دعت الولايات المتحدة الثلثاء (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) العراق وتركيا الى تهدئة التوتر القائم بينهما ولا سيما بعد السجال العنيف الذي اندلع بين زعيمي البلدين في وقت تتواصل فيه الاستعدادات لشن هجوم واسع النطاق لتحرير مدينة الموصل من جهاديي تنظيم داعش.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان "نعتبر ان كل القوات الدولية في العراق يجب ان تكون على اتفاق وتنسيق مع الحكومة العراقية برعاية التحالف" العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الجهادي.
واضاف البيان انه "يجب على كل الاطراف ان تنسق فيما بينها بصورة وثيقة في الايام والاسابيع المقبلة لضمان وحدة الجهود من اجل دحر داعش".
وكانت بغداد اتهمت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بـ"صب الزيت على النار" في تصريحاته الاخيرة التي تهجم فيها على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مؤكدة انها ستتوجه الى المجتمع الدولي لحل خلافها مع انقرة.
وقال اردوغان خلال اجتماع في اسطنبول الثلثاء ان العبادي "يهينني شخصيا"، واضاف مخاطبا رئيس الوزراء العراقي "انت لست نظيري، ولست على مستواي. ليس من المهم مطلقا كيف تصرخ من العراق. عليك ان تعلم اننا سنفعل ما نريد".
واضاف "من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي!، اعرف حجمك اولا".
وفي اول رد فعل رسمي عراقي، قال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب العبادي لفرانس برس ان تصريحات اردوغان "تصب الزيت على النار"، مضيفا "لقد استنفذنا الحوار المباشر مع تركيا (...) ولم يعد لدينا الا الذهاب الى المجتمع الدولي".
ودعت بغداد انقرة مرارا الى سحب قواتها من شمال العراق، كما حذر العبادي من ان انتشار القوات التركية على اراضي بلاده يهدد بحرب اقليمية.
وتتواجد القوات التركية داخل العراق في منطقة في العمادية القريبة من الحدود مع تركيا وفقا لاتفاق مع نظام صدام حسين قبل عام 2003، وامتد تواجدها الى معسكر بعشيقة بعد عام 2014.
واكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي ان "القوات التركية المنتشرة في العراق ليست جزءا من التحالف الدولي وما يجري في بعشيقة يجب ان تحله الحكومتان العراقية والتركية".
ويهدد التوتر التركي العراقي بتعقيد خطط عملية استعادة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ 2014.