هل تؤمنون بلغة الجسد في الحب؟ وإذا كنتم تؤمنون بها، هل هناك ألذ من لمسة اليد ومداعبتها في لغة الجسد؟ كيف نفرّق بين لمسة الحب ولمسة الصداقة؟ الأهم من ذلك كلّه كيف تتطوّر علاقة ما إذا بدأت بلمسة اليد؟

لمسة اليد لها معانٍ وإشارات عظيمة، وهي لا تعرف الزيف ولا الكذب، فنحن قد نُفرط في الكلمات وقد نكذب، ولكننا بلا شك لا نُخطيء من طريقة لمسة اليد لنا، فهي مفتاح العلاقة، وهي سلوك غير منطوق، سلوك صامت، له جماله ونقاؤه، لمعرفة المشاعر الحقيقية.

ومن المدهش بأنّنا نحن البشر لدينا إشارات كثيرة للتودّد وإعلان الحب، ولمسة اليد من أشد الإشارات التي لا تنتظر وتزيد من الشوق، فما أن تتّصل اليد باليد، حتى يُطلق الدماغ إشارات لأجسامنا، فتُحدث عدم توازن فينا، بسبب كمّية المشاعر التي نعطيها ونتلقّاها.

هذه اللغة الصامتة أفضل بألف مرّة من لغة الكلام، لأنّها تقرّب القلوب، وتثير الغرائز، وتزيد من حميمية العلاقة وقوّتها، وتُزيل الحواجز التي نضعها عند أي علاقة ما في حياتنا، وبذلك نُشبع غريزة العاطفة والجنس في آن واحد.

بعد تلاقي العيون وتحدّثها بصمت شديد، تبدأ اليد بالقيام بدورها الكبير في تغيير مسار العلاقة، فنخرج من مرحلة الإعجاب إلى مرحلة الشوق والغزل والمصارحة البسيطة، مصارحة ليس بها حرف واحد يذكر، ولكنّها مجموعة حروف تتشابك بالأيدي.

في مجتمعاتنا العربية هناك من لا يؤمن بلغة الجسد ولا بلمسة اليد ولا بصدقهما، بل يجد أنّ الحديث أو الكتابة عنهما ما هي إلاّ مضيعة وقت، أو إنّها من المثلّث الحرام الذي لا يجب التحدّث عنه، مع أنّه لو قرأ بشكل متمعّن عن أهمّية لمسة اليد لبدأ بتطبيقها منذ الوهلة الأولى.

من قال بأنّنا لا نحتاج إلى الحب، وإلى الشوق، وإلى الغزل، وإلى الجنس، وإلى اهتمام أحدٍ بنا؟ إنّها سنّة الدنيا، وقد يقرأ هذه الكلمات مُحبٌّ مقصّر فيقوم بتطبيق لمسة اليد مع محبوبته، وقد تقرأها مُحبّة قاسية شحيحة المشاعر على من يحبّها، فتصبح كريمةً بلمسة اليد، فلمسة اليد تغيّر العلاقات وتزيد من اشتعال موجة الحب بين الطرفين.

لا تبخلوا على من تحبّون بلمسة اليد، واجعلوها واضحةً حتى يفهم قصدكم، فإن كانت صداقةً أم غزلاً وحباً عميقاً، فهي تؤثّر في النفس البشرية، وتجد صدىً قوياً في تغيير العلاقة وترتيبها، ففوضى الحب مؤلمة جدّاً، ولغة الصمت التي من ضمنها لمسة اليد تقول ما تعجز الكلمات عن قوله.

لمسة اليد بوّابة تملكها ذواتنا بإرادتنا الحرّة، وهي صادقة وواضحة وضوح الشمس، وتقرّب القلوب، وتسحر الألباب، ولها وقعها ومكانها في الأفئدة، ولا نستطيع تجاهلها، فهي تخترق كلّ شيء ولا تستأذن أبداً. وجمعة مباركة.