تشهد جمهورية جورجيا غداً السبت (8 أكتوبر / تشرين الأول 2016) إجراء انتخابات لاختيار أعضاء البرلمان، المؤلف من غرفة واحدة، والذي يضم 150 نائبا، وسط توقعات كبيرة أن يكون التصويت حرا ونزيها.
ومن المتوقع أن يكون السباق محموما بين اثنين من الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد، وهما " الحلم الجورجي" و"الحركة الوطنية المتحدة"، وشهدت الفترة التي تسبق الانتخابات ، كثيرا من الخلافات والنزاعات .
وخلال الشهر الماضي، دخل عضوان من أحزاب المعارضة الصغيرة في مشاجرة بالأيدي خلال مناظرة تلفزيونية، وفي هذا الأسبوع، نجا نائب من الحركة الوطنية المتحدة، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، من تفجير سيارة مفخخة في عاصمة البلاد، تبليسي.
وقال سايمون سارادجيهان، محلل الشؤون الدولية في مركز بلفر بجامعة هارفارد:" على الرغم من أعمال العنف قبل الانتخابات، أتوقع أن تجري الانتخابات إلى حد كبير وفقا للمعايير والمتطلبات الأوروبية".
وأضاف سارادجيهان في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) " السلطات الجورجية الحالية مصممة على مواصلة المزيد من الاندماج في الاتحاد الأوروبي، وأي انحراف كبير عن المعايير يشكل انتكاسة لهذا المسعى".
وأشار إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تقدم الحزب الحاكم "الحلم الجورجي" بفارق ضئيل، ولكن عددا كبيرا من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد.
وقال سارادجيهان "في ظل هذه الظروف... أمتنع عن التوقع بما إذا كان الحزب الحاكم سيهيمن على البرلمان القادم".
واستفاد حزب" الحلم الجورجي" من اتباع نهج شامل للعلاقات الإقليمية، والسعي إلى الاندماج مع الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه الحفاظ على علاقة براجماتية مع روسيا.
من جانبه ، يريد حزب" الحركة الوطنية المتحدة" ايضا إقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، ولكنه يوجه انتقادات لروسيا.
وقد أسس الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، حزب الحركة الوطنية المتحدة، خاض حربا كاثية استمرت خمسة أيام ضد روسيا في عام .2008
وقال مركز كارنيجي أوروبا للأبحاث في الشهر الماضي إن حزب الحلم الجورجي هو الاختيار المفضل في الانتخابات المقبلة، ولكن الفوز ليس مضمونا.
وكتب توماس دي وال من المركز في مقال تحليلي " خارج العاصمة، الحزب الحاكم قوي بشدة، وسيفوز بسهولة بالكثير من المقاعد".
وأضاف توماس "يمكن للأحزاب الأخرى أن تتوقع أيضا تمثيلا قويا في البرلمان، ويحتمل أن تحول دون حصول حزب الحلم الجورجي على أغلبية مطلقة."
وفي يوم الثلاثاء الماضي، كان النائب المعروف جيفي تاراجامادزي عن حزب الحركة الوطنية المتحدة، في سيارته في تبليسي عندما انفجرت قنبلة في جزء من السيارة، مما أسفر عن اصابة عدة اشخاص في مكان قريب. ولم يصب النائب وسائقه بأذى.
وأدان الرئيس جيورجي مارجفيلاشفيلي، الذي جاء الى السلطة بمساعدة حزب الحلم الجورجي ، ولكنه ليس عضوا في أي حزب سياسي، الحادث ووصفه بأنه هجوم ارهابي وطالب وكالات إنفاذ القانون بتشديد الاجراءات الامنية وقت الانتخابات.