كان المشهد أمامي رائعاً وأنا أحاضر في رواد أعمال شباب بحرينيين ومن الخليج العربي وقد تفتقت أذهانهم عن مشاريع ابتكارية عظيمة قادرة على المنافسة على الصعيد العالمي، والأجمل من ذلك هو كيف تمكن هؤلاء الرواد من استثمار الإعلام الاجتماعي في الترويج لمشاريعهم بأقصى فاعلية ممكنة وأقل التكاليف.
كان ذلك خلال الشهر الماضي في محاضرة لي للمشاركين في مسابقة «سيد ستار (الخليج)» من أصحاب شركات خليجية ناشئة تتنافس على الوصول إلى مسابقة دولية تقام في جنيف (مارس/ آذار 2017) يحصل فيها ثلاثة فائزين على تمويلات تصل إلى 1.5 مليون دولار.
المسابقة جرت في «كوربروت هب CH9» أول «مسرعة أعمال» في البحرين والأكبر في الخليج العربي، وهي تهدف إلى دعم وتمويل الشركات الناشئة، ومساعدة رواد الأعمال على تحويل أفكارهم إلى مشاريع مربحة من خلال تقديم إرشاد ودعم مالي وفرصة الوصول إلى المرشدين.
صحيح أن معظم المشروعات الموجودة في المسرعة هي الآن في مجال التكنولوجيا، ولكن طموح القائمين عليها هو الدخول في مجالات أخرى، من بينها النفط والأمن الغذائي، وهذه كلها مجالات يلعب الإعلام الاجتماعي دوراً كبيراً في إنجاحها.
والنادي العالمي للإعلام الاجتماعي يمد يده دائما للتعاون مع كل الجهات العاملة على تنمية المجتمع وتحفيز الشباب، وهو على أتم الاستعداد للدخول في شراكة استراتيجية مع «كوربروت هب CH9» التي تعمل حاليّاً على قرابة عشرين مشروعاً في البحرين والخليج، في حين أن المساحات المكتبية والمرافق تستوعب أكثر من 130 مشروعاً.
إن وسائل الإعلام الاجتماعي تقدم لرواد الأعمال فرصة لإطلاق مشاريعهم بالكامل عبرها، أو الاستفادة من تلك الوسائل في الترويج لمشاريعهم، والاستفادة من هذه الوسائل التي تساهم اليوم بشكل كبير في حفز الابتكار، وبناء شراكات وفرص العمل، وخلق سوق عمل افتراضية جديدة، وأسهمت في ترسيخ مفاهيم ريادة الأعمال ودعم مبادرات الاقتصاد الاجتماعي، وأتاحت مشاركة جميع قطاعات المجتمع في التنمية بمختلف عناصرها.
وإن وسائل الإعلام الاجتماعية تملك قدرة كبيرة على القيام بدور مهم في تعزيز قاعدة المواهب، وتوسيع نطاق فرص العمل، ودعم ريادة الأعمال في الوطن العربي، ولقد باتت وسائل الإعلام الاجتماعي أداة أساسية للشركات الناشئة في العالم العربي، وتساهم بفعالية في نجاح الأعمال بما توفره من إمكانات تسويقية متعددة، والقدرة على الاستفادة من الأسواق الأوسع نطاقاً، وخيارات مشاركة الزبائن، ورفع مستوى الوعي العام، وغرس ثقافة ريادة الأعمال.
لكن هناك تحديات في هذا المجال، من بينها غياب البيئة التنظيمية، وشعور رواد الأعمال والشركات بعدم الأمان والحماية في ظل غياب قوانين ملائمة بشأن الملكية الفكرية، والخصوصية وحقوق النشر.
في الخليج العربي قصص نجاح كثيرة لرواد أعمال تمكنوا من إطلاق مشاريع تجارية ناجحة جدّاً من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي، وفي البحرين أيضاً هناك قصص نجاح عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لرواد بحرينيين حققوا نجاحات مختلفة في استثماراتهم لوسائل الإعلام الاجتماعي، حتى أننا في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي خصصنا منتدى رواد الإعلام الاجتماعي الثالث SMMF2015 الذي أقيم على مدى يومين مطلع العام الجاري للحديث عن ريادة الأعمال، وكان شعار المنتدى: «الإعلام الاجتماعي وريادة الأعمال».
واعتقد أنه من المفيد هنا أن أُذكِّر بنتائج مسح إقليمي أجراه برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، وشمل 8 بلدان لقياس التطورات السائدة، تناول أثر استخدام الإعلام الاجتماعي على التمكين الاقتصادي وريادة الأعمال في كل من البحرين ومصر الأردن والكويت ولبنان وسلطنة عمان والسعودية والإمارات، ومن أبرز النقاط التي وردت في المسح أن 86 في المئة يعتقدون ان الاعلام الاجتماعي يساهم في تمكين الرواد من خلال روح الابتكار والريادة في المؤسسة، و84 في المئة يعتقدون أنه يمكن للطلاب الاستفادة من الإعلام الاجتماعي لتعزيز المهارات الريادية، فيما 81 في المئة اتفقوا أن وضع الحكومات لسياسات وأنظمة تتعلق بالإعلام الاجتماعي من شأنه تسهيل استخدامه في العمل.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 5145 - الجمعة 07 أكتوبر 2016م الموافق 06 محرم 1438هـ