف النخيل وجذوعها، مكوناً منها بيوتاً ودكاكين والأخيرة من أحجار البحر والجص، وهكذا أصبحت للمأتم أوقاف مؤجرة تدر عليه أموالاً ثابتة في عهد القائم الحاج عبدالنبي بوشهري ومن خلفه في إدارة المأتم، ولم يكن ذلك موجوداً قبله، وقد أعيد بناء أوقاف المأتم في فترة بداية الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان دخل الأملاك بسيطاً جداً، كما أخذ القائم على المأتم على عاتقه إعطاء مسئولية هدم وإعادة بناء أوقاف المأتم لأخيه عبدالمحسن مضاعفاً بذلك دخل المأتم، وكانت أول أرض هبة للمأتم قد وهبها سيدصادق بوشهري، وهو أحد المؤسسين الخمسة للمأتم، وكانت هذه الأرض الهبة هي الأرض التي يقع عليها بناء المأتم الحالي، وكانت هذه الأرض قبل هبتها للمأتم العام 1892 يتم فيها رعي الأغنام، وهكذا انتقل بناء المأتم من فريق سوق الحطب إلى مكانه الحالي الواقع في فريق المخارقة، ويبدأ منه شارع الإمام الحسين (ع) وهذا هو أحد أسباب تسمية المأتم باسم مأتم العجم الكبير تفرقة بينه وبين المأتم الصغير السابق الواقع في فريق سوق الحطب، وفي العام 1325هـ الموافق للعام 1910م اشترى التاجر الحاج عبدالنبي كلعوض كازروني وهو أحد أعيان المأتم أرضاً تتميز بالطول تقع على شارع الشيخ عبدالله بالقرب من مسجد الحوطة، اشتراها من المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين خلال الفترة (من 1869 إلى 1932)، بحسب اعتقادي بمبلغ يقل عن نصف قيمتها، واتفق الطرفان على أن يبني المشتري هذه الأرض ويستفيد من دخلها خلال حياته، وبعد وفاته تكون وقفاً مشتركاً بين البائع والمشتري، نصفها (خمسة دكاكين) لمأتم العجم الكبير، والنصف الآخر وقفاً لمسجد الحوطة، وقد توفي الحاج عبدالنبي كازروني العام 1927.

البحرين مجتمع متسامح

البحرين عامة والمنامة بوجه خاص كانت منذ أكثر من قرنين مسكناً للعديد من الأقوام والطوائف والجاليات، هؤلاء الذين جاءوا إليها من بلدانهم الأم ملتمسين الرزق والأمن والأمان، وهم أقوام على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وأعراقهم ولغاتهم قد تأثروا بالمجتمع المحلي البحريني وأثروا فيه واختلطوا بأفراده وأسره وأقوامه المحليين وأصبحوا جزءاً من هذا المجتمع المحلي المتسامح المضياف، حيث أصبحت عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم جزءاً من عاداتنا وتقاليدنا لدرجة أن الأطباق الشعبية من المأكولات المحلية يظهر عليها التأثير الفارسي والهندي واضحاً، إضافة إلى أن اللهجة المحلية البحرينية قد اقتبست العديد من الكلمات الفارسية والهندية مثل دريشه، دروازه، روشنه، نوخذه، رسته، وإذا كنت أحد أبناء المنامة وأخذت تتجول في أحيائها وأزقتها وأسواقها، فانك ستسمع العديد من اللغات واللهجات المختلفة، ولم يكن عجيباً أن ترى بحرينياً يتكلم ثلاث أو أربع لغات، فمثلاً في الفريق الذي يقع فيه مأتم العجم، وهو فريق المخارقة، كان يسكن فيه البحراني والعجمي والعربي (دوسري، عماني، يماني، نجدي)، واليهودي والهندوسي والأفغاني والكردي، حيث الكل يعيش في الحي نفسه في بيوتهم المتجاورة والمتلاصقة مع بعضها البعض، فالنساء يتزاورن والأطفال يلعبون معاً، وكنت أنا الذي ولدت ونشأت وعشت في المنامة أكثر سنوات عمري قبل أن أنتقل للسكن في مدينة عيسى، لم أكن أعرف إن كان جاري أو صديقي إلى أي دين أو مذهب أو عرق ينتمي وعندما وصلت هذه الجاليات إلى أرض هذا الوطن الحبيب بنوا معابدهم ومساجدهم ومآتمهم بكل سهولة وتسامح، ولم يمنعوا من ممارسة عقائدهم، فالعجم القادمون في الأصل من إيران أسسوا مآتمهم منذ العام 1867م بكل حرية وتسامح وخرجوا في أول موكب عزاء لهم العام 1891م بكل حرية حتى أنهم أسسوا لهم مدرسة أطلقوا عليها مدرسة العجم العام 1913م، وكذلك سوقاً عرفت بسوق العجم وهكذا بالنسبة إلى معبد الهندوس وكنائس العيسويين ومعبد اليهود ومسجد الهنود البهرة (الإسماعيلية) والبهائيين، ولكل طائفة من هؤلاء مقابرها الخاصة بها.

وعن المآتم فإن أول مأتم أسس في المنامة كان العام 1820م وهو مأتم بن رجب وثاني مأتم هو مأتم بن أمان المعروف بمأتم الكرخانة العام 1825م ومأتم البدع العام 1863م ومأتم الحاج خلف العام 1865م أما مأتم العجم وهو خامس مأتم ينشأ في البحرين فقد أنشئ العام 1867.

وكل هذه المآتم أنشئت في عهد آل خليفة الكرام الذين حكموا البلاد منذ العام 1783م وإلى الآن أما قبل بناء المآتم فقد كانت المجالس الحسينية تقام في البيوت والمساجد.

إن من أهم ميزات المجتمع البحريني هو الاختلاط الأسري من خلال التزاوج وسأذكر بعض الحالات لأدلل على هذه الميزة الحضارية الراقية، أذكر أن من الجماعة التي أسست مأتم العجم ثلاثة منهم اختلطوا مع الآخر من خلال التزاوج، منهم القائم على المأتم خلال المدة من 1867م إلى 1926م وأعني به علي كاظم بوشهري، وذلك عندما توفيت زوجته العام 1882م فتزوج بامرأة عربية سنية من سكنة فريق سوق الحطب، لنتأمل هذه الزيجة، حيث الزوج عجمي شيعي قائم على مأتم العجم، وزوجته عربية سنية، هذا هو المجتمع البحريني الأصيل، مثال آخر وهو أن مال الله حسين كريم وهو أحد المؤسسين الخمسة الأوائل لمأتم العجم، ولد العام 1850م في المنامة، أمه عربية بحرانية وأبوه عجمي وكان يلقب نفسه بالعجمي والبحراني، المؤسس الثالث للمأتم هو سيدصادق بوشهري تزوج من امرأة بحرانية أيضاً.

فلو رجعنا إلى فترة لاحقة فإن القائم على المأتم محمود عبدالنبي بوشهري الذي كان قائماً على المأتم خلال الفترة من 1938 إلى العام 1967 كانت زوجته الثانية بحرانية، ومن مظاهر هذا التسامح وقبول الآخر أيضاً وعلاقته بمأتم العجم، أنه وكما سبق ذكره أنه في العام 1911م باع حاكم البحرين السابق المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (1869 - 1932م) أرضاً كبيرة من أملاكه الخاصة تقع على شارع الشيخ عبدالله، باعها على التاجر العجمي حاجي عبدالنبي كلعوض كازروني بمبلغ بحسب معرفتي يقل عن نصف ثمنها الأصلي مع اتفاق الطرفين على أن يبني عبدالنبي كازروني على هذه الأرض عشرة دكاكين يستفيد من دخلها مدى حياته مع ترميم العقار عند الحاجة، ثم يحول العقار إلى وقف شرعي مشترك بعد وفاته بين حاكم البلاد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والوجيه عبدالنبي كازروني، على أن يكون نصف هذا العقار وقفاً لمأتم العجم الكبير والنصف الآخر يكون وقفاً لمسجد الحوطة الواقع على شارع الشيخ عبدالله، ونلاحظ أن حاكم البلاد أوقف ملكاً مع عجمي شيعي نصف هذا الوقف لمسجد شيعي والنصف الآخر لمأتم شيعي عجمي، هذا هو التسامح.

فإذا ما تكلمنا عن التسامح في المجتمع البحريني وقبول الآخر، فان كلامنا سيكون ناقصاً وغير عادل، إن لم نذكر دور ومكانة النصف الآخر من المجتمع ألا وهو النساء فهن في موضوعنا هذا عن مأتم العجم الكبير، كان ولايزال لهن دور يوازي دور الرجال ولهن فعاليات موازية إن لم تكن أكثر من دور الرجال، فقد أسس القائم على مأتم العجم في العام 1891 مأتماً لنساء العجم له نشاطات مأتم الرجال العجم نفسها وهو مفتوح في أشهر محرم وصفر ورمضان، بالإضافة إلى أيام التحاريم (الوفيات).

عبدالمحسن علي بوشهري
عبدالمحسن علي بوشهري
محمود بوشهري
محمود بوشهري
كاظم بوشهري
كاظم بوشهري
علي أكبر بوشهري
علي أكبر بوشهري
عبدالنبي بوشهري
عبدالنبي بوشهري

العدد 5151 - الخميس 13 أكتوبر 2016م الموافق 12 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 52 | 2:00 م

      عليهم بلعافيه سوو ليهم صدقه جاريه عقبالنا احنا يارب العالمين

    • زائر 51 | 11:31 ص

      ما في شي اسمه فريق كانو من 150 سنة كما هو مبين في الموضوع،،

    • زائر 34 | 5:42 ص

      الله يرحمهم و يتقبل منهم بس الحسينيات موجودة في القرى قبل المنامة.

    • زائر 28 | 5:17 ص

      مع كل الاحترام والتقدير الى الكاتب علي بوشهري، لكن الي ذكرته غير صحيح، و اذا كان صحيح اين الدليل و المستندات لما ذكرته

    • زائر 31 زائر 28 | 5:30 ص

      و انت شنو دليلك انه مو صحيح

    • زائر 54 زائر 28 | 3:31 م

      اخي الكريم ان مستشار حكومة البحرين البريطاني يالجريف كاب فصل في مذكراته عن مأتم العجم الكبير راجع يالتفاصيل عن عاشوراء و صحيفة الوسط تنشر هذه الايام عن المستشار و عن مقتطفان عاشواء ذاك الزمان بقلم المستشار ويذكر اشياء كثيره منها مأتم العجم

    • زائر 27 | 5:16 ص

      الى كاتب المقال : أضف الى معلوماتك هذه المعلومة : ارض مأتم العجم تبرعت بها الحاجه شاهه بن رجب لزوجها من عائله بوشهري و أوقفتها للمأتم

    • زائر 53 زائر 27 | 2:18 م

      كلامك صحيح 100% حيث وهبتها لزوجها لبناء المأتم عليها.
      كاظم و محسن هم اخوان حبيب ابناء حسين علي كاظم بوشهري و هو من التجار القدامى بالسوق.
      المآتم بالبحرين اجمالا و بالذات بالقرى كانت منذ البحرين القديمه التي تختلف نطاقاتها الحاليه بكثير عما هي بالاصل عليه حيث ضمت بحرها الشمالي الغربي و بحرها الجنوبي الشرقي حتى لداخل دول محيطه و توطدت بالذات في حقبة حكامها القدامى من دار كليب و البلاد القديم و لكن للأسف من ذلك التأريخ ما اندثر و منه ما دثر و طمر و لكن نهايتها لله الرجعى.

    • زائر 26 | 5:16 ص

      حقيقةً كانت البحرين مثالاً رائعاً وفريذاً للتسامح والعيش المشترك بين جميع الملل والطوائف، انا ولدت وعشت حتى الثانوية العامة في فريق المخارقة وحتى ١٩٦٩ ورايت هذه المظاهر الجميلة والتآلف والاخوة بين الجميع اما الان فأتحسر على البحرين من هذه الاختلافات والخلافات والمشاحنات والتفرقة والطائفية وهذا الشيء يدمي القلب ويُدمع الحين، أتمنى من رب العالمين ان لا تسؤ احوالنا اكثر من هذا ونحافظ على مات بقى لنا من محبة وألفة وأخوة.

    • زائر 11 | 3:45 ص

      هنيئا لكم ايها المحبون المخلصون لال البيت والعترة الطاهرة اجوركم عظيمة فهذه سنة عظيمة هنيئا لكم

    • زائر 9 | 3:33 ص

      إلى الكاتب علي بو شهري . هذه الفريج يسمى فريج الحطب و ليس فريج كانو ونحن من أهل هذا الفريج ومن عوائله بن رضي و بن رجب و العريض ولم نسمع بعائلة كانو كاعائلة سكنت به و أن كان فلا أعتقد أن تكون في عمق جذور باقي العوائل المتجذرة في فريج الحطب

    • زائر 8 | 3:16 ص

      شكرا ياستاد علي بوشهري علي هدا المقال المفيد والجميل ولكن لدي سؤال عن عائلة الشيرازي الم يكن لها دور أيضا ؟ تحية عطره الي جميع عائلات العجم فهم إخواننا واحبتنا .

    • زائر 7 | 2:29 ص

      ماشاءالله تبارك الرحمن ماتم من سعقف الى طراز عصري جميل بسواعد ابنائها الطيبين الله يرحم الاموات منهم والله يجازي خير الاحياء الخادمين لها لامام الحسين والله لا يفرق اهل البحرين

    • زائر 6 | 2:17 ص

      جزاكم الله الف خير ورحم الله المؤسسين والقائمين على هذا الصرح. رحم الله جدنا عبدالنبي كلعوض واسكنه فسيح جناته

    • زائر 5 | 1:41 ص

      ماتعرف تقره

      يقول لك مأتم العجم وانت تقول المآتم اشدخل المآتم

    • زائر 4 | 1:39 ص

      تاريخ عميق وعريق في تجديد الحب الى اهل البيت

    • زائر 2 | 12:06 ص

      اول رئيس للمأتم ومن مؤسسين هو الوجيه الحاج حسن بلجيك ... وفي اوراق ومراسلات رسميه تثبت ذلك ... وشكرا ...

    • زائر 3 زائر 2 | 1:11 ص

      هناك الكثير من البحارنة هاجروا الي سواحل فارس

      تحديداً الي بندر لجنه ميناو خرمشهر محمره بندر بوشهر ودشتي مثلا عائلة آل عصفور البلادي الماحوزي اصبيعي سيدعدناني عائلة حدائق صاحب الكتاب حدائق الناظرة الدرازي .... وكثير منهم لا احصيها هناك منطقة شمال طهران منطقه باسم اوشان فشن و لواسان كثير من البحارنة هاجروا اليها. قبل مائتين عاماً عائلة شيخ سلفى و و

اقرأ ايضاً