تجددت الغارات الروسية أمس الثلثاء (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في حلب بوتيرة هي الأعنف منذ نحو أسبوع، متسببة بمقتل 16 مدنياً على الأقل، في تصعيد يتزامن مع وصول الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار إلى طريق مسدود.
وتشكل حلب محور الجهود الدبلوماسية بشأن سورية، إلا أن اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي السبت أبرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية، بعدما فشل في تمرير قرارين، أحدهما روسي والثاني فرنسي، بشأن حلب.
وفي السياق نفسه، دعا وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أمس (الثلثاء) مناهضي الحروب إلى تنظيم احتجاج أمام السفارة الروسية في لندن، وذلك خلال نقاش في البرلمان بشأن قصف مدينة حلب السورية.
وقال جونسون «أود بالتأكيد أن أرى تظاهرات أمام السفارة الروسية».
حلب، لندن - أ ف ب
تجددت الغارات الروسية أمس الثلثاء (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في حلب بوتيرة هي الأعنف منذ نحو أسبوع، متسببة بمقتل 16 مدنياً على الأقل، في تصعيد يتزامن مع وصول الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار إلى طريق مسدود.
على جبهة أخرى في جنوب سورية، قتل خمسة أطفال على الأقل أمس جراء سقوط قذيفة صاروخية أطلقتها فصائل معارضة على مدرسة في مدينة درعا حيث تسيطر قوات النظام على الجزء الأكبر منها، في وقت استهدفت الفصائل أحياء عدة في دمشق بالقذائف، موقعة خمسة جرحى على الأقل.
في الأحياء الشرقية لحلب، أفاد مراسل «فرانس برس» بتجدد الغارات على الأحياء السكنية حوالى الساعة الثانية عشرة ظهراً (التاسعة تغ)، مستهدفة بشكل خاص أحياء القاطرجي والميسر وقاضي عسكري وبستان القصر.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة مقتل «16 مدنياً بينهم أربعة أطفال على الأقل جراء غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس»، مشيراً إلى وجود عدد كبير من العالقين تحت الأنقاض.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن إن «الغارات الروسية اليوم (أمس) هي الأعنف على الأحياء السكنية منذ نحو أسبوع».
وفي حي بستان القصر، قال مراسل «فرانس برس» إن الغارات أدت إلى تدمير مبنيين بالكامل إثر استهدافهما. ونقل مشاهدته للكثير من الأشلاء فضلاً عن ضحايا ممددين على الأرض لم يتمكن السكان من التعرف على هويات العديد منهم.
وقال إن متطوعين من الدفاع المدني كانوا يعملون بأيديهم على رفع الأنقاض بحثاً عن الضحايا، مشيراً إلى سحب جثتي طفلين على الأقل.
وينفذ الجيش السوري منذ 22 سبتمبر/ أيلول هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة، إلا أن الجيش السوري أعلن في الخامس من أكتوبر «تقليص» عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل.
وتركز القصف الجوي منذ ذلك الحين على مناطق الاشتباك في المدينة وتحديداً حي الشيخ سعيد (جنوب) وحي بستان الباشا (وسط).
وعادة ما ترد الفصائل المعارضة على القصف بإطلاق قذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الثلثاء بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح جراء قذائف صاروخية استهدفت حي الحمدانية في الجهة الغربية.
-تلاميذ قتلى-
وفي جنوب سورية، قتل خمسة أطفال على الأقل وأصيب عشرون آخرون بجروح معظمهم من الأطفال جراء قذيفة صاروخية أطلقتها فصائل معارضة استهدفت مدرسة ذات النطاقين للتعليم الأساسي في مدينة درعا، وفق ما أفادت وكالة «سانا».
وتسيطر الفصائل المتمردة على معظم محافظة درعا، فيما تسيطر قوات النظام على الجزء الأكبر من مدينة درعا، مركز المحافظة، وعلى بلدات عدة في الريف الشمالي الغربي بشكل رئيسي.
في دمشق، تعرضت أحياء عدة لسقوط قذائف مصدرها الفصائل المقاتلة. وأفادت وكالة سانا بـ «سقوط عدد من قذائف الهاون أطلقتها التنظيمات الإرهابية على محيط الجامع الأموي»، مشيرة إلى ورود «أنباء عن إصابات».
كما أشارت إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح جراء سقوط «قذيفتي هاون» على حي القصاع في دمشق.
وتتحصن فصائل معارضة ومتطرفة في محيط العاصمة كما تسيطر على حي جوبر عند أطرافها الشرقية، وعادة ما تستهدف العاصمة بالقذائف.
ويأتي التصعيد الميداني في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي للتوصل إلى حل ينهي النزاع السوري الذي تعد مدينة حلب أبرز جبهات القتال فيه والأكثر تضرراً منذ اندلاعه.
وتشكل حلب محور الجهود الدبلوماسية بشأن سورية، إلا أن اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي السبت أبرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية، بعدما فشل في تمرير قرارين، أحدهما روسي والثاني فرنسي، بشأن حلب.
وفي السياق نفسه، دعا وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أمس (الثلثاء) مناهضي الحروب إلى تنظيم احتجاج أمام السفارة الروسية في لندن، وذلك خلال نقاش في البرلمان بشأن قصف مدينة حلب السورية.
وقال جونسون «أود بالتأكيد أن أرى تظاهرات أمام السفارة الروسية».
واعتبر جونسون، رئيس بلدية لندن السابق المعروف بتصريحاته الخارجة عن المألوف، إن جماعات مناهضة الحروب لا تعبر عن غضب كاف من النزاع في حلب.
وقال «أين تحالف (أوقفوا الحرب) الآن؟ أين هم؟».
وأسس تحالف (أوقفوا الحرب) زعيم حزب العمال جيريمي كوربن احتجاجاً على الحرب في أفغانستان والعراق.
وأثناء النقاش في البرلمان، اتهم العديد من أعضاء البرلمان روسيا بارتكاب جرائم حرب في سورية.
وكان جونسون يرد على سؤال من النائبة العمالية آن كلويد التي دعت إلى تظاهرات مليونية أمام السفارات الروسية في العالم أجمع.
وقالت «أود أن أدعو مرة أخرى جميع من يهتمون بمعاناة المدنيين السوريين إلى الاحتجاج أمام السفارة الروسية في لندن وفي عواصم العالم ابتداءً من اليوم».
وقال وزير التنمية الدولية السابق، أندرو ميتشل إن المقاتلات البريطانية يمكن أن تساعد في فرض منطقة حظر طيران لمنع غارات القصف الروسية.
وقال ميتشل وهو من حزب المحافظين الحاكم «إن على المجتمع الدولي مسئولية الحماية (...) وإذا كان ذلك يعني مواجهة القوة الجوية الروسية دفاعياً نيابة عن الأبرياء على الأرض الذين نحاول حمايتهم، علينا أن نفعل ذلك».
العدد 5149 - الثلثاء 11 أكتوبر 2016م الموافق 10 محرم 1438هـ