فتح ممثلو ادعاء في كولومبيا يوم أمس الخميس (6 أكتوبر / تشرين الأول 2016) تحقيقا مع قيادي بحزب معارض اعترف باستخدام أساليب "مخادعة" على نحو متعمد ضمن حملة ناجحة ضد اتفاق السلام مع جماعة القوات المسلحة الثورية (فارك)، وذلك فيما اجتمع حزبه ومعارضون اخرون مع ممثلي الحكومة لبحث إجراء تعديلات على الاتفاق.
وقال مكتب المدعي العام في بيان صحفي إنه يحقق في اعترافات المسئول البارز في حزب الوسط الديمقراطي خوان كارلوس فيليث للنظر فيما إذا كانت تعد جريمة.
وفي مقابلة مع صحيفة "لا ريبابليكا" نشرت يوم الخميس، قال فيليث إن الحزب اليميني المتطرف قد عمد إلى توجيه دفة النقاش العام على وسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن محتوى اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية وفارك، مركزا بدلا من ذلك على إثارة "السخط".
وأضاف: "كانت لدينا رغبة في أن يذهب الناس إلى التصويت وهم يتملكهم الغضب".
وأثار هذا الاعتراف الغضب العام في البلاد التي صوتت بشكل مفاجئ بـ "لا" على استفتاء للموافقة على اتفاق سلام تاريخي ينهي حربا استمرت 52 عاما بين الحكومة الكولومبية وفارك.
وبدأ وزراء الحكومة الكولومبية وزعماء المعارضة مناقشات، يوم الخميس، بشأن كيفية إنقاذ اتفاق السلام في البلاد مع جماعة "فارك" المتمردة.
وتأتي المحادثات كمحاولة لوضع كولومبيا مرة أخرى على مسار السلام مع "فارك" بعد مفاجأة نتيجة الاستفتاء الوطني الأحد الماضي، التي جعلت تنفيذ اتفاق السلام الموقع في 26 أيلول/سبتمبر الماضي في قرطاجنة، محل شكوك.
وتأمل الحكومة في التوصل إلى حلول وسط بشأن التعديلات المقترحة التي ترضي المعارضين، ولكن على أن تظل مقبولة من قبل فارك.
لكن الرئيس السابق ألفارو أوريبي، وحزبه اليميني المتطرف "حزب الوسط الديمقراطي"، الذي قاد حملة ضد الاتفاق، اعتبر الاتفاق "ضعيفا"، وقال إنهم يريدون التراجع عن التنازلات بما فيها العقوبات المخففة، التي لا تتضمن السجن لمقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية الذين يعترفون بارتكاب جرائم حرب.
وصوت الكولومبيون بـ 2ر50 مقابل 8ر49 في المئة ضد اتفاق السلام، بمشاركة 37 في المئة فقط من الناخبين المؤهلين للتصويت.
وأثار الرفض المفاجئ للاتفاق حالة من الاحباط في نفوس الكثيرين في كولومبيا، مع تحول السلام، الذي كانوا قد بدأوا بالفعل يحتفلون به، فجأة الى حلم بعيد المنال.
ودفعت احتجاجات طلابية على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج #اكويردويا ( "اتفاق بالفعل") عشرات الآلاف من الأشخاص للخروج إلى الشوارع في 14 مدينة في جميع أنحاء البلاد مساء أول أمس الأربعاء في وقفة احتجاجية صامتة.
وفي العاصمة بوجوتا تظاهر ما يقدر بـ40 ألف شخص، ارتدي الكثيرون منهم اللون الأبيض وحملوا الشموع والأعلام وصور أحبائهم الذين لقوا حتفهم في الحرب.