أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في مقابلة مع قناة «سي إن إن»، أن مفاوضات لوزان بشأن سورية ستشمل، فضلاً عن روسيا والولايات المتحدة، كلاً من السعودية وإيران وتركيا و«ربما قطر».
وأوضح الوزير، في المقابلة التي تم بثها أمس (الأربعاء)، «إننا نريد عقد لقاء للدول ذات التأثير المباشر على التطورات الميدانية، ومنها روسيا والولايات المتحدة، و3 أو 4 دول إقليمية. نريد عقد لقاء بمثل هذا النطاق الضيق، لكي يكون هناك حوار عملي، وليس مناقشة على غرار ما يجري في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المقرر عقد هذا اللقاء يوم السبت»، بحسب قناة «روسيا اليوم».
وأكد لافروف أن مشاركة الدول الإقليمية في المفاوضات بشأن سورية أمر مهم للغاية، موضحاً أن الحديث يدور عن إيران والسعودية وتركيا وربما قطر.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في بيان أمس أنه «تم اتفاق بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، على عقد لقاء وزاري يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في لوزان بمشاركة عدد من البلدان الإقليمية، لدراسة الخطوات الإضافية لتهيئة الظروف لتسوية الأزمة السورية».
موسكو - أ ف ب
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) أن لقاءً دولياً بشأن سورية يضم وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري ووزراء خارجية من المنطقة، سيعقد السبت في لوزان بسويسرا، فيما أعلنت الخارجية الأميركية عن عقد اجتماع بشأن الأزمة السورية في لندن الأحد.
وسيشارك في اجتماع لوزان بسويسرا في 15 أكتوبر الجاري وزيرا الخارجية الأميركي والروسي و»وزراء من عدة دول أساسية في المنطقة لدراسة إمكانية اتخاذ إجراءات تتيح تسوية النزاع السوري»، فيما يرجح أن يطلع كيري نظراءه الأوروبيين على التطورات في محادثات الأحد.
وميدانياً قتل سبعة مدنيين على الأقل أمس (الأربعاء) جراء قصف جوي ومدفعي استهدف حي الفردوس الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في شرق حلب، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد يوم من اتهام روسيا بتصعيد غاراتها على المدينة.
ورغم انهيار العلاقات الروسية الأميركية إلا أن لافروف صرح في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» أمس (الأربعاء) أنه يأمل في أن تساعد المحادثات التي ستجرى في سويسرا على «إطلاق حوار جاد» يستند إلى اتفاق الهدنة المنهار الذي تم التوصل إليه بوساطة موسكو وواشنطن.
وقالت الأمم المتحدة إن مبعوث الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا دعي إلى المشاركة في المحادثات، إلا أن الآمال ضئيلة في التوصل إلى انفراج ينهي النزاع الضاري المستمر منذ خمس سنوات وأودى بحياة نحو 300 ألف شخص.
إجراءات عقابية
عقب انهيار الجهود الدبلوماسية بشأن سورية، دعت بعض الأوساط الغربية إلى فرض إجراءات عقابية على موسكو، فيما ردت روسيا بتعزيز قواتها في البلد الذي مزقته الحرب.
وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أمس الدول الغربية من فرض عقوبات ضد موسكو بسبب سورية، مؤكداً أن روسيا لن تسمح بأن تعزل.
وقال في منتدى استثماري في موسكو «يجب أن لا نسير في طريق الضغوط والابتزاز، ولكن يجب أن نبحث عن حل وسط».
وأضاف «لقد قلت مئة مرة إننا مستعدون للبحث عن هذه الحلول الوسط. ونود كثيراً أن يعاملنا شركاؤنا بهذه الطريقة».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ألغى بوتين زيارة مقررة إلى فرنسا بسبب الخلاف حول سورية، وأمس (الأربعاء) انتقد باريس بسبب طرحها مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن حلب اعترضت عليه روسيا.
وقال بوتين أمام منتدى اقتصادي في موسكو إن الفرنسيين «طرحوا مشروع القرار رغم علمهم أنه لن يتم تبنيه (...) من أجل دفع روسيا إلى استخدام الفيتو».
وقال «لماذا؟ لتصعيد الوضع وتأجيج الهستيريا المحيطة بروسيا». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان-مارك آيرولت أن بوتين «رفض المجيء إلى باريس لمناقشة الوضع في سورية» لأن «ذلك كان سيعتبر محرجاً جداً» له.
وحذّرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في شرق حلب المحاصر، وقالت إن تلك المنطقة يمكن أن تدمر بشكل تام بنهاية العام.
من جانبه، دعا البابا فرنسيس أمس إلى «وقف إطلاق نار فوري» في سورية يستمر «على الأقل الوقت اللازم» لإجلاء المدنيين ضحايا عمليات القصف.
وقال البابا في اللقاء الأسبوعي في ساحة القديس بطرس «أجدد دعوتي بشكل ملح، وأناشد بكل قوتي المسئولين ليتم التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري يفرض ويحترم، على الأقل الوقت اللازم لإفساح المجال أمام إجلاء المدنيين، وفي المقام الأول الأطفال العالقين تحت قصف دموي».
العدد 5150 - الأربعاء 12 أكتوبر 2016م الموافق 11 محرم 1438هـ