قال الفنان التشكيلي عباس الموسوي، إنهم عملوا خلال الأعوام الماضية على رسم لوحات وجداريات تحمل معاني مختلفة لواقعة الطف، في عدد من شوارع وطرقات المنامة، وبألوان متعددة تعبر عن موسم عاشوراء، وهو الأمر الذي جعل تلك اللوحات طريقاً إلى الجنة.

الموسوي تحدث لـ «الوسط» من مقر مهرجان الإمام الحسين الفني السابع عشر في المنامة، حيث تضم خيمة المهرجان فنوناً إبداعية مختلفة، منها: التصوير والنحت والرسم والتشكيل، استقطبت زواراً من جنسيات مختلفة.

وبين اللوحات الفنية والطاولات المخصصة للأطفال، انطلق الموسوي في حديثه من شعار المهرجان لهذا العام، وهو «الحسين طريق الجنة»، مشيراً إلى أن الحسين بمسيرته العاشورائية يمثل طريقاً للسلام والأمان.

وقال: «دخلنا في طريق الحسين، وقمنا بعمل لوحات وجداريات في شوارع المنامة، وبعد أن مررنا على هذه الشوارع أصبح الحسين طريقاً للجنة»، مبيناً أن هذه الخطوات بدأوها مع فنيين ومصورين واستطاعوا تأسيس توليفة حاضرة من إبداعات وقدرات الفنانين والأطفال، يستلهمون من خلالها أعظم القيم التي كانت في واقعة الطف.

ورأى أن المشاركين في مهرجان هذا العام أجادوا صنعتهم، فالفنان في النحت استطاع تطويع الرمال التي حرقت أجساد الشهداء الملقاة على ضفاف النهر، وصنع لوحة فنية إبداعية.

وأشار إلى أن المهرجان شهد تدشين فيلم يحكي واقعة كربلاء، وكان بمثابة لوحة فنية عن المظلومين الذين أخذوا منهج الحسين طريقاً، وكانت النتيجة هي الاستشهاد.

وأضاف «الفيلم من إخراج الفنان مهدي الجلاوي، ومن خلاله عملاً فنياً لخروج الحسين من المدينة وحتى وصوله كربلاء، جاءت على شكل صور متكاملة لما تحويه هذه الرحلة من أجمل القيم والمفاهيم والعبر، ويستلهم منها الفداء والبطولة، مشيراً إلى أن الفيلم حاز على عدد من المشاهدين، وسيتم نشره على موقع «يوتيوب» بعد موسم عاشوراء؛ حتى يحقق عدداً أكبر من المشاهدين.

هذا وضم المهرجان زاوية صور جوية لمدينة كربلاء المقدسة، من تصوير الزميل محمد المخرق. وعن ذلك بيّن الموسوي أن المصور المخرق ساهم بصور تمثل رحلة زوار الإمام الحسين (ع)، وهي مشاهد جوية لم تُر من قبل.

وذكر أن الفنان التشكيلي محسن غريب، شارك بعدد من أعماله الفنية، التي دخل من خلالها إلى تفاصيل دقيقة، منها خاتم الإمام الحسين (ع) الذي حوّله إلى ملحمة، من خلال رسمه على لوحة كبيرة.

وبحديثه عن الأطفال المشاركين في المهرجان، أوضح الموسوي أن المهرجان يحرص على إعطاء الأطفال جزءاً من فعالياته، ومساحة يعبرون فيها عن مواهبهم، وبكل شفافية ورحمة، وحبهم إلى الإمام الحسين، مؤكداً أن «فن الطفل تلقائي وبسيط ولحظي، ولكن هذا التعبير يكوّن جدارية بالألوان واللمسات التي يضع الأطفال على لوحاتهم».

وتطلع الموسوي إلى إضافة فن المسرح في المهرجان المقبل؛ وذلك لتوظيف فنون الصوت والديكور والرسم، معتبراً أن «واقعة كربلاء تعد مسرحاً حقيقياً، والآن نحن نعيد ونستنهض ذلك العرض، وكل فنان بأسلوبه وفنه وقدراته».

وعبر عن أمله في استحداث زاوية ينشرون من خلالها معاني الهدوء والنظافة والرقي»، لافتاً إلى أن الناس تبكي على ما جرى في واقعة الطفح؛ لأنه يعطي بعداً حضارياً وأخلاقياً فريداً.

وقال إنهم عملوا مع وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني على ترسيخ الوجه الحضاري لواقعة الطف، وجعل طرقات وشوارع المنامة نظيفة، كما إنهم يسعون إلى تنظيم مسابقة مع مختلف المؤسسات تظهر الصورة اللائقة لهذا الموسم، وخصوصاً أمام الزوار الأجانب.