لم تكن عاشوراء، ونحن نقترب من ذكراها، موسماً عابراً يحتفى بها كل عام، بل مدرسة جمعت تحت أفيائها خيرة أهل الأرض، في ذلك العصر وما ستأتي من عصور.
وكما جمعت الرسالة في فجرها أيام الرسول محمد (ص)، كوكبة الأخيار الأحرار، جمعت الرسالة في عنفوان تجدّدها في كربلاء كوكبة الأحرار الأطهار نهاية العام ستين للهجرة.
في مكة المكرمة، التف حول راية محمد (ص) خيار العرب والعجم، فاجتذبت بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي، مع جمع غفير من «العبيد» الذين كانوا يطمحون ليوم الخلاص والتحرر من الأغلال. وفي كربلاء، التفت حول راية الحسين (ع) صفوة الصفوة، من الأحرار الأبرار. كان هدفهم هناك التوحيد والتحرّر من عبادة الأصنام، وكان هدفهم هنا التحرّر من عبادة الطغاة.
هذه القافلة ضمّت رجالاً طاعنين في السن وكهولاً، وشباناً وأطفالاً، اختارهم الله مصابيح تضيء الظلمات. فيهم حبيب بن مظاهر الأسدي، الشيخ الطاهر الكبير، الذي ظلّ عقوداً يحلم بالشهادة في سبيل الله، فأكرمه الله بها في ركاب سيد الشهداء. وفيهم النصراني الذي التحق بالركب حين مرّ الحسين بخيمته في طريقه إلى العراق. فالحرية والكرامة التي افتقر لها كثيرون من مسلمي ذلك الزمان، نالها هذا النصراني الطاهر النفس والإهاب.
ضمت هذه القافلة جون مولى أبي ذر الغفاري، ذلك الثائر القديم، الذي قضى نحبه في صحراء الربذة جائعاً وحيداً، ولم تجد ابنته ثوباً لتكفينه. بعد رحيله التحق جون بأسرة علي (ع)، ورافقها طويلاً، حتى انتهى به المطاف معهم إلى كربلاء. أراد الحسين (ع) أن ينطلق في الأرض، ولا يتحمل ما هم مقدمون عليه من أهوال، فوقف موقف الكرام: «أنا في الراحة ألحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم»؟ وأبى الانصراف والنجاة بنفسه. وحين قُتل (رض) نزل الإمام من جواده واحتضنه ووضع خدّه على خده، كما فعل مع ابنه علي الأكبر.
لقد نال جون مولى أبي ذر حريته في كربلاء، بينما فاتت الحرية الكثير ممن ولدتهم أمهاتهم أحراراً، ولكنهم اختاروا أن يعيشوا عبيداً. بعضهم عاش ذليلاً ما بقي من سنوات حياته، وبعضهم امتد به العمر حتى بايع حذاء الوالي الأموي، وبعضهم شروه بالمال.
هذه القافلة، التحق بها في اللحظة الأخيرة، قائد الكتيبة العسكرية التي كلفت بمحاصرتها، الحر بن يزيد الرياحي، الذي كان سيداً في قومه في الجاهلية والإسلام، كما يقول الرواة، إلا أننا لا نملك من تاريخه إلا ما جاء في كربلاء. ربما عاش ستين عاماً، لكن تاريخه بدأ وانتهى بيوم عاشوراء. وقد أحسن الحسين وأصحابه استقباله، وسقوا خيولهم الماء. وحين حضر وقت الصلاة سأله الإمام هل سيصلي بأصحابه أم سيلتحق بهم، فقال: بل نصلي بصلاتك يابن رسول الله.
كان يريد التوفيق بين ما يعرفه وبين المهمة القذرة التي كُلّف بها، بمنع قافلة الحسين من دخول الكوفة، وإنزالهم في صحراء لا يوجد بها ماء، وأدى المهمة على أكمل وجه، حتى احتك بالإمام الحسين ووقعت بينهما ملاسنة، حين صرّح بأنه ملتزمٌ بأمر الأمير بمنعه من المسير، فقال له: «ثكلتك أمك ما تريد؟»، فأجابه: «والله ما إلى ذكر أمك من سبيل»، فقد كان يعرف أمه فاطمة الزهراء (ع). هذا ما كان على السطح، أما من الداخل، فكان الحر متردداً، تتناوشه الأفكار، ويخزه الضمير بسياط التقريع والتأنيب والتخويف من سوء المصير.
في لحظة حاسمة، وفي مناورة سريعة، يميل بفرسه ناحية معسكر الحسين المحاصر في الساعات الأخيرة قبيل نشوب المعركة، ليلتحق بركب الأحرار الثائرين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5147 - الأحد 09 أكتوبر 2016م الموافق 08 محرم 1438هـ
ياليتنا كنا معهم فنفوز فوزا عظيما
سلام الله على الحسين لو تعلم بالامة ماذا تفعل لكانت الحياة الان افضل من الحال الذي نحن فية
السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا ابا عبد الله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك عليكم مني سلام الله ابداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم ..
السلام على الحسين
سلام علي الحسين واصحابه النجباء الأطهار.
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))الأحزاب: 23..
درب الأحرار وعر و شائك . يغري بالسير فيه لا بمجرد الحديث عنه . تصور لو بقي أولئك الأحرار بين قول وقول ما كانت لهم تلك الوقائع .
مدرسة الاحرار لا يفقه دروسها غير الاحرار
لماذا تخبر السماء عن أحداث كربلاء قبل وقوعها؟
لماذا يخبر جبرئيل الرسول الأعظم بشهادة الإمام الحسين في يوم ولادته وما دلائل ذلك للأمّة؟
لماذا بكى النبي الأكرم سبطه الى حد ان بكاءه بلغ مستوى النشيج (وهذا مثبت في كتب التاريخ)؟
شهادة الإمام الحسين تعتبر تتويجا لأهداف الرسالات السماوية
لم يكن الحسين (ع) يدعو الناس ليشهدوا أن لا اله الا الله , فكلهم مسلمون و يصلون ويصومون , حتى لما قتلوه كبروا وهللوا ؟! , ولم يكن كأبيه أجبر لدفاع عن نفسه في صفين والنهروان والجمل . يقول عليه السلام (( فمن كان فيكم باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء ربه فليرحل معي اني راحل مصبحا انشاء الله . يدعوا الناس ليفدوه بأنفسهم , فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم . (من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح) فمن لحق بالحسين دخل الجنه ومن تخلف عن الحسين وسمع واعيته ولم ينصره دخل النار .
البصري
يقال أنهم سألوا الشيخ الأعظم الأنصاري (رحمه الله) : كيف يكون تفكير ساعة ، خير من عبادة سبعين سنة -كما في الرواية-؟
فأجاب : تفكير كتفكير الحر في يوم عاشوراء .
وانا المذنب أقول : يا قابل الحر اقبلني . . .
صح لسانك , أن الله كريم يقبل التوابين ويكونوا أحباءه .
#ويبقى_الحسين (ب )
رغم علمه بأصحاب جده المصطفي وأبيه المرتضى وأخيه المجتبى لأنه رأى أصحابا باعوا الدنيا لشراء الآخره.
#ويبقى_الحسين (أ )
قول الإمام الحسين (ع) في حق أصحابه إذ يقول : "والله ما رأيت أصحابا كأصحابي" يقسم الإمام بالله تعالى وهو لا يقول كذبا ولا يقسم باطلا ولا ينطق عاطفه ولا يلقي الكلام جزافا لكونه الإمام المعصوم الذي جعله حجة على الناس بعد أبيه وأخيه ، فبين الإمام الحسين (ع) رتبة هؤلاء الأصحاب
اليوم ليس كما كان الاحرار اغليه يا عزيزى