أشاد سفير ألمانيا لدى البحرين ألفريد سيمزـ بروتز بدور البحرين الكبير تحت قيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في تسوية الكثير من بؤر التوتر والصراع في المنطقة والعالم، مثمناً «المساهمة الجبارة التي تؤديها القيادة الرشيدة لحلحلة الصراعات وإيجاد حلول سلمية لها، خاصة أن البحرين عضو مهم في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وواحدة من البلدان العربية الرئيسية، وكذلك بصفتها عضواً في المنتديات والمنظمات العالمية».

وشدد السفير الالماني في كلمة له بمناسبة احتفال السفارة الألمانية في البحرين بمرور 27 عاماً على وحدة ألمانيا بعد إزالة جدار برلين الذي كان يفصل بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، على أن «مملكة البحرين تقوم بدور بناء في إقرار السلم والأمن الدوليين، وظلت تمثل صوتاً بارزاً للمنطق والاعتدال تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ورعاية صاحب السمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء». وأضاف «تظل البحرين نموذجاً ناجحاً وفريداً في موقفها إزاء دور الدين المحوري والمهم في تهدئة التوترات في العالم والمناطق الملتهبة بالرغم من استغلال بعض أطراف الصراعات في تلك المناطق للقيم الدينية لأغراض سياسية، كما يقومون بالإساءة إليها، وانتهاك مبادئها»، موضحاً «أن مملكة البحرين تبوأت المركز الأول في الشرق الأوسط بلا منازع في تحقيق التعايش السلمي بين أتباع كافة الملل والأديان».

وأضاف السفير: «هناك حرص ألماني كبير على تطوير العلاقات مع مملكة البحرين لما لذلك من أهمية تعود بالنفع على شعبي البلدين»، لافتاً إلى «التطور الملحوظ في علاقات البلدين الثنائية في المجالات كافة»، في إشارة إلى أن العام الماضي شهد زيارة لوزيرة الدفاع الألمانية «أورسولا فون دير لاين» التي حضرت جلسات «حوار المنامة»، ويتوقع أن تزورها ثانية في ديسمبر المقبل، كما أنه يتم الترتيب حالياً لزيارة برلمانيين ألمان لمناقشة بعض المسائل الأمنية مع نظرائهم في المملكة، وذلك خلال الأسبوع المقبل، فضلاً عن التحضيرات الجارية لإقامة فعاليتين ثقافيتين مشتركتين بهدف إضفاء المزيد من التقارب الثقافي بين البلدين».

وأشار السفير بروتز «لا يستطيع أحد من الناس أن ينكر أن البحرين قد تأثرت بالتطورات والأحداث التي وقعت في المنطقة»، مؤكداً أن «وضعية المملكة في منطقة الشرق الأوسط المليئة بالتوترات تذكره بمقولة الشاعر والروائي والفيلسوف الألماني «فريدريك تشيللر» في مسرحيته «وليام تيل» حينما قال «لا يمكن للإنسان مهما كان وديعاً ومسالماً أن يعيش في سلام إذا كان جاره (المشاكس) لا يريد أن يتركه ليعيش في سلام»، مؤكداً أن البحرين ينطبق عليها هذا الوصف تماماً». وقال «إن مملكة البحرين «تشاطر ألمانيا بالكامل في موقفها الثابت لإعادة السلام والاستقرار في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومناطق الصراعات الأخرى في المنطقة والعالم، ويعملان سوياً وبجانب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل الهدف ذاته»، واصفاً ذلك بأنه «يمثل أولوية ملحة لنا سواء لألمانيا أو لمنظومة دول التعاون الخليجي اللذين يعملان في قارب واحد من أجل استتباب الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط».

وتابع قائلاً: «لقد مضت 27 عاماً منذ سقوط جدار برلين الفاصل بين الشرق والغرب، وتوحدت ألمانيا وظلت الحكومة الفيدرالية هناك تسعى من أجل تحقيق التزامها بتحقيق العدالة المعيشية المنشودة، وتحرز الحكومة تقدماً، وتسعى لتحقيق المساواة الاقتصادية بين الشرق والغرب، وهناك الكثير من الأخبار السارة أهمها زيادة الإنفاق في البحوث والتكنولوجيا وخفض معدلات البطالة وتوزيع الطاقات المتجددة وزيادة الإنتاج». واعتبر «أن اندماج هذا العدد الكثير من اللاجئين يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لنا، لكن لحسن الحظ فإن ألمانيا دولة قوية ومستقرة، ونحن نتعامل مع هذا التحدي الاستثنائي باقتدار، وذلك بفضل مؤسساتنا ومواطنينا، حيث انخفض عدد اللاجئين إلى حد كبير خلال العام الجاري، لكن للأسف لم يتم إحراز أي تقدم ملموس لإنهاء الحرب في سوريا أو أي من الأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكما قال وزير الخارجية «شتاين ماير» في رسالته الموجهة بتاريخ 3 أكتوبر: (إن الدبلوماسية تتطلب الوقت والصبر، ولا يمكن حل مشكلات العالم بين عشية وضحاها بل يتوجب اتباع الخطوات والمثابرة لإيجاد الحلول).