مُنحت جائزة نوبل للسلام للعام 2016 أمس (الجمعة) إلى الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس تكريماً لجهوده في إنهاء خمسة عقود من الحرب في بلاده على رغم النكسة التي أحدثها رفض الكولومبيين اتفاق السلام التاريخي الذي وقعه مع القوات المسلحة الثورية (فارك).
وأهدى سانتوس جائزة نوبل للسلام إلى الملايين من ضحايا النزاع في بلاده، مؤكداً أن السلام في كولومبيا قريب جداً، فيما قال زعيم «فارك» إن «الجائزة الوحيدة» التي تريدها حركته هي السلام مع العدالة الاجتماعية.
وقالت رئيسة لجنة نوبل، كاسي كولمان فايف خلال مراسم الإعلان عن الجائزة في أوسلو إن «لجنة نوبل النرويجية قررت منح الجائزة إلى الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس تكريماً لجهوده الحثيثة في إنهاء أكثر من 50 عاماً من الحرب الأهلية في بلاده».
أوسلو - أ ف ب
منحت جائزة نوبل للسلام للعام 2016 أمس الجمعة (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إلى الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس؛ تكريماً لجهوده في إنهاء 5 عقود من الحرب في بلاده على رغم النكسة التي أحدثها رفض الكولومبيين اتفاق السلام التاريخي الذي وقعه مع القوات المسلحة الثورية (فارك).
وأهدى سانتوس جائزة نوبل للسلام إلى الملايين من ضحايا النزاع في بلاده، مؤكداً أن السلام في كولومبيا قريب جداً، فيما قال زعيم «فارك» إن «الجائزة الوحيدة» التي تريدها حركته هي السلام مع العدالة الاجتماعية.
وقالت رئيسة لجنة نوبل، كاسي كولمان فايف خلال مراسم الإعلان عن الجائزة في أوسلو: إن «لجنة نوبل النرويجية قررت منح جائزة نوبل السلام للعام 2016 للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس تكريماً لجهوده الحثيثة في إنهاء أكثر من 50 عاماً من الحرب الأهلية في بلاده». وأشارت رئيسة اللجنة إلى «خطر فعلي في توقف عملية السلام واندلاع الحرب الأهلية مجدداً. وهذا يعطي أهمية أكبر لمواصلة الأطراف برئاسة الرئيس سانتوس وزعيم فارك رودريغو لوندونو احترام وقف إطلاق النار».
وأضافت «نأمل في أن يشجع هذا الأمر كل المبادرات الجيدة وكل الأطراف القادرة على لعب دور حاسم في عملية السلام وأن يحمل أخيراً السلام إلى كولومبيا بعد عقود من الحرب».
وكان الرئيس الكولومبي وقع في 26 سبتمبر/ أيلول مع قائد «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» رودريغو لوندونو المعروف باسمي «تيموليون خيمينيز» و»تيموشنكو»، اتفاق سلام تاريخياً. لكن الناخبين الكولومبيين رفضوا في استفتاء نظم يوم الأحد الماضي اتفاق السلام وطالبوا بشكل خاص بعدم مشاركة عناصر المتمردين الذين يلقون السلاح في الحياة السياسية وأن يودعوا في السجون بدلاً من الاستفادة من عقوبات بديلة، ما شكل صدمة كبرى.
وأرغم فشل الاستفتاء بوغوتا والمتمردين على استئناف المحادثات.
وكانت كل توقعات الخبراء في جائزة نوبل ترجح فوز أطراف النزاع الكولومبي بالجائزة منذ البداية، لكن رفض اتفاق السلام في الاستفتاء دفعهم إلى إعادة النظر في ذلك.
واعتبرت رئيسة اللجنة أن رفض غالبية بسيطة من الناخبين الكولومبيين الاتفاق في استفتاء الاحد الماضي «لا يعني بالضرورة أن عملية السلام انتهت».
وبموجب التقليد الذي تتبعه، لم تشأ لجنة نوبل توضيح أسباب عدم منح الجائزة مناصفة بين الرئيس الكولومبي وفارك.
وأكد الرئيس الكولومبي في أول رد فعل له على فوزه بالجائزة أن السلام «قريب جدا» معتبراً أنها تشكل حافزاً كبيراً في مساعي السلام.
وفي مقابلة مع مؤسسة نوبل قال الرئيس الكولومبي عبر الهاتف: «نحن قريبون جداً من تحقيق السلام. أنال هذه الجائزة باسمهم: الشعب الكولومبي الذي عانى كثيراً جراء هذه الحرب».
من جهته، علق زعيم «فارك» أمس على منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الكولومبي بالتأكيد أن «الجائزة الوحيدة» التي تريدها الحركة هي السلام مع العدالة الاجتماعية. وكتب على «تويتر»: «الجائزة الوحيدة التي نطمح اليها هي جائزة السلام مع العدالة الاجتماعية لكولومبيا من دون قوات شبه عسكرية (يمينية) ومن دون انتقام ولا أكاذيب».
في ردود الفعل، اعربت الامم المتحدة أمس عن أملها في أن يعطي منح الرئيس الكولومبي جائزة نوبل للسلام «دفعاً قوياً» لعملية السلام في هذا البلد في أميركا اللاتينية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إن عملية السلام في كولومبيا «قطعت شوطاً بعيداً ولا يمكن أن تتراجع الآن»، مشيراً إلى أن منح سانتوس جائزة نوبل للسلام يعطي الكولومبيين «أملاً وحافزاً».
وكان سانتوس وقائد «فارك» أكدا بعد فشل الاستفتاء الاحد انهما سيواصلان السعي إلى السلام.
على مر العقود، أوقع النزاع أكثر من 260 ألف قتيل و45 ألف مفقود و6.9 ملايين نازح. وتتألف جائزة نوبل من دبلوم وميدالية ذهبية وشيك بقيمة 8 ملايين كورون سويدي (حوالى 830 الف يورو). وستسلم في 10 ديسمبر/ كانون الاول في أوسلو في ذكرى رحيل مؤسس جوائز نوبل العالم السويدي الفرد نوبل.
وكانت جائزة نوبل للسلام منحت في العام 2015 إلى رباعي الحوار التونسي تكريما لجهوده في إنقاذ عملية الانتقال الديمقراطي في تونس في العام 2013.
العدد 5145 - الجمعة 07 أكتوبر 2016م الموافق 06 محرم 1438هـ