قرر المؤتمر الاستثنائي لاتحاد الأطباء العرب فتح باب التطوع الطبي والصحي للأطباء العرب والعاملين في القطاع الصحي لإسناد العراق وفلسطين بدءا من 22/9 الجاري، كما قرر المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب في ختام مؤتمره الاستثنائي ـ الذي بدأ في عمّان يوم الخميس وانتهى أمس (السبت)، وضم ممثلي نقابات الأطباء العرب والجمعيات الطبية من 16 دولة ممثلة في المجلس في غياب الوفد الكويتي تعبيرا عن تحفظهم على عقد هذا المؤتمر المخصص للتضامن مع العراق وفلسطين ـ التوقف عن العمل لجميع الأطباء العرب في السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول الجاري الساعة الحادية عشرة صباحا مدة 5 دقائق احتجاجا على التهديد الأميركي بضرب العراق، وعقد مهرجانات نقابية وشعرية عربية في كل الساحات بدءا من 23 الجاري والبدء بجمع التبرعات بيوم عمل كامل ولمدة شهر دعما للانتفاضة، وفتح باب التبرعات العينية والنقدية من خلال النقابات والجمعيات العربية دعما للعراق وفلسطين وتشكيل لجنة طوارئ خاصة بذلك.
كما دعا المؤتمر في بيانه الختامي الذي تُلي على الصحافيين في مؤتمر صحافي ظهر أمس في فندق القدس إلى ضرب المصالح الأميركية في الوطن العربي في حال الهجوم الأميركي ـ البريطاني على العراق. وقال البيان: «لابد للجماهير العربية من القيام بما يفرضه عليها الواجب القومي تجاه العراق لضرب المصالح الأميركية في الوطن العربي والاستمرار بمقاطعة البضائع والمنتوجات الأميركية».
وناشد البيان الملوك والرؤساء العرب بتحريم استخدام أي أراض أو أجواء أو مياه عربية من قبل الأميركان والصهاينة للعدوان على العراق. وطالب الشعب العربي بعزل أي نظام عربي يقبل المشاركة أو يقدم التسهيلات للعدوان على العراق والعمل على طرده من الجامعة العربية. وطالب بفتح الجبهات العربية مع فلسطين وإطلاق حرية الجماهير والقوى والمجاهدين للقيام بواجبهم الجهادي ضد «إسرائيل».
كما دعا القادة العرب إلى التصدي لهذا العدوان المرتقب، وعقد قمة عربية استثنائية لاتخاذ موقف حاسم وجريء لمنع أي عدوان على العراق وإعلان كسر الحصار المفروض عليه من خلال قيام الرؤساء والملوك العرب بزيارة العراق وإعلان وقوفهم المبدئي ضد العدوان واستخدام النفط ضد السياسة الأميركية في المنطقة. كما ناشد البيان الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بعدم الرضوخ لأميركا التي تسعى لاستصدار قرار غير عادل بشن عدوان على العراق والتدخل في شئونه الداخلية.
ودعا البيان أيضا القوى الوطنية والقومية والإسلامية العربية إلى الارتقاء إلى مستوى التحديات ووضع إمكاناتهم كافة في خدمة الحق العربي ومواجهة العدوان الأميركي ـ الصهيوني على العراق وفلسطين والأمة العربية، بحسب البيان الذي أكد ضرورة وقوف الأطباء العرب في كل مكان صفا واحدا ضد العدوان على العراق ومخاطبة زملائهم الأوروبيين لتوسيع دائرة الرفض لهذا العدوان المرتقب.
وأكد البيان دعمه المطلق للعمليات والمقاومة الفلسطينية ضد «إسرائيل»، وشدد على أنه لا يمكن أن يتم تحرير فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر إلا بالقوة. وقال: «إن الصراع مع الكيان الصهيوني هو صراع وجود لا حدود، وان مسئولية التحرير الفلسطيني هي مسئولية قومية، وان فلسطين جزء من الأمة العربية».
ويرى مراقبون أن مضامين هذا البيان ودعوته إلى ضرب المصالح الأميركية في الوطن العربي في حال الهجوم على العراق ودعوته الجماهير العربية إلى عزل أي نظام عربي يقدّم التسهيلات لأميركا والصهاينة في ضرب العراق سيخلق توترا بين نقابة الأطباء الأردنيين (الجبهة المستضيفة لهذا المؤتمر) مع الحكومة الأردنية التي حذرت النقابات على لسان رئيس وزرائها قبل أيام من مغبة استمرار تغليب الشأن السياسي على المهني
العدد 9 - السبت 14 سبتمبر 2002م الموافق 07 رجب 1423هـ