العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ

موراكامي الأوفر حظاً للفوز بجائزة نوبل في الأدب العام 2016

أدونيس في المرتبة الثانية... والأول من بين ستة مرشحين...

هاروكي موراكامي-أدونيس-جون بانفيل
هاروكي موراكامي-أدونيس-جون بانفيل

مع تقرير أليسون فلود، المنشور في صحيفة «الغارديان» البريطانية، يوم الخميس الماضي (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، يفصلنا أسبوع عن إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل في الآداب للعام 2016، المقرَّر له يوم الخميس المقبل (13 أكتوبر 2016). الأسماء العالمية التي يتم تجديدها كل عام للظفر بالجائزة، تظهر على السطح، من بينها الفائز بجائزة البوكر، الأيرلندي جون بانفيل، علاوة على الحضور السنوي للروائي الياباني ذائع الصيت هاروكي موراكامي، الذي تظل حظوظه مرتفعة هذا العام؛ إذ يتصدَّر اسمه قائمة الأربعة المرشحين للجائزة.

علينا أن نشير هنا إلى أن الشاعر العربي السوري علي أحمد سعيد (أدونيس)، لم يغادر القائمة منذ سنوات، وحظه لهذا العام أفضل من الأعوام التي سبقت؛ إذ يتصدَّر اسمه قائمة الستة المرشحين للجائزة، ويأتي في المرتبة الثانية بعد موراكامي.

أعضاء الأكاديمية السويدية، التي تتكوَن من 18 عضواً، لا ينأون في تحكيمهم ونظرهم لأعمال الكاتب الفائز، عن الوصية التي حدَّدها صاحب الجائزة الفريد نوبل، من أن يكون المعيار من دون تمييز للون أو دين أو بلد الفائز. وتحدَّدت الجائزة في بداية انطلاقها، ضمن حقول ثلاثة: العلوم الطبيعية والكيمياء والعلوم الطبية أو علم وظائف الأعضاء، فيما تمنح الجائزة الرابعة للأعمال الأدبية. أما الخامسة فتمنح للشخص أو المجتمع الذي يقوم بأكبر خدمة للسلام الدولي، كالحدِّ من الجيوش، أو إنشاء أو تعزيز مؤتمرات السلام. الجائزة في حقل الأدب لم يكشف عنها بعد رسمياً في الوقت المُحدد لها، وهو السادس من أكتوبر من كل عام. وصرَّح عضو الأكاديمية السويدية بير واستبيرغ لوسائل الإعلام السويدية بأن الكشف عن اسم الفائز سيتم في 13 أكتوبر، نافياً في الوقت نفسه ما يُشاع من أن تأخير الكشف عن الفائز في التاريخ المحدد حدث بسبب عدم التوافق بين أعضاء الأكاديمية.

صباح يوم الخميس، فضَّلت شركة المراهنات لادبروكس «أن تذهب الجائزة ضمن قائمة تضمُّ أربعة مرشحين، إلى الروائي الياباني هاروكي موراكامي لما يتمتع به من شعبية كبيرة. ويأتي بعد موراكامي منافس آخر منتظم، وهو الشاعر السوري أدونيس، الذي يتربَّع على قائمة لادبروكس ضمن ستة مرشحين، مع فيليب روث؛ على رغم تقاعد الروائي الأميركي مؤخراً عن كتابة الرواية، إلا أنه واحد من بين سبعة مرشحين.

كما وضعت «لادبروكس» الكاتب الكيني نجوجي واثينغو في المرتبة الرابعة، أما في المرتبة الأولى ضمن قائمة العشرة، فيأتي الكاتب الأميركي غزير الإنتاج جويس كارول أوتس في المرتبة الخامسة، وتلاه الأول من بين 14 اسماً، الروائي الألباني إسماعيل كاداريه، والإسباني خافيير مارياس، في المرتبة الأولى على حد سواء ضمن تصنيف الستة عشر اسماً. وتم تقديم مجموعة كبيرة من الكتاب لنيل الجائزة هذا العام بما في ذلك الفائز بجائزة البوكر الأيرلندي جون بانفيل، والبرتغالي أنطونيو لوبو أنتونيس، والنرويجي جون فوس، والشاعر الكوري كو اون، والروائي المجري لازلو كرازناهوراكي والأرجنتيني سيزار آيرا، ضمن احتمالات متقدِّمة في تصنيف يضم عشرين اسماً.

وقال المتحدث باسم «لادبروكس» أليكس دونوهيو: «موراكامي هو في القمة مرة أخرى - إنه هناك كل عام، ولكن جمهوره يعتقد أكثر من أي وقت مضى، بأن دوره سيحين هذه المرة»، مضيفاً «بانفيل هو الأفضل دعماً؛ إذ يحتل المقدمة في تصنيف العشرين بعد أن كان في تصنيف الثلاثة والثلاثين. أما بوب ديلان، فيدخل في الوقت نفسه، تشكيلة تصنيف 1/50.

الأكاديمية السويدية لم تعطِ قط أي إشارة إلى الذين يُمكن ترجيحهم للفوز بالجائزة في الفترة التي تسبق إعلان اسم الفائز. وكشفت قائمة مُختصرة للمتنافسين على الجائزة بعد مرور 50 عاماً من منحها؛ ولذا فإن المرجَّح فوزهم بالجائزة للعام 2016، لن يكونوا معروفين حتى العام 2066.

وكانت الصحافية البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفتش ضمن تصنيف 2/1 في العام الماضي، عندما أغلق باب الرهان. وفي العام 2011 كان الشاعر السويدي توماس ترانسترومر ضمن تصنيف 6/4، أما في العام 2009 فحل الروائي الألماني هيرتا مولر في تصنيف 1/3، وفي العام 2008 كان الروائي الفرنسي جيه إم جي لوكليزيو ضمن تصنيف 1/2.

وقال دونوهيو: «إذا نظرتم إلى سجل المُفضَّلين، سترون زيادة قليلة في الفوز ضمن المعدل المتوسط، ولكن يمكن أن يكون ذلك بسبب وجود عدد من العوامل، الأعمال الأدبية الأفضل حالاً لديها مزيد من الوقت للاشتغال عليها، أما الوقت والجهد فيذهبان إلى البحوث، إضافة إلى الحاسَّة الجيدة التي يتم توظيفها من قبل محكِّمي الأكاديمية».

مُوضحاً «على رغم أن الناس في السوق يحققون تخميناً جيداً، نحصل نحن في الوقت نفسه على الكثير من المُعجبين، وقد يعتقد الناس بأنهم إذا حافظوا على دعم كاتب أو كاتبة، فإن ذلك قد يحقق له/ لها الفوز. وهذا ما يفسر حركة المراهنين باتجاه بوب ديلان أيضاً؛ إذ في كل عام يظل باتجاه القمة، وضمن دفعات كبيرة».

يُشار إلى أن هاروكي موراكامي، كاتب وروائي ومترجم ياباني، ولد في مدينة كيوتو بتاريخ 12 يناير/ كانون الثاني 1949. حصل على العديد من الجوائز الأدبية العالمية من بينها: جائزة فرانك كافكا عن روايته «كافكا على الشاطئ»، كما صنفته «الغارديان» على أنه أحد أبرز الروائيين في العالم، ممن هم على قيد الحياة.

من أهم أعماله الروائية: «اسمع صوت أغنية الريح»، (1987)، «1Q84»، (2009)، «جنوب الحدود، غرب الشمس»، «سبوتنيك الحبيبة»، «الغابة النرويجية»، «رقص... رقص... رقص»، «تسكورو تازاكي عديم اللون والسنوات التي قضاها في الحج»، (2013)، «المكتبة الغريبة»، (2014)، و «ما وراء الظلام».

أما وليام جون بانفيل فقد ولد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1945. يكتب باسم جون بانفيل، وأحيانا باسم بنيامين بلاك. روائي وكاتب سيناريو. عُرف بأسلوبه الدقيق، ونثره البارع، وشخصياته الثرية بالكوميديا السوداء، يعتبر «واحداً من الروائيين الأكثر خيالاً في اللغة الإنجليزية اليوم». «وريث بروست»، بحسب الابتكار النابوكوفي له، نسبة إلى الكاتب الروسي الأميركي فلاديمير نابوكوف؛ نظراً إلى أعماله المُعقدة، حيث حبْكة القصص والكلمات المستخدمة فيها كثيرة التعقيد.

المحرر: هل يلتفت أعضاء الأكاديمية السويدية إلى العرب هذا العام. أدونيس الذي ظل حاضراً لأكثر من 10 سنوات ضمن قائمة المرشحين، وبعد عشرات الإصدارات شعراً ونقداً، وترجمة، هو الأكثر حضوراً في الدوائر الأكاديمية والثقافية الغربية، ليس لنتاجه الشعري فحسب، وإن كان تصنيفه لن يبرح الشعر، ولكن لنتاجه النقدي الذي يبدو حاداً في كثير الأحيان، في تناوله التراث والتاريخ والذهنية العربية والإسلامية. في السادسة والثمانين، وظل يكرر في أكثر من مناسبة بأنه لم يعد يحمل حرارة الحماس للحصول على الجائزة، كما هو الأمر في السنوات الأولى من ترشيحه، وإن لم يُخف أهميتها وتوقه إليها، وليس بالضرورة تصريحاً.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً