لا يريد الطفل كي يبدع وينتج إلا الإيمان بقدرته على العطاء والتميز. أن يشعر أن كلامه مسموع، وأن من حوله أفراد يعترفون بوجوده وبمواهبه.
لكن بعض الآباء كلما حاول أطفالهم القيام بشيء يظنونه مميزاً سارعوا بتحطيم رغباتهم وإحباطهم بقصد أو من غير قصد. ناسين أن الطفل يستطيع أن يرسم بداية نجاحه منذ نعومة أظفاره، حين يجد من يهتم به وينمي مواهبه وإبداعاته ويقف إلى جانبه مشجعاً وملهماً وناصحاً بأسلوب لا يجعله ينفر منه، أو ينسى أحلامه ورغبته في الاختلاف والتفرد.
بعض الكلمات التي يطلقها الآباء كالرصاص الذي يقتل طموح أطفالهم، كما أن مجرد عدم الاستماع لهواجس الطفل وأحلامه يعد رصاصة أخرى تطلق على عقله، وتشعره بعدم جدواه فينسى أحلامه، ولا يفكر بالإقدام على أية خطوة لتحقيقها.
مازلت أتذكر ردة فعليّ الداخلية حين أبدى لي طفلي رغبته في إنشاء قناة على «اليوتيوب»، ستكون يوماً مصدر رزق ونجاح له، كما وصفها. لم أبدِ له شكي حينها، ولكنني نصحته ألا يؤثر ذلك على تحصيله الدراسي، وكنت أشجعه وأضع له جدولاً لمواقيت استخدام الحاسوب؛ كي ينتج الفيديو اللازم للقناة من غير أن يؤثر ذلك على ساعات دراسته اللازمة للتفوق، لكنني كنت أشك في نجاح ذلك بداخلي، على رغم إيماني التام بتميزه في المجالات التي يطرقها، إلى أن فاجأني قبل أيام بعدد المشاهدات التي فاقت الأربعة آلاف في فيديو واحد فقط خلال أقل من أسبوعين، وأنه بدأ يجني دولارات معدودة نتيجة ما يقوم به!
هذا النجاح الذي يراه طفلي كبيراً ومختلفاً جعلني ابتسم وأغير من إيماني بهذا الجيل الواعي العارف بالكثير في مجال التكنولوجيا على سبيل المثال، والذي ندعي نحن معرفته بشكل أكبر منه.
لكل جيل اهتماماته وطرقه في التعبير عن نفسه. ولكل دولة رجالاتها. ولكل وقت فرسانه. فلو أننا آمنا بهذه الأجيال الجديدة التي تثبت يوماً بعد يوم قدرتها على التفوق علينا حين كنا في مثل سنها تفكيراً وقدرات وإصراراً على النجاح، لاستطعنا أن نخلق ناجحين من بيننا، قادرين على التميز والتفوق في مجالات متعددة، كل بحسب اهتماماته وقدراته ومواهبه.
للأطفال عقول كبيرة، كل ما تحتاجه هو أن نؤمن بها، ونشجعها ونحاول مساعدتها في إطلاق ما تملك بداخلها، فتنميه وتبدأ في وضع الخطط كي يكون ما تملك من أفكار ومواهب وسيلة للنجاح، وربما كسب الرزق بعرقها.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5150 - الأربعاء 12 أكتوبر 2016م الموافق 11 محرم 1438هـ
شكرا اختى سوسن نتمنى من جميع الابهات والامهات الانتباه الى هوايات اولادهم واعطائهم حافز لكى يفلحوا فى مستقبلهم وارجوا من الله ان يهدى الجميع وفرج عنا