في الوقت الذي يسود فيه التكتم المجتمع السعودي في خصوص ظاهرة التحرش بالأطفال، فإن إحصاءات رسمية ودراسات أظهرت واقعاً مؤلماً لهذه الظاهرة، ما دفع الجهات المختصة إلى تبني مواجهتها بشكل جدي، إذ وجه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف أخيراً، بإقامة ملتقى متخصص من المقرر أن يعقد الشهر المقبل بمشاركة خبراء من 15 جهة عربية وأجنبية بجانب «الانتربول» ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأربعاء (12 أكتوبر / تشرين الأول 2016).
وكشف مؤشر الإحصاء لوزارة العدل السعودية عام 2014 أن عدد قضايا التحرش بلغ 2797 قضية في محاكم السعودية، بمعدل سبع حالات تحرش في اليوم، فيما أوضحت دراسة لبرنامج الأمان الأسري الوطني أن 10 في المئة من الأطفال في المملكة تعرضوا للتحرش بمختلف أشكاله. وعلى رغم هذه الأرقام الصادمة والمفزعة، فإن هناك مخاوف متنامية بأن الأرقام المعلنة لا تعبّر عن واقع تلك الظاهرة، إذ تكمن المشكلة الرئيسة في التحرش بالأطفال في عدم الكشف عن تلك الجرائم، نظراً لخصوصية وتحفظ المجتمع في الإفصاح عن هذه الحالات وثقافة العيب والخوف من الفضيحة، خصوصاً في حال كون المتحرش أحد أفراد عائلة الطفل.