ممثلاً عن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يشارك رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة اليوم الاثنين (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) في أعمال مؤتمر القمة الثانية لمنتدى الحوار الآسيوي (ACD) المنعقد في العاصمة بانكوك في مملكة تايلند خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري تحت شعار «آسيا واحدة، قوى متنوعة».
وتتضمن فعاليات القمة إلى جانب الجلسات الرئيسية التي يشارك فيها قادة ورؤساء حكومات ورؤساء وفود الدول الأعضاء، عدداً من ورش العمل يشارك فيها نخبة من خبراء المال والتمويل المصرفي، والبنوك والمؤسسات المالية وأسواق رأس المال، تشمل عدة موضوعات منها «عصر جديد من الربط المالي في آسيا»، «دور التقنيات الحديثة في تطوير الاقتصادات الآسيوية»، و «تمويل البنية التحتية في آسيا والربط المالي الابتكاري المستدام في آسيا في القطاع الخاص بدول حوار التعاون الآسيوي».
وتأتي أهمية مشاركة رئيس الوزراء في هذه القمة القارية الدولية المهمة انطلاقاً من أهمية منتدى الحوار الآسيوي الذي يعد أحد أكبر وأهم المنتديات الإقليمية والدولية، حيث إنه يشكل ساحة لتبادل الآراء والأفكار والاقتراحات حول العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والإعلامية في القارة الآسيوية، إلى جانب ما يمثله المنتدى من مناسبة لمناقشة سبل توسيع التجارة والأسواق المالية الآسيوية وزيادة حجم قوة دول آسيا التنافسية مع دول العالم وآليات بناء مجتمع آسيوي قادر على التفاعل مع العالم كشريك حيوي.
وتحرص مملكة البحرين على المشاركة بفعالية في أعمال المنتدى سواء على مستوى القمة أو من خلال الاجتماعات الوزارية، نظراً لأنها كانت من الدول المؤسسة له في 18 يونيو/ حزيران 2002 إلى جانب 32 دولة أخرى، فضلاًعن أنها محرك رئيسي في محاور التعاون التالية بالحوار «الغذاء والماء وأمن الطاقة، الاتصال العلم والتكنولوجيا والابتكار، التعليم وتنمية الموارد البشرية، تعزيز نهج شامل لتنمية مستدامة».
ويأتي اهتمام مملكة البحرين بالتواجد في هذا الملتقى الإقليمي الكبير إيماناً منها بأن أهدافه تتماشى مع نهج السياسة الخارجية التي تتبناها مملكة البحرين القائم على دعم ومساندة أي جهد يكرس الحوار بين أطراف الأسرة الدولية لما لذلك من أهمية في ترسيخ الاستقرار والسلام في العالم وخاصة في ظل التحديات العديدة التي تشهدها العديد من مناطق العالم والتي تشكل تهديداً لأمن واستقرار الدول والشعوب، فضلاً عن أن الملتقى وما يتخلله من مناقشات وما يصدر عنه من توصيات من شأنه أن يزيد وتيرة التقارب والتعاون بين الدول الآسيوية والتكتلات الإقليمية العديدة الموجودة بها، وهو ما يسهم من خلال التكامل في تنمية موقع ودور القارة الآسيوية كعنصر رئيس وفاعل في حركة النظام الدولي.
وتبدو رؤية مملكة البحرين وموقفها من منتدى الحوار الآسيوي جلية في الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد التي ألقاها نيابة عن جلالته نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في القمة الأولى التي عقدت بالكويت في أكتوبر 2012، حيث أكد جلالته أن «الأمن الاقتصادي والمستقبل المزدهر لشعوب القارة هدف يبقى ماثلاً أمامنا وتحدياً لابد أن ننجح فيه، ووحدها التكتلات الاقتصادية الكبرى تستطيع تحقيق ذلك وتحافظ عليه، ولاشك في أن لدينا كل أسباب التفاؤل بإمكانية المضي قدماً في هذا الاتجاه»، وأضاف جلالته أن «القارة الآسيوية هي القارة الأكثر سكاناً والأوسع مساحة على مستوى العالم، ولهذا لم يكن مستغرباً أن تكون القارة قاطرة للنمو الاقتصادي والحفاظ على استقرار وسلامة النظام المالي العالمي وخاصة خلال الفترة التي شهدت ذروة اشتداد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية».
وجاءت مشاركة رئيس الوزراء في «المنتدى الاقتصادي لشرق أسيا ـ الآسيان»، الذي عقد في تايلند في مايو/ أيار 2012 والكلمة التي ألقاها سموه لترسخ من أهمية هذا التعاون، إذ تضمنت كلمته قراءة عميقة لواقع الاقتصاد الدولي، والتحديات التي تواجهه، ونظرة مستقبلية لما يجب على المجتمع الدولي إنجازه من أجل تحقيق آمال الشعوب في الرخاء والتنمية، كما شدد سموه على تزايد أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين الدول وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري وإلغاء الحواجز المقيدة للاستثمار وتحفيز النشاط الاقتصادي وحماية الاستقرار المالي في الدول الآسيوية.
وكانت مملكة البحرين قد استضافت الاجتماع الوزاري الثاني عشر لحوار التعاون الآسيوي (ACD)، في الفترة 23 - 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، والذي صدر عنه «إعلان المنامة» المكون من 25 مادة، من بينها التأكيد على الإدانة القوية للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ودعوة جميع الدول الأعضاء إلى العمل معاً لمنع وقمع الأعمال الإرهابية، والتنفيذ الفعال للاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب التي أطلقتها الأمم المتحدة، ومواصلة الجهود الجارية لتعزيز الحوار وتوسيع آفاق التفاهم بين الحضارات، مع الاحترام الواجب للأديان والثقافات المختلفة التي من شأنها أن تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب، وتشجيع جميع الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي على بذل الجهود المشتركة لاستمرار التعاون والتكامل في مجال التنمية المستدامة، وعلى وجه الخصوص استكشاف مجالات التعاون الممكنة التي يمكن من خلالها استغلال الموارد الآسيوية البشرية والطبيعية والمالية الهائلة وتبادل المعلومات بغرض الحدّ من وطأة الفقر المدقع وتحقيق التنمية المستدامة، وغيرها.
إن مشاركة رئيس الوزراء في هذه القمة تؤكد اهتمام مملكة البحرين للتواجد في مختلف المحافل الدولية، وخاصة تلك التي تتعلق بتعزيز مكانة الدول والدفاع عن الأمن والاستقرار والاستفادة من الخبرات في مختلف المجالات وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والمال والطاقة والبيئة والصحة والأمن الغذائي.
العدد 5147 - الأحد 09 أكتوبر 2016م الموافق 08 محرم 1438هـ