أنابت وزيرة الصحة فائقة سعيد الصالح، الوكيل المساعد لشئون المستشفيات وليد خليفة المانع لافتتاح فعالية اليوم العالمي للمسنين بمستشفى المحرق للولادة ورعاية المسنين والتي أقيمت تحت شعار "اتخاذ موقف ضد التمييز ضد المسنين".
وفي مستهل الحفل ألقى المانع كلمة نقل من خلالها تحيات وزيرة الصحة وتمنياتها لجميع كبار السن في مملكة البحرين بموفور الصحة والعافية، مشيراً إلى أن الاحتفال بكبار السن يُعد من أهم الفعاليات التي تنظمها وزارة الصحة، ليس لاستعراض المنجزات الصحية والعلاجية المقدمة لهذه الفئة فحسب وإنما لتأكيدها على الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي وبتقاليد وعادات وثقافة المجتمع البحريني الذي يكن كل الاحترام والتقدير لهم.
وأعرب الوكيل المساعد للشئون المستشفيات عن فخر واعتزاز وزارة الصحة بما حققته من إنجازات في مجال رعاية كبار السن، ومنها ارتفاع معدل العمر لدى هذه الفئة إذ وصل إلى ما يقارب 74 وحتى 76 عاماً، مبيناً أن هذا المؤشر هو خير دليل على تطور الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة لهذه الفئة، خاصة خدمة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة غير المعدية. كما أشار إلى أن الوزارة ماضية في تقديم خدماتها وتطويرها، وهي بصدد العمل على تنفيذ مشروع الإقامة الطويلة لكبار السن وبالتعاون مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية. وتقدم في ختام كلمته بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع المعنيين بخدمة ورعاية كبار السن بوزارة الصحة وإلى جميع المنظمين والمشاركين.
وألقت رئيسة لجنة المسنين جميلة السلمان كلمة أشارت فيها إلى إن التعداد السكاني لمملكة البحرين لعام 2001 قد أوضح بأن فئة كبار السن من كلا الجنسين تبلغ حوالي 5.60% ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 14.2% بحلول عام 2025، وإلى 24.3% في عام 2050 بزيادة معدل خمس سنوات من إعداد المسنين الحالية.
وقالت السلمان: نحن في وزارة الصحة هدفنا ضمان التشيخ الصحي وذلك عن طريق توفير خدمات صحية ذات جودة عالية لجميع سكان البحرين، وتحرص الوزارة على توفير خطة صحية وقائية متكاملة عن طريق الخدمات التي تقدمها في الرعاية الصحية الثانوية حيث يوجد فريق متخصص لتوفير الرعاية الصحية الشاملة للمسنين بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها الرعاية الصحية الأولية في المراكز الصحية والمتمثلة في الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية وخدمات ممرضات المجتمع والوحدات المتنقلة وخدمات البحث الاجتماعي وخدمات صحة الفم والأسنان لكبار السن.
وأوضحت السلمان أنه تم تشكيل لجنة على مستوى الرعاية الصحية الأولية والثانوية لمتابعة العمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لكبار السن، حيث يعمل فريق وزارة الصحة على وضع الجزء الصحي منها وهو حريص على تنفيذ كافة بنودها. وتقدمت السلمان في ختام كلمتها بجزيل الشكر إلى الإدارة العليا في وزارة الصحة وإلى جميع الداعمين والمساهمين في إنجاح هذا الحفل إعداداً وتنظيماً.
واشتمل الحفل على تقديم مجموعة من الفعاليات ومنها استعراض إنجازات الجهات المختصة برعاية المسنين في وزارة الصحة، كما تم تقديم فقرات ترفيهية وتوعوية منها مشهد تمثيلي وعزف على آلة العود. وقام الوكيل المساعد للشئون المستشفيات وليد المانع بتكريم جميع الداعمين والمساهمين في الإعداد والتنظيم للإحتفال.
وفي نفس الإطار، أكدت الوزارة في بيان لها بهذه المناسبة، دعمها التام للشعار الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية والذي جاء تحت عنوان "اتخاذ موقف ضد التمييز ضد كبار السن"، مؤكدة رفضها وبقوة جميع أشكال التمييز ضد كبار السن، ومشيرة إلى أنها ماضية للعمل على تمكين كبار السن من أجل تحقيق وتوفير أفضل خدمات صحية وتهيئة حياة كريمة تكفل فيها حقوقهم داخل المجتمع. وبيّنت تأييدها لكلمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي دعا للاحتفال باليوم العالمي للمسنين، واتخذ هذا العام 2016 موقفاً ضد التمييز ضد كبار السن من خلال لفت الأنظار إلى الصور النمطية السلبية والمفاهيم الخاطئة حول كبار السن والشيخوخة وتحديها.
وتشكل الدعوة التي أطلقتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وحددت الأول من أكتوبر/ تشرين الأول يوماً عالمياً للمسنين فرصة لجميع دول العالم والجهات ذات العلاقة للوقوف على موضوع كبار السن والاهتمام به من خلال توفير وتطوير خدماتهم، ولفت الانتباه إلى هذه الفئة العمرية التي قد تكون من اقاربنا أو جيراننا او نحن مستقبلا،ً والتي ساهمت في تنمية المجتمعات وقدرتها على مواصلة المساهمة. والسعي لتحقيق الاهداف المرجوة من خلال إحياء هذه الأيام الدولية عبر التوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن، وتعزيز الخدمات الصحية والوقاية من الأمراض، وتوفير التكنولوجيا الملائمة والتأهيل، إلى جانب تدريب الموظفين في مجال رعاية كبار السن.
وقد كشفت الإحصائيات في مملكة البحرين في العام 2013، عن ارتفاع متوسط العمر المتوقع للإناث من 69.5 إلى 77.3 سنة، بينما ارتفع عمر الذكور من 65.6 إلى 73.1 سنة وذلك ما بين عام 1975 إلى 2013. وبينت هذه الإحصاءات أن المرأة تعمّر أكثر من الرجل عموماً في البحرين. أما نسبة كبار السن في البحرين فقد سجلت الأرقام للعام 2010 نسبة تقدر بـ 3.5%، حيث كانت 53% من الرجال و47% من النساء، ومن المتوقع أن تصل إلى 14.2 % في سنة 2025، وإلى 24.3% في سنة 2050.
ويُعتبر عيش حياةٍ أطول وأكثر صحة أحد أكثر الإنجازات المحتفى بها للتنمية البشرية، وهي شهادة للقدرة على تحسين وضع الإنسان من جيل إلى آخر. ونتيجةً لذلك، يزداد عدد المسنين بسرعة في جميع البلدان النامية، وعالميا أشارت التقارير إلى توقع أن يتضاعف عدد المسنين فوق 65 عاماً في العالم ثلاث مرات بحلول العام 2050م. وبحسب معطيات هيئة الأمم المتحدة يعيش حالياً في العالم حوالي 700 مليون شخص تجاوزوا الـ 60 سنة، وان عددهم بحلول عام 2050 سيصل الى ملياري شخص. أي سيشكلون أكثر من 20 بالمائة من سكان الارض.
ونتيجة إلى الزيادة المتوقعة في اعداد المسنين تم التركيز بوزارة الصحة على توفير سياسات صحية واجتماعية مناسبة في هذه المرحلة من العمر لتمكينهم من التمتع بسنين وهم بموفور الصحة، ولقد سعت الوزارة إلى تقديم خدمات صحية مناسبة من خلال وضع الدراسات الدقيقة والتقييم الشامل والتعرف على الاحتياجات ثم التخطيط الجيد والبناء للخدمات المناسبة، ووضعت الاستراتيجية الصحية لكبار السن لوزارة الصحة وإدراجها ضمن استراتيجية الوزارة العامة لضمان توفير الرعاية طويلة الأجل للمسنين وإمكانية حصولهم على خدمات صحية مستدامة. ولقد دأبت وزارة الصحة بمملكة البحرين بتوجيهات من الحكومة والقيادة العليا والذين يضعون صحة الانسان في هذا الوطن والاهتمام به على قائمة اولوياتهم، بتوفير أفضل الخدمات الصحية لإفراد المجتمع وضمان استمرارية حصولهم على الرعاية الصحية المطلوبة، وبوضع خدمات صحية ذات جودة عالية لهذه الشريحة من المجتمع فخرا واعتزازا بما قدموه خلال حياتهم، وإكراما لهم في هذه المرحلة العمرية والتي يحتاجون فيها للكثير من الدعم والمساعدة، ولقد تنوعت هذه الخدمات الصحية لتشمل الرعاية الصحية الأولية والثانوية وتتمثل في وجود فرق متعددة التخصصات في كل من مجمع السلمانية الطبي ومستشفى المحرق للعجزة ومركز ابراهيم خليل كانو ومستشفى الطب النفسي والمراكز الصحية المنتشرة في محافظات البحرين الاربع، حيث تغطي هذه المستشفيات والمراكز جميع النواحي الوقائية والعلاجية والتأهيلية والنفسية والخدمات الاجتماعية. إلى جانب ذلك هناك خدمات صحية عبر الوحدات المتنقلة وخدمه ممرضات المجتمع اللذين يقدمان الرعاية اللازمة لكبار السن في المنزل.
وكشفت التقارير الصادرة من وزارة الصحة إلى أن الأمراض الأكثر انتشارا بين كبار السن هي ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وأمراض القلب والكلى، إضافة إلى ازدياد نسبة الالتهابات والأمراض المعدية. وتعتبر الخدمات الصحية المقدمة بالبحرين للمسنين من أفضل النظم الصحية مقارنة بدول العالم، وتسعى وزارة الصحة لتحقيق رعاية أفضل للمسنين ومنها منع أو تقليل أو تأخير ظهور الأمراض المزمنة والشائعة، والوصول إلى مرحلة الشيخوخة بأمان وصحة، وتسهيل رعاية المسنين واعتمادهم على الغير وتقليل العبء على من يرعى المسن، بالإضافة إلى تعزيز النظرة الإيجابية للشيخوخة وتوعية المجتمع حول كيفية الوصول إلى شيخوخة آمنة ، وتهيئة بيئة داعمة للأفراد والأسر على اتباع أسلوب صحي في الحياة.
وشعار هذا العام لليوم العالمي للمسنين يسلط الضوء على الصور النمطية والمفاهيم السلبية للمسنين والشيخوخة وكيفية تحدي هذه السلبيات، وتأييدا لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي وهو "الاعتراف بأن التمييز ضد المسنين هو السبب الرئيسي والدافع القوي والمبرر للتمييز العمري"، حيث شكل هذا التمييز وجسّد كيفية التعامل مع المسنين والشيخوخة والنظرة الخاطئة لهم في المجتمع بما في ذلك الخدمات الطبية ومجالات العمل وإيجاد بيئات تحد من إمكانيات المسنين تؤثر على صحتهم ورفاهيتهم. إن الفشل في معالجة التمييز ضد المسنين يشكل تحديا أمام جهودنا التي نبذلها، حيث يضعف حقوق المسنين ويعيق ويهمش مساهمتهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. لذلك يجب العمل وتوحيد الجهود بتحدي الصور النمطية السلبية للمسنين والشيخوخة في العادات الاجتماعية والثقافية وفي مجال الإعلام وغيرها من المجالات المختلفة التي تعطي تصوراً خاطئاً عن الشيخوخة والمسنين. وعلينا جميعا الوقوف يدا بيدا لتعزيز الصورة الإيجابية عن المسنين والشيخوخة من خلال تبادل الممارسات والسلوكيات الجيدة والإيجابية التي تعالج التمييز العمري وتهميش المسنين.