مع تقادم الأزمان أولت الناس اهتماما بالغا بلباس السواد بالتزامن مع موسم عاشوراء، مما جعل الأسواق الشعبية والمتنقلة وحتى المجمعات التجارية تقوم بتوفير كل ما من شأنه تلبية رغبات الناس من ملابس وأوشحة سوداء.

ففي القرى تنتشر الاسواق المتنقلة التي تجوب أسبوعيا أغلب قرى ومناطق البحرين منذ الثمانينات من القرن الماضي. وعن الاسباب التي تدفع الناس للشراء من الاسواق المتنقلة في محرم أكثر من المجمعات التجارية، اتفق عدد من الباعة على أن السبب الرئيسي يعود إلى القرب ورخص الأسعار.

وقال أحد الباعة، ميرزا علي: «الناس تتردد كثيرا في الخروج من المنزل والوقوف لساعات في الازدحام للشراء، بينما تتوافر البضائع بالقرب من منازلهم وبسعر رخيص وبشكل متنوع، فالسوق تحتوي على كل ما يريدونه من ملابس وغيرها، كما أن المشتري لا يركز في هذه المناسبة على جمالية اللباس وإنما يركز على ما يعبر عنه». وأضاف «المجمعات التجارية تحتوي على الاسود ولكنه بسعر غال، فقد تكون البضاعة تركية مثلا وأسعارها لا تتناسب مع الجميع، بينما اغلب بضائعنا اماراتية أو كويتية».

وأكد علي بأن الباعة الجائلين يستعدون لموسم عاشوراء قبل 3 اشهر من حلوله، ويبدأون في عرض بضاعتهم في السوق بعد اسبوع من انتهاء عيد الأضحى.

أما البائع عباس جاسم، والذي بدأ عمله في السوق المتنقلة منذ الثمانينات فأرجع أسباب إقبال الناس على السوق المتنقلة لقربها من مناطق سكنهم، وقال: «في موسم الأعياد لا تستطيع الاسواق المتنقلة منافسة المجمعات التجارية لأن الناس تبحث عن الأجمل والمتميز وآخر صيحات الموضة، ولكن في موسم عاشوراء، فإن الناس تبحث عما يطلقون عليه (رخيص وقوي)، كما أن هذه الملابس تلبس لفترة معينة، ربما لا تتجاوز الشهرين، بعكس الملابس الأخرى».

أما البائعة أم جاسم فأشارت إلى أن النساء يشترين الجلابيات السوداء بسعر لا يتجاوز الدينارين ونصف، في حين أن خياطتها أوشرائها من الأسواق الأخرى يكلف من 7 إلى 10 دنانير.

أما أم علي -وهي إحدى زبونات السوق المتنقلة- فقالت لـ»الوسط»: «لدي 6 أطفال، ولا يناسبني أن أشتري من المجمعات التجارية، وخصوصا بعد انقضاء عيد الأضحى الذي استنزف موازنتنا، لذلك أفضل الشراء من السوق المتنقلة لأنها أرخص لي، فبمبلغ 40 دينارا استطيع شراء أكثر من قطعة ملابس لكل من أطفالي الستة». فيما أكدت أم محمد أنها تفضل شراء الملابس السوداء من السوق المتنقلة على المجمعات التجارية؛ لكون الأخيرة لا تلبي احتياجات الملابس لموسم عاشوراء، بخلاف الاسواق الشعبية والمتنقلة».