أبدت السعودية أمس الأربعاء (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) نيتها السماح بأن ينقل لخارج اليمن، المصابون في قصف قاعة في صنعاء السبت الماضي، الذي حمل الحوثيون التحالف بقيادتها المسئولية عنه، في وقت تشهد حدود البلدين توتراً متصاعداً.
فقد واصل الحوثيون إطلاق صواريخ بالستية باتجاه الأراضي السعودية، بينما شكلت هذه الأخيرة منطلقاً لعملية قامت بها قوات موالية للحكومة اليمنية، استعادت فيها منفذاً حدودياً وتحاول التقدم في محافظة صعدة، أبرز معاقل الحوثيين في شمال اليمن.
وتأتي هذه العمليات في أعقاب مقتل 140 شخصاً على الأقل وإصابة 525، في قصف صالة كانت تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وحمل هؤلاء التحالف الذي تقوده الرياض دعماً للرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي منذ مارس/ آذار 2015، المسئولية.
ونفى التحالف بداية أي مسئولية، قبل أن يعلن فتح تحقيق في «الحادثة المؤسفة والمؤلمة» التي لاقت انتقادات واسعة أبرزها من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وواشنطن حليفة الرياض.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية أمس (الأربعاء) ان الملك سلمان بن عبد العزيز وجه مركز الإغاثة والأعمال الإنسانية الحامل اسمه «بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف ومع الحكومة اليمنية الشرعية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بمدينة صنعاء (...) الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن».
ولم تحدد الوكالة السبل التي ستنفذ من خلالها عمليات نقل الجرحى.
صواريخ وعمليات عبر الحدود
ولقي قصف الصالة الكبرى في صنعاء انتقادات واسعة أضيفت إلى سلسلة مواقف مماثلة صدرت مؤخراً، على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين جراء النزاع. وكانت البعثة السعودية في الامم المتحدة بعثت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي الأحد، تعرب فيها عن «أسف المملكة العميق من الهجوم الذي ذكر أنه وقع على الصالة الكبرى في صنعاء».
وجددت «احترامها والتزامها الكاملين بالقانون الإنساني الدولي (...) والتأكيد على استمرارها على ضمان اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين»، مؤكدة ما سبق للتحالف إعلانه من فتح تحقيق.
وبحسب وكالة «سبأ» التابعة للمتمردين، كان من بين القتلى السبت، عدداً من الضباط البارزين من الحرس الجمهوري الموالين للحوثيين وصالح.
وكان الحرس الجمهوري يعد من تشكيلات النخبة في الجيش خلال عهد صالح، وبقي ضباطه الكبار على ولائهم له بعد خروجه من السلطة في 2012. كما كان الحرس مسئولاً عن الترسانة الصاروخية.
وللمرة الثانية منذ السبت، أعلن التحالف أمس (الأربعاء) اعتراض صاروخ أطلقه المتمردون باتجاه جنوب المملكة الثلثاء.
وقال إن «قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، اعترضت صاروخاً باليستياً، أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه مدينة خميس مشيط ودمرته».
وتضم خميس مشيط التي تبعد زهاء 100 كلم عن الحدود، قاعدة جوية أساسية لعمليات التحالف. وكان الأخير أعلن الأحد اعتراض صاروخ استهدف مدينة الطائف، البعيدة أكثر من 500 كلم عن الحدود.
وكان الحوثيون توعدوا «بالثأر» والتصعيد على الحدود رداً على قصف الصالة، بحسب قولهم. وشهدت الحدود توتراً منذ بدء عمليات التحالف، شمل هجمات للحوثيين ضد حرس الحدود السعودي، وإطلاق صواريخ وقذائف. وأمس (الأربعاء)، كشفت مصادر يمنية موالية استعادة قوات الحكومة الثلثاء «منفذ البقع الحدودي مع السعودية بمساندة من طيران التحالف»، مشيرة إلى أن هذه القوات «تقدمت من الأراضي السعودية». ويقع المنفذ في محافظة صعدة (شمال)، المعقل التاريخي للحوثيين. وأكدت وكالة «سبأ» الحكومية أن القوات تقدمت «عشرات الكيلومترات باتجاه مدينة صعدة» مركز المحافظة، والواقعة إلى الغرب من المنفذ. وأكدت المصادر أن من بين المسلحين الذين شاركوا في الهجوم، مقاتلين سلفيين سبق لهم القتال ضد الحوثيين وحلفائهم في الجنوب. وأدى النزاع في اليمن إلى مقتل أكثر من 6800 شخص ثلثاهم تقريباً من المدنيين ونزوح ثلاثة ملايين شخص على الأقل منذ مارس 2015، بحسب الأمم المتحدة.
العدد 5150 - الأربعاء 12 أكتوبر 2016م الموافق 11 محرم 1438هـ