العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ

روسيا تُعطِّل مشروعاً فرنسيّاً لوقف القصف في حلب

جنود موالون للحكومة السورية في منطقة العويجة بعد تحريرها من المتمردين-AFP
جنود موالون للحكومة السورية في منطقة العويجة بعد تحريرها من المتمردين-AFP

استخدمت روسيا أمس السبت (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) حق النقض ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو إلى وقف عمليات القصف في حلب، ما حال دون تبنيه في مجلس الأمن الدولي فيما تتواصل المعارك الطاحنة في المدينة بين الجيش السوري والفصائل المعارضة.

وصوت تسعة أعضاء من أصل 15 ضد مشروع القرار الروسي، بينهم بريطانيا وفرنسا وأميركا.


شتاينماير يحذّر من المواجهة بين روسيا وأميركا... وموسكو تنقل صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية إلى كالينينغراد

الجيش السوري يستعيد أراضي بشرق حلب... و«فيتو» روسي ضد مشروع الهدنة في حلب

عواصم - وكالات

استعادت قوات الحكومة السورية أراضي من المعارضة في مناطق بغرب البلاد أمس السبت (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) بينما استخدمت روسيا أمس حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو إلى وقف عمليات القصف في حلب، ما حال دون تبنيه في مجلس الأمن الدولي.

في المقابل، اقترحت روسيا، الداعم الرئيسي للنظام السوري، مشروع قرار آخر يدعو إلى وقف الاعمال القتالية في شكل أكثر شمولاً على أن يتم التصويت عليه لاحقاً.

وبين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، وحدهما روسيا وفنزويلا اعترضتا على المشروع الفرنسي فيما امتنعت الصين وانغولا عن التصويت.

وحظي المشروع بتأييد الأعضاء الأحد عشر الآخرين في المجلس وبينهم الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتدعو مسودة القرار التي أعدتها فرنسا إلى إنهاء الضربات الجوية والرحلات الجوية العسكرية فوق مدينة حلب.

ويحث مشروع القرار الروسي -الذي لا يتضمن هذا المطلب- موسكو وواشنطن على إحياء اتفاق وقف إطلاق النار.

ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة عانت أيضاً انتكاسات في شمال شرق البلاد قرب الحدود التركية أمس (السبت) في قتال ضد تنظيم «داعش».

وقال المرصد ووسائل إعلام حكومية إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها سيطروا على منطقة على المشارف الشمالية لحلب أمس.

وقال المرصد إن التقدم في منطقة العويجة عزز قبضة الحكومة على مناطق تحيط بشرق حلب الخاضع للمعارضة.

ونفى المسئول في تجمع (فإستقم) المعارض، زكريا ملاحفجي حدوث أي تقدم للحكومة في المنطقة لكنه أكد تحقيق الجيش السوري مكاسب إلى الجنوب في محافظة حماة وفقاً لما ورد في وسائل إعلام مؤيدة لدمشق والمرصد السوري.

واستعاد الجيش السوري السيطرة على بلدات وقرى في ريف حماة بشمال المحافظة وهو ما سلب مقاتلي المعارضة مكاسب نادرة في المنطقة حققوها في الأسابيع القليلة الماضية.

وأوضح المرصد أن الحكومة استفادت من نشوب قتال بين جماعتين معارضتين في ريف إدلب شمالي محافظة حماة.

وفي تقدم آخر للقوات الحكومية على المعارضة قرب دمشق سيطر الجيش والمقاتلون المتحالفون معه على قطاع كبير من بلدة الهامة إلى الشمال الغربي من دمشق.

من جانب آخر، قال المرصد السوري إن مسلحين من الجماعة المتشددة استعادوا عدداً من القرى من معارضين مدعومين من الغرب في هجوم مضاد قرب الحدود التركية.

ويتقدم مقاتلو المعارضة الذين تدعمهم تركيا بدبابات وضربات جوية صوب دابق معقل تنظيم «داعش» وهي قرية لها أهمية رمزية للمتشددين.

نقل صواريخ «اسكندر»

وفي تطور آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس (السبت) إنها نقلت صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية من طراز اسكندر-إم إلى منطقة كالينينغراد على الحدود مع بولندا وليتوانيا وأضافت أن ذلك جزء من تدريب روتيني تستخدم فيه مثل تلك الصواريخ على أراضيها.

وقال المتحدث باسم الوزارة، إيجور كوناشينكوف في بيان «وحدات الصواريخ من هذا النوع نشرت أكثر من مرة (في كالينينغراد)... وستنشر في إطار تدريب عسكري للقوات المسلحة الروسية».

وقال مسئول بالمخابرات الأميركية الجمعة إن روسيا بدأت تنقل صواريخ من طراز اسكندر-إم إلى أقصى غرب أراضيها فيما وصفه بأنه قد يكون إشارة سياسية للتعبير عن الاستياء من حلف شمال الأطلسي.

وقال المتحدث الروسي إنهم عرضوا أحد الصواريخ عمداً على قمر تجسس صناعي أميركي.

وقالت ليتوانيا المجاورة لكالينينغراد وعضو حلف شمال الأطلسي إنها ستحتج لدى موسكو.

وقال وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكيفيسيوس «إن هذا النشر لا يزيد فقط من حدة التوتر في المنطقة لكنه أيضاً ربما ينتهك المعاهدات الدولية التي تضع قيداً على نشر الصواريخ البالستية التي يزيد مداها على 500 كيلومتر».

وأضاف أن بعض التعديلات على الصاروخ اسكندر-إم ربما تجعل نطاقه يصل إلى 700 كيلومتر ما يجعل العاصمة الألمانية برلين في نطاق الاستهداف من كالينينغراد.

وقال «هذا تكتيك روسي معتاد: تصعيد حدة التوتر وإثارة خلاف ثم توقع تنازلات في مكان آخر. أتمنى ألا ينجح ذلك هذه المرة».

وعلق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يوم الاثنين اتفاقاً مع واشنطن بشأن التخلص من البلوتونيوم الصالح لصنع أسلحة قائلاً إن ذلك يأتي رداً على إجراءات غير ودية اتخذتها واشنطن.

وفي هذا السياق، حذر وزير الخارجية الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، من العودة إلى عصور المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا وذلك نظراً لتنامي التوترات بين البلدين.

وفي تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس (السبت)، قال شتاينماير إن «الصراع بين روسيا وأميركا آخذ في التصعيد، كما أن بقايا الثقة بينهما تبدو متداعية، وإذا استمر الحال على ذلك، سنعود إلى عصور المواجهة بين قوتين عظميين».

في الوقت نفسه، أعرب شتاينماير عن اعتقاده بأن من الخطأ تشبيه الوضع الحالي بالحرب الباردة، وقال إن «العصور الجديدة مختلفة، وأكثر خطورة، ففي الماضي كان العالم منقسماً إلى جزئين لكن موسكو وواشنطن كانتا تعرفان خطوطهما الحمراء وكانتا تحترمان هذه الخطوط».

وفي سياق متصل، حذر رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، فولفجانج إيشينجر، من تصعيد الوضع، وقال إن «خطر المواجهة العسكرية كبير، ولم يكن هذا الخطر بمثل هذا الحجم في العقود السابقة، كما أن الثقة بين الغرب والشرق لم تكن بمثل هذه الضآلة التي هي عليها الآن».

واتهم ايشينجر، السفير السابق لدى واشنطن ولندن، موسكو باستغلال الفترة الانتقالية ومعركة الانتخابات الرئاسية في واشنطن لتقويض بقايا السلام في أميركا.

العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً