التهديد الذي اطلقه الرئيس العراقي صدام حسين لدى مقابلته وزير الخارجية القطري - كما ذكرت الأنباء - يحمل في طياته خطورة علينا في الخليج والبحرين. فالولايات المتحدة قررت نقل القيادة المركزية لعملياتها من فلوريدا إلى قطر، وهذا يعني ان البحرين في مجال الطيران العسكري المستهدف أثناء وقوع أي حرب.
كانت الولايات المتحدة - قبل عشرين عاما - قد أعلنت نيّتها تشكيل «قوات التدخل السريع» المتمركزة في الخليج وعلى مقربة من المناطق الساخنة لمنع - حينها - حدوث ثورة أخرى على نمط الثورة الإسلامية الإيرانية، ولكن تلك الفكرة واجهت الكثير من العقبات وانتهت إلى تشكيلات عسكرية أخرى وتحولت المسئولية إلى القيادة المركزية. وها نحن بعد عشرين عاما نرى تحقيق الحلم الأميركي بنقل قيادتها العسكرية إلى منطقتنا. هذا النقل لا يعني اننا سنكون آمنين، بل لربما كان العكس. فالولايات المتحدة اتبعت سياسات خاطئة الواحدة تلو الأخرى. فعندما ساندت الحرب ضد إيران في مطلع الثمانينات أوجدت لها عدوا آخر لم تحسب له حسابا في مطلع التسعينات.
وعندما ساندت الذين قاتلوا القوات السوفياتية في أفغانستان لم تحسب انها ستوجد لها أناسا يدمرون مركز التجارة العالمي.
وها نحن في مطلع القرن الحادي والعشرين نشاهد تدشين سياسة أخرى، وهذه المرة تحوّل الأصدقاء إلى أعداء، وانقلبت موازين ومعتقدات، ولكن ليس مستبعدا ان نرى نتيجة هذه السياسات القائمة على الدفاع عن «المصالح الحيوية» للولايات المتحدة هي ذاتها النتائج المعكوسة التي شاهدناها خلال العشرين عاما الماضية.
مهما يكن، فلا نريد لبلادنا ومنطقتنا ان تتحول إلى منطقة عمليات عسكرية في صراع تكون فيه مصالحنا هي آخر اعتبار وآراؤنا آخر شيء يعتد به
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 9 - السبت 14 سبتمبر 2002م الموافق 07 رجب 1423هـ