يجد المرشح الجمهوري الى البيت الابيض دونالد ترامب نفسه في وضع حرج جدا قبل المناظرة التلفزيونية الحاسمة مساء الأحد (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) امام منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، بعد عطلة نهاية اسبوع كارثية.
ففي الساعة 20,00 (1,00 تغ الاثنين) في جامعة واشنطن في سانت لويس (ميزوري) سيتواجه الملياردير ووزيرة الخارجية السابقة امام ناخبين مترددين في مناظرة تبث مباشرة على القنوات الكبرى الاميركية.
في حين ستحاول كلينتون اقناع الناخبين بان لديها الميزات لتولي منصب الرئاسة، قد يضطر ترامب الى معالجة الازمة التي برزت بعد تسريب الجمعة تصريحات مهينة للمرأة ادلى بها في 2005 واثارت استياء كبيرا.
ومع اقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية، تخلى العديد من اعضاء الكونغرس والحكام الجمهوريين عن ترامب باعداد كبيرة، رغم الاعتذار التلفزيوني النادر الذي قدمه بعد تصريحاته المهينة بشأن النساء.
ولم يبق في معسكر المؤيدين لترامب سوى رئيس البلدية السابق لمدينة نيويورك رودولف جولياني الذي دافع عنه في المقابلات التلفزيونية الاحد.
وألغى كيليان كونواي مدير حملة ترامب ورئيس لجنة الشؤون القومية الجمهوري رينس بريبوس ظهورهما على شاشات التلفزيون قبل المناظرة.
كما علق المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مايك بنس الظهور في عدة مناسبات في الحملة الانتخابية بعد ان أعلن السبت انه لا يوافق "ولا يمكن ان يدافع" عن المرشح الجمهوري.
وتاتي الفضيحة، التي هي واحدة من مجموعة من الفضائح التي تتعلق بمعاملة النساء - في وقت حرج للغاية لترامب الذي انخفض التاييد له في استطلاعات الراي منذ ادائه السيئ في المناظرة التلفزيونية الاولى التي جرت في 29 ايلول/سبتمبر.
وفي متوسط لاستطلاعات الراي جمعه موقع "ريالكلير بوليتكس.كوم" تتفوق كلينتون بنسبة 4,5%.
وقام الاعلام بالبحث عن هفوات ترامب الماضية بما في ذلك قوله في مقابلة مع هاورد ستيرن في 2002 ان ابنته ايفانكا "حقيرة"، كما قال انه "يفضل هجر النساء عندما يصلن الى سن معينة".
وقال "عندما تصل المرأة الى سن 35 يحين وقت هجرها".
مناظرة مختلفة
ستكون المناظرة التي ستجري في جامعة واشنطن في سانت لويس (ميزوري)، مختلفة هذه المرة حيث سيتلقى المرشحان الاسئلة من الجمهور.
وفي دفاعه عن ترامب، قال جولياني لشبكة "ان بي سي" ان المرشح الجمهوري "مستعد تماما لمناظرة الليلة".
واضاف "انه وكما تعلمون يشعر بالندم على ما قاله. وقد اعتذر عنه، وربما يعتذر مرة اخرى. وهو يود الانتقال الى المشاكل التي تواجه الشعب الاميركي".
وفي الشريط الذي بثته قناة "ان بي سي" قبل 11 عاما دون علمه يتباهى ترامب بالاسلوب الذي يلجأ اليه لجذب النساء باستخدام تقنيات هي أقرب الى التحرش الجنسي.
وقال ترامب "عندما تكون معروفا تسمح لك النساء بالقيام بكل ما تريد، باي شيء".
ولا يعرف ما هو الحيز الذي ستاخذه هذه التصريحات في المناظرة.
وحذر جولياني من ان ترامب قد يعيد نبش ماضي المشاكل الزوجية بين هيلاري وزوجها بيل كلينتون.
وقال "اعتقد ان هناك احتمالا ان يتحدث عن وضع هيلاري كلينتون إذا تطلب الامر. لا اعتقد انه يفضل ذلك ولكنني اعتقد انه سيفعل".
من جهة كلينتون فان ما يقلقها هو كشف موقع ويكيليكس عن مقتطفات من كلمات خاصة القتها امام بنوك كبيرة في 2013 و2014.
ورغم ان التسجيل الصوتي لترامب طغى على هذه التسريبات، الا انها تثبت ان المرشحة الديموقراطية تحدثت في كلماتها عن تاييدها للتجارة المفتوحة وتنظيم السوق المالي لنفسه وهو ما يتعارض مع مواقفها في حملتها الحالية.
وعلى متن الطائرة التي كانت تقلها إلى سانت لويس، قالت المتحدثة باسم كلينتون جينيفر بالميري إن المرشحة الديموقراطية ستستفيد من المناظرة لمحاولة استقطاب الناخبين الذين نفروا من فيديو ترامب.
وأضافت "لديها الفرصة للتحدث مباشرة للكثير من الناخبين الذين لم تكن لديهم النية حتى اليوم التصويت لها"، معتبرة أنها "فرصة".
وتلقت كلينتون دعم الرئيس باراك أوباما الذي علق الأحد للمرة الأولى على تصريحات ترامب.
وقال أوباما في شيكاغو إن "أحد أكثر الأمور إثارة للقلق في هذه الانتخابات هي اللغة التي لا تصدق للمرشح الجمهوري. لست في حاجة لتكرار ذلك. هناك أطفال في الغرفة".
وأضاف أن ترامب "يذل ويهين النساء، بل أيضا الأقليات والمهاجرين وأتباع الديانات الأخرى، ويسخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويهين جنودنا وقدامى المحاربين (...) هو يفتقر إلى الثقة بالنفس فيستخف بالآخرين ليحاط بالاهتمام".
وتابع أوباما "هذه ليست شخصية أوصي بها للمكتب البيضوي".
انقسام في الحزب الجمهوري
يرى محللون انه حتى لو كان اداء ترامب قويا في المناظرة، الا انه لن يصلح الانقسام العميق في صفوف الحزب الجمهوري الذي يخشى من تداعيات الفضيحة على موقفه في انتخابات اخرى.
وبحلول مساء السبت ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان 36 من اعضاء الكونغرس والحكام الجمهوريين تخلوا عن ترامب.
ومن بين هؤلاء جون ماكين وميت رومني المرشحان السابقان الى البيت الابيض وارنولد شوارتزنيغر الممثل السابق والحاكم السابق لولاية كاليفورنيا ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس.
ودعا بعض كبار الجمهوريين ترامب الى الانسحاب من السباق، الا انه اكد انه لن يفعل ذلك، بينما ذكر خبراء قانون ان انسحابه سيكون صعبا للغاية.
واعرب ترامب السبت عن قناعته بان الجدل سيزول سريعا.
وقال "اعتقد ان الكثير من الناس يقللون من حجم ولاء انصاري لي".
اما زوجة الملياردير ميلانيا فقد طلبت من الاميركيين ان يغفروا لزوجها لهذه التصريحات التي لا تعكس شخصيته الحقيقية.
وقال لاري سباتو خبير الشؤون السياسية في جامعة فيرجينيا ان شريط الفيديو الذي يعود الى العام 2005 "سكين طعن به ترامب في القلب. خلال المناظرة سيتم بالتأكيد التطرق الى هذا الموضوع".