على هامش اجتماعات الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة وفي جلسة نقاش بعنوان التحركات الواسعة للاجئين والمهاجرين، تحدث كريستوفر كاترامبون عن مبادرته لإنقاذ اللاجئين والمهاجرين من الغرق في البحر المتوسط من خلال تأسيسه لمحطة مساعدات المهاجرين البحرية (مويس). مويس والتي تتخذ من مالطا مقرا لها أنقذت حتى اليوم 27 ألف شخص بين لاجئ ومهاجر في البحر المتوسط.
تعتبر مبادرة كريستوفر لإنقاذ اللاجئين والمهاجرين من خلال مويس أول مبادرة من نوعها في البحر المتوسط، وتشجع مبادرته القطاع الخاص على المشاركة في الاستجابة للأزمات الدولية.
كريستوفر كاترامبون، رجل أعمال وعامل إغاثة ألهم الكثير من المنظمات الدولية والقطاع الخاص على المساهمة في الاستجابة للأزمات الدولية.
كان كاترامبون من ضمن المشاركين في ندوة عقدت في مقر الأمم المتحدة بعنوان التحركات الواسعة للاجئين والمهاجرين لدعم الاستجابة لأزمة اللجوء والهجرة، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص في التعامل مع الأزمة التي أودت بحياة كثير من اللاجئين والمهاجرين خلال رحلتهم الشاقة بحثا عن الاستقرار والأمان.
تبادل عدد من المشاركين تجاربهم ومبادراتهم في هذا الإطار، كان من أبرزهم كاترامبون.
في عام 2013 مع اشتداد حدة أزمة اللاجئين لم يتردد كريستوفر كاترامبون وزوجته الإيطالية ريجانا في تأسيس منظمة تستجيب لمتطلبات الأزمة. قرر الزوجان أن يشتريا سفينة أطلق عليها محطة مساعدات المهاجرين البحرية (مويس). وعن ذلك يقول كاترامبون:
"محطة مساعدات المهاجرين البحرية كانت مشروعا قررت أنا وعائلتي تأسيسه، عندما سمعنا و شاهدنا المآسي التي تحدث في وسط البحر المتوسط قبالة شواطئ جزيرة لامبادوسا الإيطالية. كان المشروع دعوة للعمل بالنسبة لنا، قررنا أن نسخر جهودنا ومعرفتنا الفكرية للإنقاذ وللمصلحة الكبرى… حتى الآن وخلال سنتين تمكنا من إنقاذ 27 ألف حياة وذلك يعتبر إنجازا عظيما ولكن ليس ذلك فحسب بل تمكنا من إلهام منظمات أخرى للعمل وفعل المثل."
وذكر كريستوفر كاترامبون أن مشاركته في الندوة، بمقر الأمم المتحدة، تهدف إلى تحفيز ودعوة الجميع للتحرك، ليس فقط على مستوى المنظمات الكبرى بل حتى الأفراد والقطاع الخاص، إذ يمكن أن يقوم الجميع بدور ما لإغاثة اللاجئين والمهاجرين حتى لا تستمر المآسي في البحار. وقال إن شعار منظمة مويس هو "لا أحد يستحق الموت في البحر".
سألنا كاترامبون عما دفعه للقيام بهذه المبادرة رغم ما فيها من مشقة وخطورة على حياته وعائلته، فأكد أن تقديم المساعدة للآخرين "والشعور بأنك أنقذت حياة شخص آخر هو تكريم لا يختلف كثيرا عن التكريم في حياتنا المهنية".
"كنت وعائلتي على متن سفنية خاصة فارهة، لم يخطر ببالنا أن نتدخل في هذه الأزمة ولكن بدأنا ندرك أنه وفي نفس الوقت الذي نستمتع فيه بحياتنا يوجد أناس يموتون، وهذا صعقنا ودفعنا لنتساءل عما نفعله في حياتنا؟ لماذا نفكر بأنفسنا فقط؟"
ذكر كريستوفر كاترامبون أنه بالبداية تمكن هو وعائلته من تمويل المبادرة شخصيا وبعد مرور عام بدأ يحصل على دعم من العديد من الجهات الخاصة والتبرعات الفردية ومن المنظمات مثل لجنة الصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الدولية.
وأكد أن الدعم الذي حصل عليه لإكمال مسيرته يؤكد أن الجميع يريد المساعدة. وقال إن المساعدات التي حصل عليها لا تنحصر فقط على الدعم المادي وإنما تشمل أيضا الأفكار وكيفية تطوير منظومة الإنقاذ.
"عندما بدأنا هذه المبادرة دعمتها ومولتها عائلتنا، منذ ذلك الحين حصلنا على دعم غامر من العامة ومبادرات التمويل الجماعي ومن خلال تبرعات خاصة من شركات ومنظمات مثل أطباء بلا حدود والصليب الأحمر.... كلهم دعمونا ليس تعاونا ماديا فقط بل ومن خلال طرح أفكار جديدة أيضا"
وفي ختام حديثه معنا وجه كاترامبون رسالة للعالم وللدول الغربية التي يشعر بعض مواطنيها بالخوف والقلق من اللاجئين والمهاجرين، فدعا من لديهم مخاوف وأفكار خاطئة حول اللاجئين والمهاجرين إلى أن يتدخلوا في الأزمات ويسهموا بالمساعدة والدعم ليروا الوضع بأنفسهم بشكل مباشر ويعرفوا معنى أن يشعر المرء بأنه ساعد إنسانا آخر.
يا ريت الاغنياء العرب من اصحاب الملايين و المليارات يبادرون ل تأسيس مؤسسات اغاثة اللاجئين في البحر بدل من توزيعها على اماكن الدعارة و الوساخة الاخلاقية ..